مقالات

مقاله فلسفية بين قلم الجاف وقلم الحبر

#الشبكة_مباشر-دمظفر داود سلمان العبادي باحث علمي ومخترع عراقي

من الصادق ومن هو المنافق
قلم الحبر أم قلم الجاف
ما آن بدأ حبر شرياني  الوحيد ينضب
وأصبحت كلماتي التي اكتبها متفاوتة الوضوح
أسست ان وقت الرحيل قد اقترب
وهكذا صرت أحاول ان أطيل زمن البقاء
مع صاحبي
فتارة اكتب كلمه وأخرى بوضوح اقل وتاره اخرى
اكتب حرف وأخر لا اكتبه حتى أذا ما جاءت اللحظه
التي لا بد منها وعجز حبري عن كتابة كلمه واحده
بوضوح تام خضبت أنامل صاحبي الذي احتضنني
كل هذه ألمده بقطرات من دمي (حبر )الأزرق اللزج
لتضل ذكرى عليها وهي ترميني على الطاولة
فأجد نفسي ملقى جنب هيكل لقلم حبر يستعد لدخول
الدواة فنظرت إليه وهو يدخل إليها بصوره مضحكه
نصفه عاري والنص الاخر انغمس في الحبر وكأنه
يلتهم شيء ما وكلنا يعرف انه لايستطيع ان يرتشف
اكثر مما يتسع له فمه الصغير جدا
ظل على هذا الحال لبعض الوقت ليخرج من
وحل جشعه بصوره اكثر سخريه من السابق
فلا زال عاري من جهه ومن الاخرى ملوث
بوحل الطمع فما كان من الكف الا ان يمسح
عنه تلك الملوثات بقصاصصه ورقة ويعيد
له غلافه الخلفي وهكذا وقف من جديد
يتمشدق بأناقته وكان شيء لم يكن
وقف على الورقة البيضاء الناصعة البريئه
ليكتب عليها ما جال في خاطر الكف الدافيء
الذي يحتضنه
فراح وكانه التمساح يذرف
الدموع بسخاء والبعض يشبهه بنزف الدم
منه(ابرته) وفاءا لصاحبه وهو خادع الجميع
بذلك ما دامت الدوات قربه
وبعد برهه
من الزمن هاكم الدليل على ذلك لقد توقف
صاحبنا عن نزف الدم المزعوم ليدعي ان
حبره قد نفذ
ما كان من الكف الا ان يرتج
لهذا التوقف فسقطة كميه من الحبر تكفي لملئ
الورقه
لقد زال العذر فعاود الكتابه بدموعه
التمساحيه ولكنه بدأ يتملل ويتقاعس لانه استعماله
قد طال كثيرا وصار يخدش الورقه الناصعه
بنابه الحاد تاره وتارة اخرى يلوثها بافرازاته
الفضى تضجر الكف لهذه الاعمال وتوقف عن
العمل يستذكر رحلته معي (قلم الجاف)لقد كان
يفتح شريانه الوحيد بسخاء على الورقه البريئه
دون ان يخدشها او يلوثها وكلما تقدم العمل به
ازداد خطه وضوحا وجمالا حتى ان كلماته
تكون جذابه وذات بريق جميل اذا ما استندت
عليه اصاب الكف المتعب فيحملهاو يمضي
بالعبء دون كلل او ملل برصيده المعروف
من دمه الذي احتواه شريانه الاوحد
قبل ان يعاود (الكف ) عمله اراد ان يملئ
(قلم الحبر) الماكث بين انامله بالحبر من
ذواته القريبه وما ان فتح غلافه حتى وجد
ان باطنه قد امتلئ بالرواسب  السوداء
فتعجب لذلك وتمتم لقد اسودت سريرته
بهذه السرعة عندما رمقتني (انا قلم الجاف )
بنظرة استذكار ليجد شرياني يتلألا ببياضه
وصفائه وكانه لم يكن يحوي ذلك الدم (الحبر اللزج
الذي نعرفه عندما يلوث ايدينا) فقال
مع نفسه
هكذا هي السيره الحسنه
لا مثل هولاء (وهو يشير الى قلم الحبر )الذي لا
قناعه له ولا مانع له من ان يلتهم اي لون من الحبر
الازرق.. الاسود..الاخضر وحتى الاحمر ملئ القلم
بالحبر وازال عنه اثار الوحل الملتسقه به بقصاصة
                  ورق قريبه ..
لا اضنه يحب ان يراها في المستقبل
فهي تذكره بدنائته وما اكثر هذه القصاصات
                                      في حياته المرفهه
مرة اخرى اقترب الى الورقه ليذرف دموعه
التمساحيه وعاود اكاذيبه من جديد وما ان
اختلجت عاطفة (الكف) بعبارة شد لها اصابعه
حتى تمرد هذا اللعين ليصرخ (طاق )لقد انكسرت
الابره ومزقت الورقه وتلوث بياضها الناصع بتلك
التراكمات السوداء التي احتواها لقد فعلها ذلك الانيق
المتمشدق البراق ذو الاحترام في صدور الذوات
رغم غشه وخداعه
فما كان من الكف الا ان يرميه
بعيدا عني جثة هامده
واخيرا اود ان اخبركم  عن سري الذي كثيرا ما يتضجرمنه البعض
مع اول محاولات الكتابه بي
عذرا فانا لا اعطي الولاء بسرعه حتى اعرف صاحبي
وان لم يكن اهلا لاصطحابي انفجرت غيضا منه ونزف
شرياني مرة واحده ليصبح لطخة في صدره
ويبقى مجتمعنا مابين هذا وذاك وهناك فئه اخرى
                                       تعيش على الهامش
فهي كالطباشير لاتترك على سبوره الحياة
سوى بعض الكلمات او الحروف التي سرعان
ما تصبح ذرات غبار في الهواء (الجو)وهي اوفر
                      حظا من تلك القطع التي تبقى على الحافات
ليتراشق به الصبيان فتسقط على الارض وتفتتها الاقدام

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى