في بيت الأخت الكبيرة
#الشبكة_مباشر_القاهرة_بقلم: د. ضياء الجنابي
ليس ضرباً من المبالغة إذا قلت أن القاهرة هي الأخت الكبرى لشقيقاتها المدن العربية ،فهي الحضن الدافئ لجميع العرب تبشّ مبتسمة بوجه القادمين لها،وترحب بكل الوافدين إليها دون منة أو تعب، لكنها في ذات الوقت تمتلك فراسة عالية في قراءة الوجوه ومعرفة معادن البشر، ولا أخفي غبطتي بأن المصريين بجميع مستواياتهم الثقافية والاجتماعية يكنون مقداراً كبيراً من الحب والمقرون بالامتنان والعرفان للعراق الذي وقف مع الشعب المصري في محطات تاريخية مصيرية وساهم في إنعاش اقتصاده في مراحل مهمة من حياته، بحيث أن الكثير من المصريين الذين قابلتهم أما كان يعمل في العراق أو أن أباه أو أخاه أو أحد القريبين من عائلته كان كذلك وساهم رفع المستوى المعاشي لهم، وغالبيتهم يحملون ذكرياتجميلة عن العراق شعباً وبلداً وحضارة، وما أن يسمع أحدهم بأنك عراقي حتى يقف إجلالاً ويقول بملئ الفم (أجدع ناس، أطيب شعب، أهل الخير) وما إلى ذلك من عبارات التبجيل والاحترام.
كان عندي أكثر من سبب موجب لزيارة القاهرة الحبيبة، يقف في مقدمتها دعوة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في القاهرة، ودعوة أخرى من قناة النيل الثقافية لإجراء حوار تلفزيوني عن كتابي (أنفاسٌ وقراطيس.. لمحات أنثروبولوجية عن أدب وثقافة الأراضي المنخفضة) إضافة إلى إعداد وتهيئة دار الرسم بالكلمات لحفل توقيع كتابي الأخير، إضافة إلى مواعيد كثيرة مع العديد من الأصدقاء والكتاب المصريين والعرب، وبالفعل بدأت سفرتي ملبياً لدعوة شعبة الفصحى في الاتحاد العام للأدباء والكتاب المصرييين والعرب وقد تشرفت بلقاء الدكتور علاء عبد الهادي رئيس اتحاد الأدباء المصرييين والعرب في مقر الاتحاد الكائن في جزيرة الزمالك في القاهرة بحضور الشاعر عاطف الجندي رئيس شعبة الفصحى، ودار الحوار حول أهم التطورات والمستجدات في الساحة الثقافية والأدبية العربية وأصداء ذلك في الساحة الثقافية الغربية بشكل عام والبلجيكية بخاصة، وعلى هامش اللقاء قرأت قصيدتي الموسومة بعنوان (بهاءُ النيل) بحضور كوكبة راقية من الأدباء والشعراء المصرييين والعرب، وقد نالت القصيدة استحسانهم وتكرموا بعبارات جميلة تنم عن استحسانهم بما قرأت وإعجابهم بالقصيدة فيما انبرى بعضهم بالقول لقد ذكرتنا بقصائد أمير الشعراء أحمد شوقي، وقال آخرين لقد أحييت سيرة شاعر النيل حافظ إبراهيم، وقد حسم النقاش الرأي القائل بأننا سمعنا شعراً متفرداً بأسلوبه وطابعه الخاص لا يشبه إلّا أسلوب الشاعر الدكتور ضياء الجنابي.
وعلى مدى كل أيام المعرضكان الإقبال ملحوظاً على اقتناء كتبي بحيث كان هناك العديد من المكتبات المصرية والعربية جاءت مخصوص لاقتناء الكتاب، وقبل حفل توقيع كتابي في أروقة معرض القاهرة الدولي تقاطر القراء لاقتناء نسخًا عديدة من كلا كتابي (الصحافة وحركة الشعر الحر)، وكتاب (أنفاسٌ وقراطيس.. لمحات أنثروبولوجية عن أدب وثقافة الأراضي المنخفضة) المعروضين في جناح الرسم بالكلمات، ومن اللافت أنه في أثناء توقيع الكتاب الأخير نضبت جميع النسخ الموجودة منه وبقي طابور المعجبين به قائمًا، وهم يرومون اقتناءه مع اغتنامهم فرصة توقيعه، ما حدى بالقائمين على دار النشر بتقديم اعتذارهم للقراء ووعدوهم بأن يعوضوا ذلك في اليوم التالي فما كان من البعض إلّا أن يبادر بشراء كتابي الثاني (الصحافة وحركة الشعر الحر) لكي أوقعه لهم، وظل الطلب والإقبال على اقتناءه قائماً حتى بعد وجودي والحمد لله.
