*الخربشات*
*بقلم د. علي الدرورة* *
*مفهوم الخربشة:*
الخربشة أو الشخبطة مفهوم فنّي سريع غير مخطط له سلفاً، أي بدون بروفة أو تخطيط أو خطة مدروسة وذات تنسيق مسبق.
*دور الخربشة:*
هي خطوط توحي بالعامل النفسي الآني للشخص وليس بالضرورة أن يكون فناناً محترفاً أو هاوياً، وقد يكون بعيداً عن الفنّ من الأساس، ولكنّه يعكس الفنان الداخلي والنائم للشخص نفسه، فقد استيقظ في تلك اللحظة الآنية دون شعور وظلّ يشخبط لا إرادياً.
تلك الخطوط سواء كانت بأقلام الرصاص أو الفحم الصيني بدرجاته أو أقلام خشبية ملونة أو حتى بقلم الكتابة (أزرق – أسود – أحمر)، فلها دلالات فنية توحي بالدور الفني للانعكاسات، التي يلعب فيها العامل النفسي كإيحاء رمزي، فكثير من الأشخاص وهو يتكلم مع طرف آخر عبر المسرّة (الهاتف) يقوم بالخربشات على أقرب ورقة ولا سيّما إذا كان متوتراً بانفعال ما، أو أنّ الموضوع قد احتدّ مع الطرف الآخر أو قد تشعب فينفعل ويرسم شخبطات غير مفهومة، ولا يمكن إلا لطبيب نفسي بتحليلها، وقد درس علماء النفس هذه الخطوط أو الخربشات لمعرفة مكامن النفس حيث بدأوا بالتوقيع ومعرفة عدد الخطوط الانسيابية أو الدائرية أو التواقيع التي تضم أشكالاً هندسية حيث تدرس الحالة النفسية السلوكية، وكذلك العقلية، أي صفاء النفس، ويمكن تتبع ذلك من خلال حجم المشاكل التي يعاني منها صاحب التوقيع ذاته.
على أنّ الشخص في العادة يمكنه أن يعرف توقيعه المزيف من خلال الخريطة الذهنية ولا يمكن للآخرين من اكتشاف ذلك وخاصة من يستخدمون الخطوط الانسيابية أو الأحرف المفتوحة التي يتخللها فراغات؛ ولهذا يعمد البعض إلى وضع توقيع احترافي مميّز في غاية المهارة وبتقنية عقلية عالية جداً.
*خربشات الأطفال:*
الأطفال دون سنّ الخامسة هم أكثر من يستهويهم الخربشات حيث يقومون بالخربشات السّريعة، وقليل منهم يتمكن من رسم وردة أو طائر، وقد يرسم أشخاصاً على أنّهما والديه أو إخوانه، وفي سنّ الخامسة والسادسة يكون لديه نضج فنّي؛ لأنّه في سنّ الرابعة يتلقى الدروس فيكتسب قليلاً من الخبرة لا سيّما في مبادئ الرسم الأولي، وقد لا يريدها تلقيناً فيحب أن يرسم بمزاجه خطوطاً عشوائية لا توحي لنا شيئاً ولكنّها قد تعني له أشياء كثيرة، ومنها مثلاً:
ضأن، أو حديقة، أو منزل، أو شجرة، أو أرنب، وحسب مداركه.
وقد لاحظت على الأطفال إتقان رسم الوردة أو السمكة أو الفراشة من تكراره