الاقتصادمقالات

الاستثمار فى التدريب سبيل التنمية العربية المستدامة

#الشبكة_مباشر-الاستاذ علي جابر الذيب -المملكة العربية السعودية

أصبح التدريب من أهم ركائز دعم الاقتصاد العربى، ذلك لأن العالم أجمع أدرك أهمية هذا المجال لإحداث التنمية المستدامة، وتحقيق أعلى ربحية فى جميع المجالات، لذا تخصص الكثير من الشركات الكبرى ميزانيات ضخمة للارتقاء بمستوى العاملين بها، وهو ما يعود عليها بالعوائد الاقتصادية، لكن حتى الآن لا تزال هناك الكثير من المعوقات التى تحول دون الوصول إلى المستوى المنتظر، لكن الاستثمار فى التدريب داخل قطاع البنوك يعد الأمثل والأنجح والأكثر ربحية، حول الاستثمار فى التدريب وأهميته لدعم الاقتصاد العربى.

بداية كيف يتم توجيه فوائد التدريب والتنمية فى خدمة الاقتصاد العربى؟
لا يخفى على أحد أن التدريب يعتبر الركيزة الأساسية لإنجاح أى منظمة لأنه يقصد به تحسين الإنتاجية وإتقان العمل والحرص على التميز والإبداع، كما أنه يشمل جميع مقومات النجاح، ويهتم بالبحث عن جميع المستجدات فى كل مجالات التخصص العملى، وهو بالتأكيد سيعود بالإيجاب على العائد الاقتصادى فى مجالاته المختلفة بالدول العربية.

وما أوجه الاستفادة؟
الحرص على التدريب المستمر لجميع الكوادر الوظيفية يعد واحدا من أهم عوامل نجاح العمل والوصول لأعلى ربحية، خصوصا أنه يلعب دوراكبيرا فى رفع كفاءة العاملين، وبالتالى يسهم فى زيادة إنتاجيتهم.

وهل تدرك الدول العربية العلاقة بين التدريب والتنمية الاقتصادية أم أن التدريب علم حديث على العالم العربى؟
نعم كثير من الدول العربية قطعت مسافات كبيرة فى هذا المجال، وأدركت فعلا الدور الذى يلعبه التدريب فى النمو الاقتصادى والتقدم وهناك أمثلة كبيره نجدها فى كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان والاردن والعراق ولبنان ، التى نجد أنها فعلا علمت الأثر الكبير للتدريب فى جميع قطاعات الدولة، هذا بالإضافة إلى إيمانهم بأن التدريب هو الركيزة التنموية التى تحتاجها عجلة التقدم فى جميع المجالات لتوفير
الجهد والوقت والمال فى جميع قطاعات العمل دخل هذه المجتمعات.

وهل تخصص الدول العربية ميزانيات فى القطاع الاقتصادى للتدريب والتنمية؟
يوجد فى كل وزارة بند للتدريب، يخصص فى الميزانية لكل موظف، ولكن عدم الوعى من بعض القيادات بأهمية التدريب يجعله أحيانا يهمل هذا البند معتقدا أنه إهدار للوقت والمال، ولذلك نراهم لا يدعمونه وهو ما يترتب عليه تأخير عجلة التقدم ويخلق لدى الموظفين نوعا من عدم الرضا الوظيفى، وذلك لعدم الاطلاع على كل المستجدات فى مجال تخصصهم، وهو ما يؤثر على نتائج التنمية الاقتصادية فى الكثير من القطاعات الإنتاجية والاقتصادية فى العالم العربى، وعلى النقيض من ذلك هناك العديد من الشركات العملاقة التى تعلم أن التدريب ما هو إلا استثمار فى البشر يصنع النجاح والتقدم، وهذا فعلا ما نحتاجه فى الكثير من الجهات الحكومية التى حتى الآن لم تدرك أهمية التدريب فى كونه استثمارا حقيقيا وتنمية مستدامة.