وفي أروقة مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري الكائن في منطقة “ماسبيرو” المطلة على نهر النيل تم استقبالي من قبل المخرج والمعد ومقدمة برنامج (فكرة) المذيعة المصرية القديرة حليمة خطّاب علماً أن البرنامج يعرض كل يوم أحد بين الساعة العاشرة والحادية عشر مساءاً بتوقيت القاهرة ويعاد بثه يوم الاثنين الساعة الحادية عشر قبل الظهر بتوقيت القاهرة أيضاَ، وقد تم تسجيل حلقة البرنامج التي دار الحوار فيها حول كتابي الأخير أنفاس وقراطيس الذي يتناول لمحات أنثروبولوجية عن أدب وثقافة الأراضي المنخفضةوقد عبرت المذيعة بعد التسجيل بإنها لم تعرف كيف مضى الوقت بانسيابية بحيث انتهى الوقت المخصص للبرنامج وبقيت في جعبتها العديد من الأسئلة المهمة لم تطرح بعد، وبعد التسجيل قمت بتوقيع نسخة الكتاب التي كانت معي للأستاذة حليمة خطّاب وتم اتقاط بعض الصور التذكارية.
وعلى هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب المقام في مجمع المعارض الكائن في منطقة التجمع الخامس شمالي القاهرة،قمت بتوقيع عقدين أحدهما مع مدير ومالك دار االرسم بالكلمات للطباعة والنشر الأستاذ محمد المصريلطبع ونشر ديواني الجديد الموسوم بعنوان (صهيلٌ بطعم المسافة) والذي يحتوي على ثلاثة فصول يشتمل الفصل الأول على قصائد عمودية، والثاني على قصائد تفعيلة “شعر حر” والثالث على قصائد حديثة “قصيدة النثر”، أما العقد الثاني فقد تم توقيعه مع مدير ومالك دار الجندي للنشر والتوزيع الشاعرالأستاذ عاطف الجندي،وتم الاتفاق خلاله على طبع ونشر كتابي الموسوم بعنوان (الحاجة والضرورة.. إشكالية المصطلحات)، كما قمت بإجراء لقاءات وحوارات مهمة وحيوية مع مسؤولي الأجنحة العربية لاسيما أجنحة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والأجنحة العراقية والعربية الأخرى.
وفي جانب آخر من زيارتي للقاهرة الحبيبة اتصلت بي مذيعةومراسلة إذاعة صوت العرب من القاهرةالإعلامية ياسمين ابراهيم لإجراء حوار معي، ولكن جدولي لم يسمح بذلك، واتفقنا على إجراءه هاتفياً بعد عودتي إلى بلجيكا إن شاء الله، هذا وقد تخللت زيارتي الثانية للقاهرة الكثير من فرص اللقاء بالأصدقاء لا سيما الأدبا والكتاب سواء المصريين أم العرب، وكذلك وفرت بعض الوقت للتفسح في الأماكن السياحية المهمة في القاهرة مثل “كورنيش أهل مصر” على شاطئ النيل والآثار الخالدة “تمثال أبي الهول والأهرامات” في الجيزةوالمتحف المصري الذي يسمونه المصريون بـ “المتحف الأحمر” إضافة إلى بعض المنطق الترفيهية والسياحية مثل “مول العرب” الكائن في مدينة الشيخ زايد، والمطاعم الجميلة والمحال التجارية في جزيرة الزمالك وشارع المعز وخان الخليلي وسوق الغورية وسيدنا الحسين في مصر القديمة، ناهيك عنوسط البلدوالعباسية وغيرها الكثير.