الأمير حمزة بن الحسين في قصره وبين العائلة الهاشمية برعاية شقيقه ملك الأردن فمن هو الأمير حمزة؟
#الشبكة_مباشر_عمان
كان اسم الأمير حمزة بن الحسين مع نهاية الأسبوع الأخير منتشر على الساحة الدولية فيما انتشر من أخبار حول “المؤامرة”، التي قالت السلطات الأردنية إنها استهدفت “أمن واستقرار” البلاد. وكان الأمير توارى إلى الظل منذ سنوات إثر تنحيته من منصب ولي العهد الذي لم يمكث فيه أكثر من خمس سنوات، قبل أن يعين الملك عبد الثاني بدله نجله الأمير الحسين. فمن هو الأمير حمزة؟
توارى اسم الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق لملك الأردن عبد الله الثاني، إلى الظل منذ حوالي 17 عاما، نتيجة تنحيته من منصب ولي العهد في 2004. ولم يعد، منذ هذا التاريخ، يثير اهتمام وسائل الإعلام خاصة منها الدولية. لكن منذ يومين عاد هذا الاسم بقوة مكتسحا الأنباء العالمية، التي اهتزت على وقعها عواصم عربية وغربية، وسارع العديد منها للتعبير عن دعمها لعمّان أمام “مؤامرة” تهدد “أمنها واستقرارها”.
وظهر اسم الأمير في قلب هذه “المؤامرة” بحسب ما أعلنته السلطات الأردنية على لسان نائب رئيس الوزراء. لكن الأمير، الذي وضع “قيد الإقامة الجبرية”، نفى ذلك، منتقدا الوضع في البلاد، على أنه “غير مسؤول” عن “انهيار منظومة الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة في إدارة البلاد في الخمس عشرة إلى العشرين سنة الماضية والتي تسوء”، حسب ما جاء في تسجيل صوتي له.
واختار العاهل الأردني الحل الحكيم بحل الشق المرتبط بالأمير من هذه القضية في إطار العائلة الهاشمية الحاكمة. وأوكل هذه المهمة إلى عمه ولي العهد السابق الأمير حسن بن طلال، الذي اجتمع الاثنين بعدد من الأمراء إضافة إلى الأمير حمزة، ووقع على إثر ذلك الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني رسالة، أفاد بيان للديوان الملكي أنه قال فيها: “أضع نفسي بين يدي جلالة الملك، مؤكدا أنني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيا لإرثهم، سائرا على دربهم، مخلصا لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك”.
تدريب عسكري
يبلغ الأمير حمزة 41 عاما من العمر، وهو الابن الأكبر للملك الراحل الحسين وزوجته الأمريكية الأصل نور، واسمها الأصلي ليزا نجيب الحلبي، والدها أمريكي من أصل سوري ووالدتها من أصل سويدي. وقد دافعت الملكة نور عن ابنها الأحد ووصفت الاتهامات التي وجهت إليه بأنها “افتراءات”.
درس الأمير حمزة، وهو أب لخمسة أبناء، المرحلة الثانوية في لندن قبل التحاقه بكلية ساندهيرست العسكرية. وتقلد عدة مناصب عسكرية، كما عمل في يوغوسلافيا السابقة ضمن وحدة أردنية إماراتية، قبل تخرجه من جامعة هارفرد الأمريكية. وتقاعد الأمير من الخدمة في القوات المسلحة الاردنية العام الماضي.
الأمير الذي فقد “فرصة أن يصبح ملكا مرتين”
عند تولي الملك عبد الله الثاني الحكم في 1999 إثر وفاة والده الملك الحسين في شباط/فبراير 1999، سمى أخاه غير الشقيق الأمير حمزة تبعا لوصية أبيه، وليا للعهد. لكن ابن الملكة نور لم يمكث في هذا المنصب أكثر من خمس سنوات، إذ أعفاه العاهل الأردني في 2004، وبرر ذلك في رسالة رسمية بأن منصب ولي العهد “الرمزي” يقيد حريته، و”يمنع تكليفه بمهام هو أهل لها”. وفي 2009، عين بدله نجله الأمير الحسين.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محلل سياسي، فضل عدم ذكر اسمه، أن الأمير”فقد فرصة أن يصبح ملكا مرتين، الأولى عندما توفي والده وكان ما زال يافعا، والثانية عندما نحاه الملك عبد الله عن ولاية العهد”.
ولفت هذا المحلل إلى أن الأمير قام “أكثر من مرة بمضاعفة انتقاداته لما وصفه بفساد السلطة أمام عدد من أصدقائه”، معتبرا أن “هناك بالتأكيد استياءً من جانبه، فهو لم يستوعب أبدا فقدان لقب ولي العهد” قبل حوالى 17 عاما.
أمير هاشمي بن الملكة نور
ويعرف الأمير حمزة بأنه مدافع عن قضايا الحفاظ على البيئة وقريب من الناس وقادة العشائر. وإن كان لم يتم وضعه في السجن، يقول الخبير، فذلك بفضل “دمه الملكي”، قبل أن يضيف: “في الأسرة الحاكمة لا يُسجن أمير، لكن يتم تهميشه”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قد نقلت السبت عن مسؤول في استخبارات بلدها، لم تكشف عن اسمه، أن السلطات الأردنية وضعت الأمير حمزة بن الحسين “قيد الإقامة الجبرية”، واعتقلت نحو 20 مسؤولا أردنيا في إطار تحقيق حول “مخطط للإطاحة بالملك”.
لكن صحيفة “الرأي” الأردنية، المقربة من مراكز القرار، نفت في افتتاحية الأحد، ما جاء في الصحيفة الأمريكية، بقولها إن “البعض يسعى إلى توهم محاولة انقلابية في الأردن ويحاولون الزج بالأمير حمزة في أمنياتهم السقيمة”، مشيرة إلى أن “كل ما في الأمر أن بعضا من تحركات الأمير كانت توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره”.
وعرف الأمير حمزة بقربه من العشائر والقبائل الأردنية، التي كان يشاركها أفراحها وأحزانها، إلا أنه كان يتنقد سياسات البلاد في هذه المناسبات، ويعتقد مراقبون أن هذا الأمر لربما أزعج أجهزة الدولة، ودفعها للعمل على الحد من تحركاته على هذا المستوى.