تحية العلم و النشيد الوطني … دواء و ولاء و شفاء
#الشبكة_مباشر_بغداد_د. نـمـير نـجـيب نـعـوم
اعتادت اجيالنا ومنذ عشرات السنين ان تتربى وتقف اجلالا واحتراما وتقديرا وتقديسا أمام علم بلادها،،في احتفالية اسبوعية مدرسية تهدف اساس الى ترسيخ اولى مظاهر الوطنية في دماء الصغار اليافعين الى مرحلة بلوغهم سن الرشد، لكي تزرع فيهم براعم الحب والعطاء والولاء لهذا البلد الذي انجبهم وانجب والديهم واجدادهم.
تحية العلم والنشيد الوطني يظهر سيادة الوطن امام دول العالم،، فمن يمثل البلد في اي زيارة او تجمع دولي ،،لاترى الا علم بلاده ينتصب شامخا امام الاخرين،،فالعلم والنشيد الوطني يختصران قيمة البلد ويساعدان على توحيد جميع قلوب المواطنين ويزرع الوئام بينهم ويعمل على تغذية شعورهم بانهم ابناء ارض واحدة ،،واي ارض هذه عندما تكون منبع جميع الحضارات التي انتشرت افاقها في كل الاصقاع وانجبت خيرة العلماء والفنانين والمصلحين والتربويين.
فالمصريين يقولون في نشيدهم ” بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ” والتونسيين يرددون ” حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمن ، لقد صرخت في عروقنا الدماء ، نموت نموت ويحيا الوطن ” ،، والسعودي يهتف ” سارعي للمجد والعلياء ،،مجدي لخالق السما ، وارفع الخفاق اخضر يحمل النور المسطر ” ، واللبناني يصرخ ” للعلى للعلم ملء عين الزمن ، سيفنا والقلم سهلنا والجبل مثبت الرجال ” ، بينما الاميركي فانه نشيده ينحى منحى اخر ويقول ” قل ايمكنك ان ترى مع اول ضوء الفجر مانفخر به بشدة مع اخر بريق الشفق،،،ثم يذهب الى عبارة خلال المعركة المحفوفة بالمخاطر وفوق الاسوار شاهدناه يرفرف ببسالة وهج الصواريخ الأحمر وانفجار القنابل في الهواء دل خلال الليل ان علمنا لايزال موجودا ” ، وبهذا نرى مفردات الحب والنور والمجد تظهر في اناشيدنا الوطنية العربية ،،بينما نسمع اصوات الصواريخ والانفجارات في النشيد الأخير.
اما نشيدنا الوطني فانه يبدأ باسمى وارق المعاني ” موطني موطني ،الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك في رباك، الحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك في هواك ” فما احلاه من نشيد ،،والغريب ان من اختاره نشيدا للعراق هو الاميركي بريمر بعد عام 2003 ، وهو من كلمات الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان والحان الموسيقار اللبناني محمد فليفل،،وطيلة اكثر من عشرين عامل لم يجرأ شاعر ومثقف عراقي على اعداد نشيد ،،عراقي ،،كلماتا ولحنا واداءا ، وقد يعود السبب الى عدم اهمية ذلك لكون الوطنية متوفرة والتوليفة السياسية الحاكمة لايهمها هذه المفردات السياسية الوطنية قدر اهتمامها بالاحتياطيات النقدية والصادرات النفطية والايرادات الدولارية ومزاداتها الرصينة !!!!
عندما يرفرف علم اي بلد ويتم ترديد النشيد الوطني ،يقف الجميع بحالة الاستعداد والتهيؤ لحالة الاحترام والتقديس ،وهو دلالة واضحة على وجود سبب كامن وراء ذلك وهو نوع من الطاقة الداخلية التي تبع من نفوس الوطنيين الحقيقيين الراسخة في قلوبهم معاني الولاء والوفاء لبلدهم،، اي ان هذه التحية للعلم والنشيد الوطني كلما زاد الاحساس بها كلما اظهرت ان من تترسخ لديه معاني وقيم الوطنية الحقيقية فانها لاتموت لان جذورها راسخة رغم كل المصائب والفتن والانشقاقات والحروب والكوارث .
قما الضرر اذا لو كانت تحية العلم وترديد النشيد الوطني ، ممارسة اجتماعية ووطنية لاتقتصر على المدارس فقط ،،فترسيخ قيم الوطنية وتعزيزها هو واجب ومهمة دورية لاتتعلق بفئة دون غيرها ، فما علاقة هذه الممارسات الوطنية باعمار معينة كما يجري الان ،لابل ان هذه الفعاليات الوطنية لابد من ممارستها في جميع التجمعات على مستوى الدوائر والمؤسسات الحكومية ،لكي يتذكر الجميع ان لديهم وطنا تعلو رايته خفاقة ونشيدا كلماته تثير الشجون وتحفز الاعصاب على تقديم كل ماهو افضل. كما ان هذه التجمعات وبوجود الراية والنشيد ، قد تحفز الفاسدين ممن يحضرونها على ايقاض ضميرهم والتوقف عن انحرافاتهم في البنية الاجتماعية والدولارية للبلد ، خاصة عندما يرددون عبارة مهمة في النشيد ،تقول ، ” لن نكون للعدا كالعبيد كالعبيد ، لانريد لانريد ، ذلنا المؤبدا وعيشنا المنكدا ” .