الانقلاب الأول في العراق
في عهد وزارة ياسين الهاشمي الثانية، اشتد الصراع بين الوزارة والمعارضة نتيجة تمسك رئيس الوزراء بالسلطة بكل الوسائل والسبل ،وقد كان الفريق بكر صدقي يشغل منصبَ قائد الفرقة الثانية، فقرر القيام بانقلابٍ عسكري ضد رئيس الوزراء، فتم ذلك ليلة 27 تشرين أول/ أكتوبر 1936، حيث زحفت قوات الجيش من بعقوبة إلى بغداد، فاضطرت الحكومة إلى تقديم استقالتها إلى الملك، الذي كلف حكمت سليمان وهو من المعارضة بتأليف الوزارة الجديدة بناء على طلب بكر صدقي.
في وقتٍ لاحق أدرك الشعب العراقي أن بكر صدقي ما هو إلا عسكري طامع في السلطة .
وفي شهر آب عام 1937، بينما كان بكر صدقي في طريقه إلى تركيا، نزل في الموصل، فتم اغتياله من قبل نائب عريف.
حركة رشيد عالي الكيلاني
في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي تصاعدت التيارات الوطنية وباتت تنذر بالاصطدام مع التيار الحكومي الموالي للإنكليز، بعد أن أصبح العراق على رأس الزعامة السياسية في المنطقة العربية، وقد أثرت توجهات الملك غازي الوطنية على السياسة العامة في البلد، إضافة إلى السياسة المستقلة لرئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني.
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية طلبت بريطانيا من رئيس الوزراء نوري السعيد وضع العراق في حالة حربٍ مع ألمانيا، مع تقديم المساعدات اللازمة لها، فتم تنفيذ كل مطالبها، إلا أن الزعماء الوطنيين رفضوا هذه السياسة، فاستقال نوري السعيد، وتولى رشيد عالي الكيلاني رئاسة الوزراء، فأعلن الكيلاني أمام مجلس النواب أن العراق ينبغي ألا ينجرف وراء أي عملٍ يجر العراق إلى شرور هذه الحرب.
وفي وقتٍ لاحق طلب عبد الإله الوصي على العرش من رشيد عالي الكيلاني تقديم استقالته؛ محاباةً للإنكليز، لكن الجيش متمثلًا في العقداء الأربعة: كامل شبيب، وفهمي سعيد، وصلاح الدين الصباغ ،ومحمود سلمان رفض استقالة الكيلاني، ثم قاموا مساء يوم 1 نيسان /إبريل 1941 بتحريك قطاعات الجيش لتحتل جميع المرافق العامة في بغداد، فهرب الوصي عبد الإله ورئيس الوزراء السابق نوري السعيد إلى خارج العراق، فقامت بريطانيا بإسقاط حكومة الكيلاني باستخدام الطائرات والقوة العسكرية، واحتلت العراق مجددًا وأعادت الوصي ونوري السعيد إلى الحكم.
الحزب الشيوعي العراقي
هو أحد الأحزاب اليسارية العريقة في العراق، وقد لعب دورًا مهمًا في التاريخ العراقي الحديث.
بدأ نشاط الحزب الشيوعي من خلايا ومجموعات ماركسية في البصرة والناصرية منذ عام 1924، إلا أن النشأة الرسمية للحزب بدأت في 31/ آذار/ مارس 1934 عندما انعقد في بغداد الاجتماع التأسيسي للحزب. وفي وقتٍ لاحق اتخذت اللجنة المركزية قرارًا بإعلان اسم الحزب الشيوعي العراقي في عام 1935 .
كان للحزب الشيوعي العراقي بقيادة يوسف سلمان . واسمه الحزبي (فهد) دورًا بارزًا في العمل السياسي، وخصوصًا في مدن العراق الجنوبية وبغداد ،إلى أن تم إعدامه لمواقفه الوطنية في عام 1949، ومع ذلك استمر الحزب الشيوعي بنشاطاته الثورية في العراق.
حزب البعث العربي الاشتراكي
هو حزب قومي عربي يتبنى الفكر الاشتراكي. تأسس في سوريا في نيسان/ إبريل 1947، وكان من أبرز مؤسسيه ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، وقد أعلن في مؤتمره التأسيسي عن أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية، وكان شعاره: (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) .
وقد تم تأسيس احزاب بعثية في العديد من الدول العربية، وكان أول مؤتمر له في العراق عام 1952 بقيادة فؤاد الركابي، وبعد سنواتٍ استطاع حكم دولتين عربيتين هما سوريا والعراق رغم اختلافهما في وقتٍ لاحق.
إضافة إلى الحزب الشيوعي العراقي، وحزب البعث العربي الاشتراكي، كانت في العراق أحزاب وطنية أخرى مثل حزب الاستقلال ،والحزب الوطني العراقي وغيرها .
جبهة الاتحاد الوطني
في عام 1956 تشكلت جبهة وطنية من: الحزب الشيوعي العراقي ،حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي ،ثم انضم اليها الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقد مهّدت هذه الجبهة لانقلاب أو ثورة 14 تموز 1958م.
