مقالات

التدريب لتحقيق الجودة….أ.د.م.عامر البياتي

#الشبكة_مباشر- بغداد

الجودة مسؤولية مجتمعية تهتم بجميع مناحي الحياة التي تؤدي الى رفاهية الفرد والمجتمع من خلال الألتزام بالمواصفات والمعايير القياسية للمنتجات والخدمات وكذلك أيضا توصيل السلع و الخدمات في الوقت المناسب وبسعر تنافسي يرضي الزبائن والمستهلكين .
ومن أجل ذلك لابد من الأستعانة بالتدريب لتحقيق هذه الغاية النبيلة ، ولهذا ، فإن أي تدريب يساعد أية مؤسسة على تحقيق هذه النتائج يعتبر تدريباً لتحقيق الجودة . ولتحقيق أعلى جودة ممكنة ، يجب أن يعرف كل من يعمل في المؤسسة المهام الموكلة إليه مسبقاً ، بالإضافة إلى معرفة الطرق و الإجراءات الصحيحة الواجب اتباعها . كما يجب على كل من يعمل في المؤسسة أن يكون قادراً على أداء مهمته بشكل جيد وفي الوقت المطلوب إنجازها فيه . ويتطلب كل هذا إلحاق العاملين بدورات تدريبية ممنهجة نظرياً وعملياً وموجهة نحو تحقيق الأهداف المنشودة والغاية المبتغاة ،الا وهي إرضاء الزبائن والعملاء .
التعليم و التطوير والتدريب داخل المؤسسات
يعتبر التدريب واحداً من ثلاثة عناصر منفصلة ومتميزة متعلقة بعملية التعلم المستخدمة في المؤسسات . و العنصران الآخران هما التعليم و التطوير .
التعليم
التعليم هو عملية التزويد بالمعرفة و المساعدة على الفهم . وبشكل عملي ، يوجد شكلان مختلفان من التعليم يمكن أن تقوم المؤسسات بتقديمهما للموظفين ، وهما :
1. الدراسات العليا : هي عبارة عن دورات دراسية يحصل فيها الموظفون على مؤهلات دراسية رسمية وموثقة .
2. الدورات الدراسية القصيرة المصممة لتقديم المزيد من المعلومات أو فهم النظريات و المبادئ وطرق تطبيقها ، ومن أمثلة هذه الدورات التعليم الإداري .
التطوير
يهدف التطوير إلى زيادة كفاءة الموظفين عن طريق توسيع مجال خبراتهم الحالية وتطوير قدراتهم . وبشكل عملي ، يتوقف مدى تطوير كفاءة الموظفين على طريقة تنظيم وعقد الدورات التطويرية . ويتم تحقيق أقصى استفادة من هذه الدورات التطويرية عندما يتم عقدها داخل الشركة مع الأشخاص الذين يعملون في مجموعات صغيرة لتنفيذ مشروعات حقيقة تم اختيارها بعناية من بين المشروعات التي تهدف إلى تحقيق تطور ملحوظ في جانب أو أكثر من عمليات المؤسسة .

التدريب
إن التدريب عبارة عن عملية تعليمية تشتمل على إعطاء التعليمات و التطبيق و التي تضمن رفع مستوى جودة منتجات المؤسسة أو الخدمات عن المستويات التي كان يتم تحقيقها دون تدريب ، وذلك عندما يتم تصميمها وإدارتها بشكل صحيح . علاوة على ذلك يعتبر التدريب العملية التي تساعد الأفراد على اداء العمل الذي لم تكن لديهم القدرة على ادائه من قبل ، كما أنه العملية التي تساعد الناس على اداء عملهم بشكل أفضل .
التدريب : هو العملية التي تساعد الموظفين على الوصول الى مستوى الكفاءة المطلوبة في اداء العمل عن طريق التعليم والممارسة .
في التعريف السابق للتدريب ، يعني مصطلح ” موظف ” كل من يعمل داخل المؤسسة .
ولهذا ، ينطبق تعريف التدريب على كل أنواع التدريب التي توفرها المؤسسات لموظفيها .
يعني هذا أن التدريب يشمل جميع المستويات الأدارية في المؤسسة (الأدارة العليا،الأدارة الوسطى،والأدارة الدنيا) كل بحسب إحتياجه وبما يتوافق مع عنوانه ووصفه الوظيفي وواجباته ومسؤولياته ومهارته الشخصية والمهنية ،مما يعني رفع ” مستوى الكفاءة المطلوب في اداء العمل “.
المستوى الذي يرغب كل من المديرين و المشرفين في أن يحققه الموظفون العاملون معهم . فهذه هي الطريقة التي تساعد المؤسسات في جعل التدريب أكثر فعالية ، كما أنها السمة الجوهرية لرفع مستوى جودة السلع و الخدمات . ومن ناحية أخرى ، يحدث هذا الأمر لأن جميع الدورات التدريبية تعتمد على تحقيق متطلبات وأهداف معينة ، وبالتالي فإن جميع أنواع التدريب مطلوبة ومهمة ، كما يتم تحديد النتائج التي يجب تحقيقها مسبقاً .
الأختلافات الجوهرية بين عناصر التعلم الثلاثة
في هذه الأيام ، يوجد خطأ شائع تقوم به المؤسسات وهو أن تتعامل مع العناصر المختلفة لعملية التعلم على أساس أنها عناصر متشابهة جداً ، وبالتالي لا تقوم بالتمييز بينها إلا بنسبة ضئيلة . فمثل هذا الخطأ لا يساعد هذا المؤسسات على توفير الدورات التدريبية التي تعمل على رفع جودة منتجاتها أو خدماتها .
إن حدوث هذا الخطأ امر مؤسف ، حيث إنه اذا لم يتم إدراك الأختلافات الجوهرية بين التدريب والتعليم و التطوير ، فإن المؤسسة ستحاول عقد دورات للثلاثة عناصر بإستخدام الأساليب و الإجراءات نفسها .
وبالتالي ، فبدلاً من ان يكون التدريب عن طريق التدريس و الممارسة ، سيكون مجرد عملية تعليمية تمد المتدرب بالمعلومات و التوجيهات فقط بدلاً من أن تعمل على تحسين اداءه في العمل .
وبالمثل ، فبدلاً من أن يتم عقد الدورات التطويرية بشكل يعمل على زيادة خبرات الأفراد ، فإن هذه الدورات ايضاً ستكون مجرد عملية تعليمية .
ولهذا ، فإنه على الرغم من إن هذا الدورات توفر المعلومات وتزيد القدرة على الفهم ، فإنها لا تؤدي الى رفع مستوى الكفاءة .
لرفع جودة منتجات المؤسسة أو خدماتها ، يجب إدراك أن التعليم و التطوير و التدريب عناصر ضرورية لإشباع حاجات التعلم المختلفة ، وبالتالي يتطلب كل منها أساليب و أجراءات متميزة و خاصه به . وعلاوة على ذلك ، يؤدي كل من هذه العناصر إلى نوع مختلف من التنمية في الموارد البشرية للمؤسسة .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى