الأطفال المرتحلون في أوروبا يحلمون بحياة طبيعية
الشبكة مباشر
الأطفال المرتحلون في أوروبا يحلمون بحياة طبيعية
مسكوت، 3 سنوات، من سوريا، يلعب بكرة في المساحة الصديقة للطفل التي تدعمها اليونيسف. بعد الانتظار لستة ساعات في الشمس لعبور الحدود مع أمه وأخته، يتوقف قليلا ليسترجع الشعور بالراحة واللعب، قبل أن يبدأ الجزء الثاني من رحلته إلى صربيا.
عندما وصلت يوم السبت إلى بلدة غيفغليا قرب الحدود اليونانية رأيت أشخاصا وأطفالا في حالة يأس مطلق وبدا الخوف واضحا في عيونهم. تدافع آلاف الأطفال والأسر الهاربة من مناطق النزاع في الشرق الأوسط وآسيا وأجزاء من إفريقيا للوصول إلى مركز المدينة، بعد أن تمكن هؤلاء المرهقون والخائفون من اختراق طوق الشرطة، الذين كانوا ينتظرون عنده ليتمكنوا من دخول البلاد.
ووسط هذا الارتباك انفصل بعض الأطفال عن أهلهم، وهاموا وحدهم بقرب سكة الحديد. شعرنا أنا وزميلي بالقلق على سلامتهم، وبدأنا بالبحث عن هؤلاء الأطفال لنتمكن من إحضارهم إلى مركز الحماية المؤقت، حتى يتم لم شملهم بأهلهم ومقدمي الرعاية لهم. كانت هذه المحنة مرعبة بالنسبة لهم، ولكن لحسن الحظ تمكن جميع الأولاد والبنات من الانضمام لأسرهم لاحقا مرة أخرى.
بالنسبة للكثير من هؤلاء الأطفال، كانت هذه التجربة حادثة منفردة من ضمن المشاق العديدة التي واجهتهم في رحلتهم الطويلة المحفوفة بالمخاطر بحثا عن الأمن، بعد أن هجّرهم النزاع من بلادهم. يقطع 2,000 – 3,000 شخص يوميا، يتحركون عادة في مجموعات أصغر، يتراوح عدد أفرادها بين 50 – 100، الحدود من اليونان إلى جمهورية مقدونيا – أحد جمهوريات يوغوسلافيا سابقا – بعد أن قطعوا رحلة صعبة عبر بحر الإيجة. وبعدها ينتقلون إلى صربيا، ومن ثم إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وبعد رحلة شاقة لا تتخللها الراحة عادة، يصل هؤلاء الأطفال وأعراض الجفاف والحمى بادية عليهم جراء نومهم في العراء. كما يصل الأطفال والبالغون حفاة الأقدام، بعد أن اهترأت أحذيتهم من كثرة المشي.
جاءت بعض هذه الأسر من سوريا أو العراق، بينما جاء بعضها الآخر من أفغانستان. وجميعهم لا يريد سوى العيش بسلام، دون خوف من العنف أو التهجير أو الموت.