ثقافة السلام ( ألتنوع ثراء وليس تهديدا)
د.فوزي الكناني
نشأ مفهوم السلام من خلال مبادرة طرحها قبل أكثر من ٢١ عاما أنور الكريم شودري وهو دبلوماسي من بنفلاديش ومسؤول كبير سابق في الامم المتحدة .
ظل السفراء يجتمعون سنويا منذ عام ٢٠١٢ لدعم التزامهم باعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام الذي أعتمدته الجمعية العامة للامم المتحدة بالاجماع في ١٣ أيلول / سبتمبر ١٩٩٩.
وفي حديث للسيد شودري قال ( أن ثقافة السلام تعني ببساطة أنه يتعين على الجميع العمل بوعي لجعل السلام واللاعنف جزءا من حياتهم اليومية ، ودعا الى عدم أعتبار السلام أمرا منفصلا أو بعيدا بل يجب أن نعرف كيف نتواصل مع بعضنا البعض دون أن نكون عدوانيين وعنيفين ، بدون عدم احترام ، بدون أهمال وبدون تحيز .
في عالم اليوم يجب أن ينظر الى السلام على أنه جوهر إنسانية جديدة قائمة على الوحدة الداخلية والتنوع الخارجي . ففي ظل استمرار البلدان في مكافحة كوفيد -١٩ فأن الحاجة الى ثقافة السلام باتت أكبر من أي وقت مضى .
إن ثقافة السلام هي أكثر من مجرد الصراع لأنها تحتضن العلاقات المتبادلة بين السلام والتنمية إن تعزيز ثقافة السلام يعني بناء التضامن والتعاون العالميين اللذين تشتد الحاجه إليهما في هذه الاوقات العصيبة.
ثقافة السلام هو أحترام حياة وكرامة كل شخص دون تمييز أو تحامل ورفض أي شكل من أشكال العنف وتقاسم الوقت والموارد وإنهاء الاستبعاد والظلم والقمع السياسي والاقتصادي وتنمية حرية التعبير والتنوع الثقافي من خلال الحوار والتفاهم .ويعرف السلام كمصطلح ضد الحرب بأنه غياب الاضطرابات وأعمال الحروب والعنف مثل الارهاب أو النزاعات الدينية أو الطائفية أو المناطقية وذلك لاعتبارات سياسية أو اقتصادية أو عرقية كما ياتي السلام بمعنى الامان والاستقرار والانسجام . وبناءا على هذا التعريف فأن السلام يكون حالة إيجابية مرغوبة تسعى إليه الجماعات البشرية أو الدول في عقد أتفاق فيما بينهم للوصول الى حالة من الهدوء والاستقرار .
فالسلام لايعني عدم وجود الاضطرابات بكافة أشكالها و أنما يعني ألسعي في الوصول الى المظاهر الايجابية .إذن ثقافة السلام هو مصطلح يعني مجموعة من الانماط السلوكية الحياتية والمواقف المختلفة التي تدفع الانسان الى أحترام أخوانه من بني البشر ورفض الاساءة إليهم والاعتداء عليهم وقبول الاختلاف بين الناس . إن برنامج العمل من أجل ثقافة السلام الذي يضم ثمانية مجالات تتعلق بالتعليم من أجل ثقافة السلام ومساواة المرأة بالرجل والمشاركة الديمقراطية والتنمية المستدامة ويهدف مشروع السلام ليشمل:
عدم العنف ضد الاطفال ونشوء ثقافة التسامح وأحترام حقوق الانسان والاعتماد على التعاون والحوار بين الامم والثقافات المختلفة .وأما فوائد نشر ثقافة السلام فهي: ١) أحساس الناس بالامن والسكينة وعدم الخوف
٢) التقريب بين وجهات النظر
٣) الحفاظ على البيئة من المخاطر التي تهددها
٤) أستغلال الموارد بالشكل الامثل
٥) عمران الارض ومكافحة المشاكل الاقتصادية
إذن أقول كلما تقارب الناس من بعضهم أكثر أمتلكوا القدرة على مواجهة العنف وتعاضمت محبتهم لبعضهم البعض