وجهة نظر ( عن عيد نوروز أو السنة الجديدة.. عيد كل الساميين و من يجاورهم)

هو عيد بلاد الرافدين وبلاد فارس ودول الهلال الخصيب.. ودول بلاد النيل لانه عيد ارتبط بالطبيعة وبالجغرافية المناخية.
فحتى وقت قريب كانت ميرانية الدولة العراقية تبدا من اول نيسان حتى نهاية اذار القادم. لانها تعتمد عي تخمينات وتقديرات وتوقعات وافتراضات المناخ والطقس والانواء الجوية وكميات الأمطار باعتبار ان العراق مثل كل جيرانه يعتمد علي الزراعة والبستنة والرعي ومنتجاتها من حبوب وتمور وفواكه واقطان وصوف وجلود واخشاب وووو بنسبة تتراوح بين/٨٠-٩٠ لانه في موسم الربيع يتحسن الطقس والمناخ والجو والفصل في منطقة جغرافية محددة فتحمل وتحبل وتثمر الارض بزرعها وضرعها فتنتعش الحياة..

فهو ليس عيدا كرديا ولا عربيا ولا فارسيا بل عيدا مناخيا وطنيا ويسمى بأسماء مختلفة حيث كان بسمي عيد دورة السنةالمناخية وعيد الشجرة وعيد شم النسيم وعيد الحب والتكاثر. خاصة عندما يكون الموسم الجغرافي متكاملا ومثاليا في كميات المياه والامطار والشمس لان قلة أحدهما تشكل جدبا وقحطا وعجفا وكثرته تشكل فيضاناتا او صقيعا يميت كل شي مثلما لو كثرت الشمس فتحصل الحراءق التي يحترق فيها الأخضر بسعير اليابس فيحسل القحط والجوع والهجرة.

فنَروز او عيد الربيع او عيد الشجرة هو ليس يوما عالميا موحدا بل هو موسما ويشمل لكل البلدان حسب موقعها من الكرة الارضية حيث تضع المؤسسات العامة (البلديات والاداريات المحلية والمركزية والمدنية والعسكرية خططها ان كان الموسم سخيا او بخيلا ومجدبا)

وفي أفريقيا وخاصة في مصر القديمة يسمى عيد شم النسيم وفي الصين له اسمه وكذلك في اليابان وفي العديد من دول أوربا واميركا
فيما يتعلق بمنطقة الهلال الخصيب وبلاد الرافدين وهضبة بلاد فارس فان شهر اذار هو من حيث المبدأ أجمل فصول السنة من حيث الاعتدال النسبي لدرجات الحرارة فتلبس الأرض وما ومن عليها بمن فيهم الإنسان حللهم الجميلة. اي انه عيد يرتبط بكرم الطبيعة

ولا يجب تسييه وحصره في منطقة جغرافية معينة فهو ليس سياسة ولا دين بل هو اقتصاد واجتماع

ان الحساسيات الشكلية الخطيرة التي تتحكم في ثقافات وفلسفات شعوب العالم الثالث ونحن للأسف منها جعلتها ان تكون قصيرة وقاصرة النظر فتتخلي عن الكل من أجل الاجزأء..
فنوروز لم يكن يحتفل فيه الكورد لوحدهم طوال تاريخهم في بلاد الرافدين او بلاد فارس وفي اسيا الوسطى لأنهم جزء من شعوب أخرى كثيرة تعيش وتتعابش وتتعامل وتتزاوج وتتصارع معهم..
حساسياتنا الفكرية خاصة نحن المسلمين صارت ومع الأسى والحزن ومنذ قرون تتسم بالمحافظة و التراجع فجعلتنا نتخلي عن قيم وثقافات وعلوم سومر وبابل واشور وتل اسمر و اهرامات مصر وحضارة دمشق واورشليم ودبمونه ومكة التي كانت توصلنا حضاريا مع العالم القديم الذي نحن الساميين مركزه ويدور حولنا توابع منهم الفرس والاغريق والرومان والصينيون في وقت لم يكن موجود ومخلوق وناشى مأت الدول المعاصرة بمن فيهم الويلات المتحدة تاريخيا..

لقد طلبنا السماوات فففدناها واكتفينا بالأرض وأهملناها وصرنا الان نحن السامبين من كنعانيين واراميين ومصريين وبربر وكلدان وسريان واحباش ويهود وعرب وفينيقيين تابعيين وذيولا وهوامشا نبحث عن الخردلة ونترك الجوهرة وهي العلوم التي هي الوحيدة التي تطور البشر وتبني الحجر وتزرع وتحصد وتدجن

عيد نوز اذا هو عيد سامي وليس ملكا لقوم او لقومين او لثلاثة انه هبة الطبيعة للأرض والشجار والزرع والضرع والانسان.
حسن الزيدي
اذار٢٠٢٤