من حياة طفلة
لم تكمل ربيعها الحادي عشر كي تشعر بأمان وتكمل مسيرة حياتها ، هي واحدة من عشرات الاطفال
الذين حرموا من طفولتهم البريئة بسبب ظروفهم الصعبة ، فهي تسكن مع اسرتها في مدينة اوجعتها
الحروب و الظروف القاسية بلون السواد ، تقضي هذه الطفلة معظم وقتها في السوق حيث تعمل على
توزيع الشاي على الباعة و المتجولون بين من يستنكر وجودها و بين من يستغل طفولتها البريئة ،
طفلة لم تبلغ الحلم عندما تسألها ما الذي يجبرك على ترك مقعد الدراسة او اللعب مع اقرانك من
الاطفال ترد عليك بصوت يملؤه الحزن و الأسى و نظرة يكسرها الحزن اريد او اوفر المال لكي اساعد
اسرتي الفقيرة فنحن لا مال لدينا ، فهي ترى اطفال الاخرين يذهبون الي المدرسة أو ساحات اللعب
و هي تعمل بكل جد لتوفير المال ، حملت على كاهلها اعالة اسرتها بدلا من ان تذهب الي المدرسة
لاتعلم، هي دائما ما تتعرض للعنف الجسدي و النفسي و سوء المعاملة و لكن كل همها ان توفر المال
لاسرتها تجلس على الرصيف لترتاح و تتنفس الصعداء من عملها الشاق تتذكر أملها الذي دفن بين اكواب
الشاي بان تصبح دكتورة تعالج الاطفال الذي في سنها و لكن ضيق الحال حال بينها و بين تحقيق هذا
الحلم الذي دفن بين طيات الفقر و الحاجة و دفن طفولتها البريئة معه فمن لهذه الطفلة و الكثير من
اشكالها الذين ظلموا من قبل الحروب و الكوارث و ظلوا يعانون المر من الفقر و الحزن و الأسى سوى الله