من وجهة نظرك أى القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثرا بالتدريب والتنمية، وهو ما يلعب دورا كبيرا فى زيادة عائدهاالاقتصادى؟
كما سبق وأشرت إلى أن الشركات الكبرى نجحت فى هذا المجال، وجعلت من العنصر البشرى محط استثمارها، واهتمت بالتركيز عليه، وحرصت على تدريبه المستمر من خلال إطلاعه على جميع المستجدات الحديثة لتتكون لدية قدرة على المقارنة، وبالتالى الإبداع والابتكار للحصول على أعلى تقنية وجودة فى جميع المجالات الاقتصادية والذى نراه جليا ومتجسدا فى شركة «ارامكوا و سابك » وكذلك أقرانها فى الدول العربية من الشركات العملاقة، فالهدف مشترك والخطط بعيدة المدى مشتركة أيضا، ويعود ذلك إلى أن الشركات تسعى فى النهاية إلى زيادة عائداتها المادية المستدامة والبحث عن كل ما هو جديد من خلال التدريب ومواكبة التطور الهائل مع الثورة الاقنصادية و والتكنولوجية العالمية.

أى الدول العربية أكثر إدراكا لأهمية العلاقة بين التدريب والاقتصاد فى الوقت الحالى؟
نستطيع قياس ذلك بالنظر إلى مدى التقدم الذى وصلت له فى تقديم خدماتها، فالمقياس الحقيقى هو الإنتاجية، فكلما توفرت معايير التدريب كان التقدم الاقتصادى فى جميع المجالات فمن غير الممكن أن تتوفر الموارد الاقتصادية، ولكن الكوادر البشرية غير مؤهلة أو مدربة ولتحريك عجلة التدريب المؤثرة فى الاقتصاد لا بد من أن نعى أن التدريب التقنى والمعرفى والتكنولوجى سمة لابد أن يكون نصب أعينهم وهناك العديد من الدول العربية التى أوجدت بصمة لها فى هذا المجال.

عملت مدربا فى قطاع البنوك هل وجدت صدى وعائد خصوصا أنه الأكثر اهتماما بالتدريب؟
البنوك من القطاعات الربحية التى تعتمد فى تقديم خدماتها على العنصر البشري، فإذا لم يكن مدربا بشكل احترافى، فلن يستطيع تقديم خدماته البنكية بكل احترافية، لذلك مما لا شك فيه أن إرجاع التطور الهائل فى البنوك فى العالم العربى حاليا يعود إلى أنها اعتمدت على التكنولوجيا الحديثة، ودربت كوادرها للوصول إلى الأهداف المرسومة بكل احترافية وتنافسية ونجاح.

ما مدى استجابة العمالة العربيةللتدريب؟

العمالة العربية لديها إدراك لأهمية التدريب ودوره، لكن لم تصل إلى القناعة التامة بأن له أثرا كبيرا فى التغيير إلى جانب وجود الكثير من المعوقات التى تحول حتى الآن لوصول العمالة العربية إلى الإدراك الكلى لأهمية التدريب وضرورته، منها على سبيل المثال قلة المدربين المحترفين والمعاهد المتخصصة كل فى مجاله.

ما أهم البرامج التدريبية التى تحرص على تدريبها فى مجال عملك وترى أنها تعمل على دعم الاقتصاد العربى؟
البرامج التدريبية تتركز على نوعين الأول هو مجال التنمية البشرية وثانيا البرامج المتخصصة فى جميع المجالات التى من دورها تعزز مواطن القصور لدى المتدرب، وفى العالم العربى يكثر الاهتمام، بدورات التنمية البشرية كما ان هنالك دورات تخصصيه في مجال التخصص الاداري من دورات الاداريه والقياديه ودورات ماقبل البدء في ممارسة اي وظيفه ويسمى باسبوع الموظف الجديد حيث يتلقى الموظف كل ماهو له وكل ماهو عليه ومعرفة انظمة المنشأه التي يعمل بها بدلا من الزج به في الوظيفه ومع الوقت يبدأ يكتشف حقوقه وهذا ما يجعل الموظف سريع الاحباط.

