الاخباراوربيكلمة العدد

اليوم الأول من أحتلال بغداد الحضارة 10/4/2003 بداية نهاية دور العراق العظيم

#الشبكة_مباشر_بروكسل

اليوم 10 نيسان موعدنا مع المؤتمر الدولي الافتراضي من بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي على منصة الزوم للشبكة مباشر مجلة العائلة العربية في بلآد المهجر بعنوان عراق اليوم الى أين و الذي يستمر يومين السبت و الأحد 10-11 أبريل 2021 يشارك به نخبة من أساتذة الجامعات و من دول مختلفة عراقين و أخوانهم العرب .
هو اليوم رقم واحد من أيام احتلال العراق الرسمي بدخول قطعان الاحتلال الأمريكي مع من جاء بهم من آراذل الأقوام التي تأتي بكل زمان و مكان و التي تكشف معادن الأصلآء الذين لا يرتضون
أن يكونوا دليل لمحتل بلدهم و لكن شاء حظي أن أكون أحد الموجودين في بغدادتنا الجميلة في هذا الوقت الصعب الذي مر به العراق في زمن نعيشه مع الذين بأعمارنا التي تعتبر من أجمل الأعمار الستينات و سبعينات و ثمانينات القرن الماضي الذي أجزم أنها أجيال لآ تتكرر في تاريخنا المعاصر الحديث و المستقبل
ﻧﺤﻦ الجيل الذي كان يمشي ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭﺇﻳﺎﺑﺎ ‏ﻓﻲ ﻋﺰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺻﻴﻔﺎ و ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻄﺮ‏ طوال السنة الدراسية ﻛﺎﻣﻠﺔ مع أصدقاء لنا لا نعرف أنتماءاتهم العقائدية و لا حتى الطائفية
لم نكن نعرف المدرس الخصوصي فمعلمنا في المدرسة و مدرسنا في الثانوية و أساتذتنا في الجامعة خير الأساتذة فكلهم نجلهم و نحترمهم و البعض الكثير نذكر أسماشهم و نتباها بهم الى يومنا هذا.
كنا جيل الذي ربما الكثير منا ضربه المعلم و لكن لم يحقد عليه و لم يهدده بل يقف أجلآلآ و تقديرآ و من يراه أستاذه خارج المدرسه يسعد جدآ جدآ أذا سلم عليه
ﺟﻴﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﻬﺎﺭ ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻣﻦ ﻋﺼﺎ ﻤﻌﻠم و من تهديد أبوه و أمه و حتى أخيه الكبير و حتى جاره.
ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺯﻡ ﻋﺎﻃﻔﻴﺎً ﻣﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ مهما كانت صعبة و قاسية و ما أكثرها.
ﻧﺤﻦ ﺟﻴﻞ ﻟﻢ نكن نعرف الهواتف النقالة و لا التابليت ولا الحاسوب و لا حتى الحاسبة الرقمية.
جيل كان لديه تلفزيون واحد أسود و أبيض و بعدها بكثير صار ملون و بقناة و احدة و ببرامج لا يمكن أن ننساها فمن ينسى العلم للجميع و الرياضة في أسبوع و عدسة الفن ووو المذيعين واحد واحد و المسلسل تحت موس الحلاق وو حتى الكارتون و أغاني عبدالوهاب و فيروز و عبدالحليم و فريد و نجاة و ناظم الغزالي و حتى خضيري أبو عزيز و صديقة الملاية و القبانجي وووأفلامهم و سهرات أم كلثوم التي لا تنسى بالرغم من ساعاتها الطويلة.
لم نكن نتذمر ﻣﻦ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ و لا الواجبات ﻭﻻ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﻻ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ مع الأهل.
ﻧﺤﻦ ﺟﻴﻞ لم يذكرنا أبائنا و أمهاتنا بواجباتنا قط و لا حتى مساعدتنا في الواجب و هناك الكثير من الأباء و الأمهات أميين لا يجيدون حتى القراءة و الكتابة و لكن كانوا لنا بالرغم من هذا قدوة و فخر لنا و تاج على رؤسنا أحياء و أموات و فرحنا بالحملة على الأمية في العراق و برامج راشد يزرع و الذي حصل العراق على جائزة اليونسكو بقضاء العراق على الأمية بكل فكر و أعتزاز.
و كنا نقف للكبير في أي مكان في الباص في المقهى في الشارع ﻟﻴﺠﻠﺴﻮﺍ
ﻭﻧﺮﻓﻊ ﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺽ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺒﻴﻠﻬﺎ ثم نضعها ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎﻫﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍً ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ .
وكنا نمشي و نلعب بالطرقات بأمن و أمان و ننام بالأسطح بسعادة تامة و ﻧﺘﺴﺎﻣﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً و نضحك ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ و بنا من يعد النجوم بدون ملل.
ﻧﺤﻦ ﺟﻴﻞ ﺗﺮﺑﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺼﻔﺢ، ﻧﺒﻴﺖ ﻭﻧﻨﺴﻰ ﺯﻻﺕ ﻭﻫﻔﻮﺍﺕ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ.
