اعتدنا ومنذ نعومة اظفارنا ان نسمع ونرى ونلمس بأن الرياضة هي إحدى اهم وسائل تعزيز المحبة بين الناس والشعوب وكنا نقرأ شعارها الازلي ( الرياضة حب ، طاعة ، واحترام ) وهذا الشعار كان مطبقا ومعمولا به الى وقت ليس ببعيد .
لكن عندما دست السياسة والتجارة انفهما بالرياضة تحولت إلى سلعة سياسية واقتصادية بكل اسف فتم حجز النقل المفتوح للمباريات بقصد كسب المال مما أدى إلى حرمان الملايين من الفقراء في العالم بعد ان كانت المتنفس الأفضل للتنفيس عن كرب المواطن وخصوصا العربي الذي وجد نفسه غارقا في كِرَبٍ ومحن وفتن لا حد ولا نهاية لها للأسف . فبينما كنا سابقا ننتظر البطولات الكبرى وتصفياتها بشغف كبير لغرض الاستمتاع والترفيه عن ما يجيش في صدورنا من هموم ومآسي صرنا اليوم نعيش المباراة الواحدة وكأنها معركة عسكرية بين دولتين لدودتين وهذا ما نراه في البطولات العربية والاسيوية والافريقية على وجه الخصوص لان القارات الاخرى لاتزال تستمع بالرياضة على أنها رياضة وليست ساحة حرب .
وما رأيناه اخيرا في بطولة أمم اسيا وايضا في أمم افريقيا التي تزامنت معها من شحن رهيب بين جماهير الفرق العربية المتنافسة فيهما شيء مؤلم ومخجل فعلا ويندى له الجبين حيث التظاهرات المتضادة داخل مدن البلد المضيف ومضايقة اهلها بالضجيج وعرقلة المرور و الشحن العجيب الغريب طائفيا وعنصريا على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وكأننا نعيش معركة بين جيشين وليست مباراة رياضية بين فريقين من شعب واحد تفصله حدود مصطنعة وحكام لا يهمهم سوى الحفاظ على تلك الحدود وإبقاء التفرقة العربية واذكاء المشاعر العدائية بين أبناء الجلدة الواحد والدم الواحد واللغة الواحدة والتاريخ الواحد والأرض الواحدة للحفاظ على كراسيهم وامتيازاتهم واجنداتهم.
عودوا الى رشدكم أيها العرب وتذكروا انها رياضة تتحمل الفوز والخسارة ولابد من فائز وآخر خاسر ولسنا بحاجة لتعزيز فرقتنا اكثر مما هي الآن فيكفينا ما نحن فيه من فرقة وفتن وهوان وما فعله الحكم الاجنبي في مباراة العراق والاردن الاخيرة في الدوحة ما هو الا استغلال لذلك الشحن الغير مبرر بين جمهور المنتخبين الشقيقين .