مقالات

التعليم عن بعد والتنمية المستدامة- الأستاذ الدكتور يعرب قحطان الدُّوري

#الشبكة_مباشر_كوالامبور _ جامعة مالايا _ماليزيا

يعتبر التعليم عن بعد هو العملية التعليمية التي يكون فيها الطالب بعيداً عن أستاذه بمسافة جغرافية ويتواصل معه عبر وسائل اتصال الحديثة. وهو أسس تعليمية غير تقليدية يمكّن الاساتذة من إيصال المعلومة للطلبة دون الانتقال إليهم. كما يهـدف إلى تعليم الطلبة الذين لا يســتطيعون الدراسة في ظروف تعليمية تقـليـدية. ويقوم على حق الجميع بالوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة. فلا يتقيد بزمان ومكان وفئة عمرية أو مستوى تعليمي.

وتستخدم الشبكة العنكبوتية وسيلة للتعليم. فيمكن للتعليم الإلكتروني القيام بمؤسسة تعليمية وبتصميم محدد لأهداف وأغراض معينة. وبذلك نصل بالطلبة إلى أهدافهم التعليمية. والتعليم الإلكتروني إحدى وسائل التعليم عن بعد، ثم جاء الإنترنت مبرراً لاعتماد التعليم عن بعد المعتمد على الإنترنت. كما تتفاوت اختصاصات التعلم الإلكتروني بين مجموعة وأخرى للحصول على الشهادة المرجوة.

وبرز التعلم الإلكتروني بنموه الكبير من بضعة مليارات إلى عشرات المليارات من الدولارات استنادا إلى التطور في القطاع الإلكتروني. أن التعليم هو الوسيلة الأكثر فعالية لمواجهة الانفجار السكاني وتحسين المعيشة الحياتية وتنمية المهارات الاقتصادية والسوكيات الفردية والمجتمعية. تتمثل أهمية المدراس في فهم مشاكل المجتمع والبيئة لتجاوز الصعاب وتحسين الظروف العامة. حيث تشجع التربية البيئية أنماط الحياة المستدامة بالحد من النفايات وترشيد استخدام الطاقة ودعم البيئة. حيث يتصدر مشهد التنمية المستدامة المدارس والجامعات في الغرب ما أدى إلى تحسن الأخلاقيات المدرسية. أدت الطرق التقليدية إلى تحسين الزراعة وزيادة الانتاجية للحفاظ على المجتمع وتطوره. كما يعتبر مكان العمل ذو أهمية للتعلم للحث على مواءمة الاستدامة مع العمل. حيث تتواصل مختلف المنظمات على توعية الناس بحقيقة البيئة وصونها. أن للتعليم أهمية في تعزيز قدرة الناس على التصدي للمخاطر المختلفة التي تحدق بهم. فيعتبر التعليم أكثر فعالية لمواجهة المخاطر التي تحدق بالبيئة. وبإمكان التعليم مواجهة الكوارث الطبيعية للتكيف معها.

يأخذ التعليم عن بعد أشكال مختلفة وكما يلي:

1-استخدام الحاسوب أو الإنترنت 

يتميز بإمكانية استخدامه في أي زمان ومكان وبسهولة ويكون على شكل دروس منفصلة

2- أنظمة الأداء الإلكتروني

وهي عبارة عن بيئة إلكترونية متكاملة، توفر معلومات شاملة وسهلة الوصول إليها. لكل طالب ومدرس.

3-الصفوف الغير متزامنة 

وتشبه الصفوف التقليدية معتمدة على نماذج تخيلية غير متزامنة عند التقاء الطلبة والمدرس عبر الإنترنت حيث يشترك جميع المتعلمين يشتركون في نفس المعلومات

4- الصفوف المتزامنة 

وهي أكثر أنواع التعليم عن بعد تطورا حيث يلتقي المدرس والطلبة عبر الإنترنت في نفس الوقت المتزامن باستخدام نظام المشاركة في البرامج والمؤتمرات الفيديوية وعبر الصوت وغرف الدردشة.

أن الفضاء المعلوماتي هو مفهوم واسع والمجتمعات الافتراضية تنشأ بلقاء مجموعة من الأشخاص مع بعض في الفضاء المعلوماتي. ومع ظهور الاتصالات الإلكترونية تعقدت المجتمعات لتشعبها لذا يستلزم عمليات متنوعة ذات خصائص أهمها سرعة التعلم والتعليم الذاتي والتنظيم المحكم.