ﻧﺤﻦ ﺟﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻨﺎ ﻫﻴﺒﺔ ﻭﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﻫﻴﺒﺔ، ﻟﻠﻌِِﺸﺮﺓ ﻫﻴﺒﺔ ، ﻟﻠﺸﺮﻃﻲ ﻫﻴﺒﺔ، ﻭﻛﻨﺎ ﻧﺤﺘﺮﻡ القانون و ﺍﻟﺠﺎﺭ، ﻭﻧﺘﻘﺎﺳﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻷﺳﺮﺍﺭ.
نحن جيل تعلمنا على الصدق والمحبة والاحترام.
كنا جيل العمالقة بكل المجالات في العلم و الأخلاق و السياسة و الأدب و الفن و الموسيقى و حتي الرقص
كنا جيل يفكر دائمآ بالمستقبل و يجد ويجتهد للوصول اليه بكل عزيمة
و كنا نقف أجلآلآ و أحترامآ للعلم في كل مدراس العراق بما يسمى رفعة العلم و نحتفل بعيد المعلم و بالأعياد الوطنية و القومية و الدينية و لا يوجد من يفرقنا بسبب طائفة أو عرق أو رأي
و كان التأمين الصحي مجاني و ليس هناك طبيب خاص الا للحالات الأستثنائية جدآ فالمستشفيات كمدينة الطب و عدنان و الرشيد والعلوية و الكندي و ابن الرشد و ابن سينا ووو الأطباء فيها هم من خيرة الأطباء و حاليآ الكثير منهم تفتخر بهم آوروبا و المملكة المتحدة و دول الخليج و العالم و ايضآ أساتذة الجامعات و المهندسين و غيرهم من الكفاءآت العراقية المعروفة
و لما كبرنا لنذهب للجامعات لم نثقل على أهالينا فالقبول المركزي ينتظرنا و كل طالب حسب نتيجته في الأمتحانات الأعدادية ليذهب للجامعة و الكلية التي تناسب مستوى معدله دون ضجر أو ملل حتى و أن كانت بعيدة جدآ عن سكناه.
قبولي الشخصي كان بجامعة الموصل كلية العلوم قسم الرياضيات و الإحصاء التي تبعد عن سكني بحدود 600 كلم ربما في البداية صعبة كانت لكونها الأولى التي أبتعد عن أهلي و ليس بالسهلة حيث كان بمثل عمري 18 سنة و لكن لما ترأى طالبات و طلآب من محافظات أبعد و من فسيفساءآت مختلفة تكون أسعد و فرح لأن ترى ورود لآزلت أتذكر منهم الكثير و الكثير طالبات و طلآب.
و عكس دول العالم كنا في هذا الزمن الجميل من الجيل لدينا الدراسة مجانآ بكافة مراحلها و أقسامها الداخلية الجميلة مجانآ و الأساتذة من خيرة الأساتذة و من بلدان مختلفة.
فبالنسبة لي كانوا أساتذتي من العراق و الهند و بنغلاديش و سريلانكا و فوق هذا و ذاك كانت الدولة تعطينا 30 دينار وقت الدينار العراقي يعادل 3 دولآرات و نصف و البعض يأخذ 90 كنا نحسدهم لأنهم كانوا يدرسون على نفقة وزارة الدفاع و كان أول قسم للحاسوب في الشرق الأوسط في جامعة الموصل ومنه بدأ تعلقي بعالم الحاسبات التي كانت مهنتي في المستقبل و لازالت.
و في غرفتي قسم الداخلي صدفة من كل الأعراق أضافة الى مصري نضحك و ندرس و نذهب للسينما و كأننا عائلة واحدة و كان أصدقاء لي ذهبوا لفرنسا و الأخر ليوغسلافيا لدراسة هندسة الطائرات و أتوا بالشهادة و الأثاث و السيارة و بعضهم من تزوج.
و تخرجنا وكان البعض الآخر يتعمد الرسوب للبقاء في أجواء الجامعة.
في سنين مختلفة كنت في الموصل و أخوتي الكبار أحدهم في كلية الزراعة بحمام العليل و الآخر بالجامعة المستنصرية والأخر بجامعة بغداد و الأكبر في حقل رميلة لم نسمع يومآ بوجود أية مشكلة فكان العراق واحد بكل تفاصيله بأمن و آمان و أستقرار من الشمال الى الجنوب و من الشرق الى الغرب
و أكبر مشكلة كانت تحدث يحلها شرطي مع سيارة شرطة أولدزموبيل .
و لما تخرجنا أيضآ كان التوزيع المركزي و بدأت الحرب مع أيران و كان دورنا في خدمة البلد مع أصدقائنا في المحافظات كافة في الخدمة الإلزامية و هذا حق و واجب على كل العراقيين بدون تذمر ان شأنا و أن أبينا فالدولة قوية ومهابة و زرعت في نفوس الشعب حب الوطن و الأمة العربية.
و كنت ربما حالفني الحظ بخدمتي بالقطاع الذي عشقته و هو الحاسبات حتى 9/4/2003 و هو يوم
الكارثة للأسف و شعرنا بأننا غرباء لأول مرة بتاريخنا و أن يتولى البلآد من هم غرباء أصلآ عن هذا البلد و بدأ من اليوم الأول بتهديم كل ماهو جميل في بلدي فبدأنا نشعر في حيينا بأن الوضع الكارثي بدأ طائفيآ و بدأت الأذآن تسمع الأصوات و المصطلحات الغريبة عن قاموس الشرف العراقي طيلة القرون الماضية فتركت مدينتي الغالية بغداد و أنتقلنا الى مدينة آبائي و أجدادي في سامراء التي كانت لآزالت خارج الأحتلال و بعدها بأيام شهدت بنفسي مفاوضات دخول الجيش الأمريكي لمدينة سامراء
و للحديث بقية…
عصام البدري
10 /4/2021

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى