لأول مرة تفاصيل مقتل الشابة السورية عائشة في مالمو السويدية على يد زوجها و بأعترافه و أمام أطفالهما بعد تعذيبها
#الشبكة_مباشر_مالمو السويدية
حكمت المحكمة على الرجل الذي قتل زوجته الشابة السورية في مدينة مالمو السويدية بالسجن لمدة 18 عاماً والترحيل من السويد، بتهمة القتل العمد.
و قام الادعاء العام والمدعى عليه، بتقديم طلبا استئناف على الحكم، حيث طالب الادعاء بتشديد العقوبة للسجن مدى الحياة، فيما طلب الزوج في استئنافه، بتخفيف الحكم، ومراعاة ما جاء في تقرير الطب النفسي عن وضعه الصحي.
صدر الحكم الجديد في ديسمبر من العام الماضي، بتشديد العقوبة إلى السجن المؤبد على اعتبار أن الرجل، اقترف جريمته عن عمد، وعرض أطفاله لظروف سيئة للغاية بعدما أن حرمهم من والدتهم، فضلا عن اقترافه جريمته وأولادهما في المنزل.
حلمت بمستقبل جديد
كانت عائشة التي لجأت إلى السويد مع زوجها في العام 2015 تأمل بمستقبل جديد لها في السويد.
درست وزوجها اللغة السويدية، وحصلا لاحقاً على فرصة تدريب في إحدى المطاعم، عثرت الزوجة بعد ذلك على وظيفة، التي رأت فيها بأنها خطوتها الأولى لمستقبلها الجديد في السويد.
وصف زملاؤها في العمل، عائشة، بأنها كانت تحب عملها وتنشر الفرح بينهم.
نشرت صحيفة سيدسفينسكان السويدية، تفاصيل مقتل امرأة سورية على يد زوجها في مارس من العام الماضي في Furulund قرب kävlinge جنوب السويد.
وكانت الشرطة عثرت على السيدة البالغة من العمر 23 عاما، مقتولة في غرفة نومها، صباح يوم الجمعة 20 مارس 2020 بعد اتصال من الزوج اعترف فيه بجريمته.
ففي صباح ذلك اليوم، اقترف الزوج جريمته، بالوقت الذي كان فيه أطفالهما متواجدين في المنزل، حيث قام بضربها على رأسها وخنقها من رقبتها لتفارق الحياة فوراً.
وعند الساعة التاسعة صباحاً، أوصل الزوج أطفاله الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات إلى الحضانة، وقد تفاجئ حينها الموظفون من المظهر الذي بدا عليه الأولاد، حيث كانوا يلبسون ثياباً خفيفة بدون جوارب أو قبعات، بالرغم من الطقس البارد، كما أن الطفل الصغير، ذي الثلاث أعوام، كان من المفترض في ذلك اليوم، عدم قدومه إلى المدرسة، على اعتبار أنه يعاني من الإنفلونزا، وحين استفسر الموظفون من الوالد عن سبب ذلك تهرب من الإجابة وحاول المغادرة بسيارته على وجه السرعة.
قامت إدارة الحضانة وقتها بالاتصال بوالدة الأطفال لكن من دون أي رد.
زار مكان عملها وطلب منها ترك وظيفتها
قبل الجريمة بيوم واحد، زار الزوج مع أطفاله، الضحية في مكان عملها بإحدى المطاعم، ونشب خلاف بينهما، حيث طلب من زوجته ترك الوظيفة وفق مسؤولة المطعم التي حاولت تهدئة الزوج.
وذكرت أن عائشة أخبرتها بأنها خائفة من أن يقتلها زوجها.
في اليوم التالي تغيبت عائشة عن عملها وقامت زملاؤها على الفور بالاتصال بها لكن دون جدوى.
وكانت الضحية، قبل الجريمة بيومين، نشرت منشوراً لها على صفحتها في موقع الفيسبوك قالت فيه، إنها تتمنى لو كانت صغيرة لتختبئ في أحضان أمها وتخبرها كم هي خائفة من هذا العالم.
يوم الجريمة ومحاولة الهرب والانتحار
في يوم الجريمة، بدت الحيرة على تصرفات الرجل الذي تجول في أنحاء البلدة التي يقيم بها، من دون أن يعرف ماذا يفعل، ليقرر الفرار إلى الدنمارك، لكن خطته لم تنجح بسبب أن الحدود، يومها، كانت مغلقة جراء انتشار وباء كورونا.
عاد الرجل إلى بلدته وحينها قرر الاتصال بالشرطة والإبلاغ عن الجريمة، وقبل قدوم الشرطة حاول الرجل الانتحار أمام سكة قطار في مدينة مالمو.
وبعد نصف ساعة على مكالمته، وصلت الشرطة إلى منزل العائلة وطرقت الباب عدة مرات لكن لم يجب أحد، ما دفعها لاقتحام المنزل، لتجد جثة ملقاة على السرير.
القت الشرطة القبض على الزوج، الذي أخبرهم أنه الفاعل وأنه يريد الموت.
نقلت الشرطة الزوج إلى السجن، بينما قامت الشؤون الاجتماعية “السوسيال” بأخذ الأطفال في مساء ذات اليوم.
وبدأت السلطات المختصة التحقيق في جريمة القتل، ومن بين ما عثرت عليه خلال التحقيق، مراسلات وتسجيلات صوتية في هاتف القاتل بينه وبين زوجته تظهر وجود خلافات بينهما.
تريدين خلع الحجاب والتبرج
ومن بين تلك المراسلات والتسجيلات، اتهامه لها بأنها تريد الذهاب مع رجل آخر في حين كانت تنفي المرأة ذلك، وأن كل ما تريده منه هو الطلاق.
كما قال لها في مراسلات أخرى ترغبين أن تتركيني لتخلعي الحجاب وترتدي التنانير القصيرة والتبرج، وهو أيضاً ما كانت تنفيه الزوجة.
وتواصل الرجل، وفق ما عثر في هاتفه، مع والدي الزوجة، اللذين كانا يعيشان في تركيا وحاول إقناعهما بأن ابنتهما هي سبب المشاكل بينهما.
وطالب الرجل زوجته في إحدى التسجيلات بترك وظيفتها في المطعم، لكنها رفضت ذلك.
وقال الرجل خلال الاستجواب، إنه يعاني مؤخرا من التوتر والاضطراب، وانه لا ينام جيدا، وقام أثناء تواجده بمركز الاعتقال، بضرب رأسه في الحائط، فتم نقله للعلاج في قسم الطوارئ النفسية.
كشف تقرير الطبيب، أن الرجل يعاني من ما يسمى متلازمة “اضطراب التكيف”.