كما يساعد التعليم الإلكتروني على ما يلي:

  • إمكانية التعلم في أي زمان ومكان

2-  حل مشاكل البيئة

3-  توسيع فرص العمل

4-زيادة إمكانية التواصل الجميع مع الكل

5-  المساعدة في تقبل وجهات النظر المختلفة

6-  المساواة بين الجميع

7-  تقليل الأعباء الثقيلة

8-  الوصول إلى العلم بيسر

9-  التفنن بطرق التدريس

10- التعايش مع مختلف وسائل التعليم

11- التعاون بالتكرار والاضافة

12- اتباع طرق تدريس حديثة

13- التواصل الدائم بالمناهج المتنوعة

14- مرونة الحضور الفعلي

15- استثمار الزمن قدر الإمكان

16- إمكانية تطوير الطلبة بسهولة وتفاعلهم مع مدرسيهم

17- إمداد الطالب بالمعلومات الضرورية

18- تدريب العاملين للوصول الى الغاية من التعلم

كما تسعي كافة البرامج إلى تنفيذ الأهداف مثل

1-تعويض نقص أعضاء هيئة التدريس

2- تهيئة تدريب مرن ومفيد

3-  توزيع العدالة للمنتفعين

4-  تخفيض الكلفة الاجمالية

5-  رفع المستوي الثقافي والعلمي والاجتماعي

6-  العمل على استدامة التعليم

7- توفير مصادر تعليمية شاملة قدر الإمكان

اما المعوقات فهي:

1-  صعوبة التحول من الطريقة التقليدية إلى الحديثة

2-  صعوبة التطبيق لبعض المواد وخصوصا التجريبية

3-  صعوبة الحصول على أجهزة الحاسوب

4-  عدم الفهم الجيد واللبس

5-  صعوبة التعامل مع الجدد

6-  صعوبة التأكد من تمكن الطالب من مهارة استخدام الحاسوب

7-  الكلفة المادية المرتفعة

 

أن مفهوم التنمية المستدامة مسألة ثقافة ترتبط بالقيم الإنسانية وعلاقتهم مع الآخرين متطلبة العلاقة السليمة المتبادلة بين الناس والبيئة. ويتضمن هدف التنمية المستدامة الخاص بالتعليم  غايات تشمل التعليم الابتدائي والثانوي المجاني والمنصف والتنمية المبكرة وتعميم التعليم وتكافؤ فرص الحصول على التعليم التقني والمهني والتعليم العالي الجيد والميسور التكلفة والغاية منه هو توفير المهارات لمزاولة عمل لائق وتعميم القراءة لدى الشباب وبناء المرافق التعليمية والتعليم من أجل التنمية المستدامة ولإيجاد نظام تعليمي يتطلب إعادة توجيه المقررات الدراسية نحو الإستدامة وتوفير منصات تعليمية مستدامة في الموضوعات الحيوية مثل تغير المناخ، الزراعة المستدامة، التكنولوجيا الحيوية وتدريب المعلمين على مهارات تبسيط العلوم والربط بين التعليم وتنمية المجتمع المحلي والدولي وإستحداث التخصصات البيئية. فلا بد ان تكون منهجية تحقيق التعليم من أجل التنمية المستدامة ليست مقصورة على نظم التعليم المتعارف عليها، ولكنها لابد أن تتخذ منهجية التعلم مدى الحياة، بما في ذلك تعليم الكبار والمجتمعات والتعليم التقني والمهني

والتعليم العالي وتعليم المعلمين حيث تعتبر هذه المكونات هي مكونات حيوية لبناء القدرات لتساهم في إعادة توجيه التعليم تجاه الإستدامة.

أن مسؤلية تحقيق التعليم من اجل التنمية المستدامة مسؤلية مشتركة وليست فردية، وليست مسؤولة عنها الوزارات المعنية بالتربية والتعليم أو التعليم العالي فقط بل مسؤلية جماعية

تشمل جميع الأطراف المعنية من وزارارت وهيئات ومؤسسات علمية ومراكز بحثية ومنظمات مجتمع مدني وخبراء وقطاع خاص وإعلام.

كما تتمثل التحديات بما يلي:

  1. ضعف نظم الرصد العالمية والإقليمية لرصد مؤشرات النظم التعليمية
  2. إنخفاض التمويل الخارجي المتاح لدعم عمليات التعليم من اجل التنمية المستدامة
  3. قلة السياسات التحفيزية بغرض تحفيز ودفع أطراف المنظومة التعليمية لعمليات التعليم من أجل التنمية المستدامة
  4. مراجعة السياسات التعليمية في كل دولة وعمل المراجعات اللازمة بالتعاون مع المجتمع المدني والخبراء المتخصصين للتأكد من تماشيها مع أهداف التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى