حديث مختصر عن العراقية -الإسبانية باهرة عبد اللطيف الشاعرة و المترجمة والجامعية والناشطة الإجتماعية
الشبكة_مباشر_باريس_المؤرخ والكاتب الدكتور حسن الزيدي
التحدث والحديث عن النساء بشكل عام أمر هام. والتحدث والحديث عن المناضلات والعاملات والمثقفات أمر أهم. وتزداد الأهمية عندما يتصل الموضوع بالنساء المهاجرات لأسباب عدة، منها طلب العلم والبحث عن الحرية، وينجحن في حياتهن الدراسية والعلمية ويبدعن في أنشطتهن المختلفة. فالنساء هن المبتدأ والخبر في أي تقدم حضاري، إذ يبدأ وينمو ويتطور مع النساء ويتضاءل بتراجعهن وتحجيم أدوارهن ذلك أن الأوطان والمدنيات لا تبنى بالسيوف بل العقول المتحررة والإنسانية.
وهنا يطيب لي إلقاء الضوء على سيرة الزميلة باهرة عبد اللطيف الشاعرة والكاتبة والمترجمة للغتين العربية والإسبانية. وهي أيضاً ناشطة في مجال حقوق المرأة ومن أبرز الشخصيات النسوية العربية الثقافية في أسبانيا، والمترجمات المتخصصات في اللغة الأسبانية على مستوى العراق والوطن العربي وإسبانيا. وخلال أكثر من خمسة وعشرين عاماً من إقامتها في أسبانيا، قدمت العشرات من المحاضرات عن الأدب العراقي والعربي والأسباني وعن النساء في المجتمعات العربية والإسلامية. وساهمت بشكل فعال في ترسيخ ثقافة التعريف بالثقافة العراقية والعربية والإسلامية في الغرب من خلال تواصلها مع المثقفين الأسبان عبر عشرات الندوات والدورات التي تنظمها والحوارات مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الأسبانية والعربية ووسائل التواصل الأخرى.
حصلت باهرة عبد اللطيف في عام 1979 على بكالوريوس لغة اسبانية بدرجة امتياز من كلية الآداب في جامعة بغداد. وواصلت دراستها في أسبانيا وتخصصت في الترجمة الفورية والتحريرية. ثم عادت إلى العراق وعملت في دار المأمون للترجمة والنشر باللغات الأجنبية وكذلك في كلية اللغات في قسم اللغة الأسبانية، إلى أن غادرت العراق في منتصف التسعينات لتقيم في أسبانيا حتى اليوم.
عام 1997 حصلت على ماجستير في الأدب الأسباني وأدب امريكا اللاتينية من جامعة أووتونوما بمدريد، ونالت شهادات عدة في اللغة العربية، وفي دراسات الهجرة والتثاقف، وتخصصت في أدب الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخس. وقد عملت أستاذة مشاركة في عدد من جامعات إسبانيا، منها جامعتي أوتونوما وكومبلوتنسي في مدريد وحالياً تعمل في جامعة آبيلا.
في مجال الكتابة الأدبية كتبت باهرة في شتى مجالات الأدب ( الشعر والقصة والنقد ومؤخراً المسرح) وأصدرت كتباً بالعربية من بينها ديوان “حرب تتعرى أمام نافذتي” وديوان ” لي منزل هناك” ومجموعة قصصية بعنوان “تأملات بوذية على رصيف الموت”.
وقد ترجمت إلى العربية عدداً كبيراً من الكتب من بينها: مذكرات الكاتب الأسباني رافائيل ألبرتي “الغابة الضائعة” التي فازت بجائزة أفضل كتاب مترجم لعام 1993، وكتابي مختارات شعرية من أسبانيا وأمريكا اللاتينية، كما ترجمت عدة كتب عن تاريخ قرطبة والتراث الموريسكي. ومن ترجماتها الأخيرة رواية “سماء متشظية” للكاتب الأسباني فرناندو بارّيخون (2021) التي تتناول موضوعة المسلمين (الموريسكيين) الذين طردوا من إسبانيا في القرن السابع عشر وما لقوه من أذى وتشريد بسبب التعصب والاضطهاد الذي مارسته محاكم التفتيش في أسبانيا.
كما ألقت عشرات المحاضرات والندوات واللقاءات الإذاعية والتلفزيونية الأسبانية ونشرت باللغتين الأسبانية والعربية في الدوريات والمجلات الإسبانية والعراقية.
وقد حصلت على عدد من الجوائز التكريمية على ترجماتها ومجمل نشاطها الأدبي من بينها جائزة الميدالية الذهبية للمنتدى الثقافي الأسباني العربي في مدريد (ثيار)، وكرمتها جمعية المترجمين العراقيين بدرع الترجمة هذا العام.
فضلاً عن ذلك فهي من بين قلة من الباحثين تخصصت في دراسة حياة وأدب الشاعر والكاتب الأرجنتيني العالمي (خورخي لويس بورخيس) ونشرت دراسات عنه وحاضرت حول أدبه واعتنت بدراسة الأثر العربي والإسلامي في أدبه.
في إحدى محاضراتها عن هذا الكاتب الكبير تحدثت عن مصادره الاستشراقية وتطرقت إلى المؤثرات الثقافية العربية والإسلامية في أعماله، وذكرت تأثره بقصص (الف ليلة وليلة)