غير مصنفمقالات

خواطر من الزمن الجميل …. أ.د. حسن اسماعيل عبيد

#الشبكة_مباشر_الخرطوم

للاجابه عن السؤال أثناء محاضرتى بمركز الفيصل الثقافى بالخرطوم حول العلاقه بين صلتى والموسيقى، أقول لست موسيقيا ولكن لعبت مجموعه من العوامل الذاتيه والموضوعية فجعلت الموسيقى أحد اهتماماتى

وهواياتى ومنذ فترة مبكره ولكن أكيد ان وجودي طوال سنوات الدراسات العليا بجامعة برلين وسع من آفاق معرفتى بابجديات الموسيقى كفن و كفعل ونشاط اجتماعى لازم الانسان منذ بدايات الحياه إذ لم يكن

ممكنا ان تخلو الحياه الانسانيه من الايقاع وتردد الالحان والانغام ودفق الميلوديا المنظم.. هناك فى ما تيسر لى من وقت كنت ارتاد فيه مكتبة الموسيقى ببرلين للاطلاع اوالاستعاره مما مكننى من زيادة حصيلتى

المعرفيه بالتاريخ الاجتماعى للموسيقى التى تبارى الكتاب والمفكرين فى تعريفها فمثلا الموسيقى عند اينشتاين هى هندسة النغم فى مساحة الزمن وعرفها سارتر بأنها أفضل أداة للتعبير عن الطبيعه والجنس

والحياه ويرى مارلو ان روعة الموسيقى ليس فيها ولكن فى ماتثيره فى دواخلنا من متعه واشتهاء باعتبارها مدسوسه فى عمق الزمان والمكان..وفى ذلك يقول”ارنست فشر” فى كتابه؛،الاشتراكية والفن؛. ان تاريخ

الموسيقى ظل موصولا بتاريخ الفن وان عمر الفن يوشك أن يكون عمر الانسانيه وان الحضاره الانسانيه تدين للاذن قبل العين فى وقت استخدم فيه الإنسان الإيقاعات كوسيلة للتواصل الاجتماعى ثم راح يعالجها

بالمحاوله والتكرار لتصبح اداه للتطريب فى كل المجتمعات البشريه وبمرور الزمن صنع الإنسان آلته الموسيقية من المواد المتاحه فتعلم النفخ والطرق والمناغاه والترنم الصوتى ويرى علماء الاثنوجرافيا الثقافيه Social

Ethnografy ان الانسان لم يرتقى لمصاف الإبداع وجماليات الموسيقى إلا بعد الفى عام لما عرف الاستقرار بسبب الزراعه فأسس اول حضاره انسانيه على شواطئ الانهار عندها تعلم العز ف على الآلات

الموسيقية البدائيه التى اخترعها لكن بلغ التطور الموسيقى اوجهه مطلع القرن الثامن عشر كما يقول”فارمر” فظهرت فى داخل قصور الملوك والنبلاء صالات للاستماع للموسيقى البحته التى عرفت فيما بعد

بالموسيقى الكلاسيكيه وكان باخ رائدها بلامنازع ومن بعد رصفائه جوهان شتراوس وهندل والمبدع بيتهوفن والعبقرى النابه موزارت وفى المقابل ظهرت الموسيقى العربيه مع بواكير شروق شمس الحضاره

الاسلاميه عند كل من ابى النصر الفارابى وابن سينا والكندى والفراهيدى والموصلى وزرياب الذين لم يسعفهم زمانهم بتدوين أعمالهم الموسيقيه فطواها النسيان بينما مكننا تفوق الحضاره الغربيه التقنى ان

نستمتع حتى الان لتسجيلات لأعمال برامز وسيميتانا ودوزنات تشايكوفسكي السيمفونية وابداعات بيتهوفن لعل من أشهرها السيمفونية التاسعه التى زيلت بانشاد كورالى كتب كلماته الشاعر شيلر الذى أتيحت

لى زيارة منزله فى مدينة” ايزيناخ” جنوب ألمانيا حيث عاش شيلر مجاورا منزل صديقه” جوته” كان ذلك فى اجمل حقبه من حقب تاريخ الإبداع الأدبى والفنى والترف الموسيقى ليس فى ألمانيا بل فى العالم.

ا.د.حسن اسماعيل عبيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى