تفنن عجيب في صنع مكونات الشعوب وتجزأتها وزرع الفتن بين أبناءها على أُسسٍ باطلة لا معنى لها سوى إنهاك تلك الشعوب وتدميرها وبالتالي السيطرة عليها والتحكم بمصائرها وثرواتها من قبل أصحاب لعبة المكونات
ففي بعض الاقطار إعتمدوا الاديان والطوائف والأعراق وفي اقطار أخرى نفذوا لعبة المناطق والاقاليم وكانت مسرحية الاحزاب والحركات من نصيب بلدان غيرها فلكل جزء من أجزاء الوطن العربي مايناسبه من انواع المكونات التي من المفروض ان تكون من مقومات جمال البلد الذي يتكون منها ولكنها للاسف صارت مدخلاً واسعا لاولئك الطامعين ببلداننا حيث خلفت ألاعيبهم انهارا من الدمار ودمارا شاملا لكل البنى التحتية وانهيار تام للاقتصاد والخدمات في كل الدول التي شملتها لعبة المكونات خلال العقدين الاخيرين.
والأغرب على الإطلاق مايحدث الان في السودان حيث مهزلة المكون العسكري والمكون المدني ترى من أين جاء أبناء المكون العسكري أليسوا من أرحام نساء الشعب المدني وظهور رجاله ؟ أم جاءوا من كوكب المريخ؟ وهل يوجد بلد في العالم ليس فيه قوات عسكرية بمختلف صنوف العسكر ؟ وها هي السودان تتجه نحو المجهول بسبب تناحر أبناء الرحم الواحد والظهر الواحد على السلطة والتسلط مما أدى وسيؤدي الى أحداث شرخا كبيرا جدا بين الشعب وقواته المسلحة ، وقد تأتينا قريبا لعبة القبائل والعشائر ومن يدري في أي قطر ستكون ؟.
عجبي لشعوب تهرول وراء لعبة المكونات وفتنها وهي تعلم جيدا مَنْ يقف وراءها وماهي أهدافها وما حصل ويحصل من تدمير وخسائر في البشر والثروات والبنى التحتية بسببها وإنتهاك السيادة بحجة دعم هذا المكون أو ذاك من قبل محركي اللعبة من الخارج أو المتصارعين الدوليين على أرض غير أرضهم وبأيدٍ غير أيديهم فلا هم يخسرون بشراً من أبنائهم ولا هم خاسرين حجر أو جدار أو ثروة أو أية بنىً تحتية لأن تقاتلهم خارج أراضيهم وبأيدي شباب تلك المكونات . ثم ألا يتساءل ابناء هذه المكونات والتي هي في أغلبها عربية عن سبب حدوث تلك الصراعات بين تلك المكونات فقط في الأرض العربية دون غيرها مع إن كل شعوب الأرض فيها من المكونات ما لا يربطها أي رابط سوى السكن في بلد واحد وهي تعيش بسلام وأمان في بلدانها دون ان يحركها او يتلاعب بها أحدٌ من لاعبي لعبة المكونات بينما لدى مكوناتنا العربية ما لا يُعد ولا يُحصى من الروابط كالنسب الواحد والعرق الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة والدم الواحد والتاريخ الواحد والحضارة الواحدة إضافة الى رابطة الوطن الواحد وحتى الأقليات غير العربية المتآخية مع العرب في نفس الأرض فهي ترتبط مع العرب ومع بعضها البعض بالدين والتصاهر والتاريخ المشترك والوطن الواحد.