لكى نرتقى بالاقتصاد العربى هل ينقصنا فقد الاهتمام بالتدريب والتنمية الاقتصادية أم هناك احتياجات أخرى لدعم الاقتصاد العربى؟
نعم كما أسلفت سابقا، أن التدريب يرتقى بجميع القطاعات الاقتصادية والتنموية فى البلدان العربية، مع وجود خطط إستراتيجية اقتصادية ممنهجة وأهداف يسعى لتحقيقها، ولن يتم ذلك إلا عن طريق الكوادر البشرية المدربة بشكل احترافى
.

هل هناك اختلاف بين التدريب فى مجال التنمية الاقتصادية والتدريب فى مجالات أخرى؟
بالطبع هناك اختلاف، فكل تخصص له الدورات التى تتناسب مع الهيكل التنظيمى والخدمى لكل مجال، فالمجالات الاقتصادية يجب أن تخصص لها الدورات مناسبة تتناسب مع المنتسبين فى هذا المجال، كما يتشاركون مع بعص المجالات الأخرى فى التنمية البشرية وكذلك معرفة كل المستجدات التي تحدث في عالم الاقتصاد.

شاركت بورقة بحثية فى أحد المؤتمرات الاقتصادية المصرية تحت عنوان “الاستثمار فى التدريب “ فماذا تقصد بهذا المصطلح؟
كانت لى مشاركة بورقة عمل فى مدينة الإسكندرية ، وكانت بعنوان”الاستثمار فى التدريب”، أو العائد من التدريب، وكذلك قياس أثر التدريب وكلها تصب فى معنى وهو الأثر الذى تركه التدريب على المتدربين، وتحديد حجم تحصيل المتدربين أو الحصيلة التى خرجوا بها من العملية التدريبية والعادات والمعارف والمهارات التى اكتسبوها والتغييرات السلوكية لديهم بمعنى آخر هل حققت نتائج التدريب العائد , الاقتصادى المتوقع منها؟ وهل المبالغ التي صرفت للحصول على الدورة التدريبيه أتت ثمارها ؟ وهل المتدرب استطاع ان يطبق المعرفه والمهارة التي من اجلها حضر الدورة التدريبية؟ وهل الوقت الذي فرغ فيه الموظف كان له مردود ؟ ام كان فقط مجرد الخروج من روتين العمل والعوده صفر اليدين ؟

وهل وجدت هذه الدراسة صدى بين الاقتصاديين والمستثمرين؟
بالتأكيد وجدت صدى، لاسيما بين رجال الأعمال والعاملين فى مجال البنوك، لأن التدريب يعد من أهم المؤثرات الاقتصادية التى تسهم فى دفع عجلة الإنتاج درجات للأمام وتحقيق الكثير من الأهداف الاقتصادية وتم تحكيم ورقة العمل بفضل الله .

النصيحة التى توجهها من خلال مجال عملك للمسئولين عن تنمية الاقتصاد العربى للإسراع بخطى التنمية الاقتصادية؟
أتمنى أن نعى ونفهم المعنى الحقيقى للتدريب الذى ادركه الغرب وعلم أنه أحد الأساسيات المهمة التى تساعد الكوادر البشرية على العمل المتقن. وان التدريب هو صقل مهاره والتدريب ايضا يبقى الموظف ملما بكل المستجدات وايضا يكون جزئيا خروج من روتين العمل القاتل.

من أهم أساسيات التدريب التنموى هوالعمل الجماعى والإبداع، فما الذى ينقص العالم العربى لتحقيق التكامل الاقتصادى فيما بينهم؟
كما نعلم أن العمل الجماعى أكثر دقة وللأسف الشديد كثرت فى عالمنا العربى الاتحادات والمنظمات وشركات ومعاهد التدريب وكل جهة تعمل منفردة حسب سياسات احتياجات العميل، فماذا لو اتحدنا تحت مظلة واحدة تجمع شملنا وترسم الأهداف للنهوض بعالمنا العربى لتبادل الخبرات والاستفادة من خبرات الدول التى أصبح لها باع طويل فى مجال التدريب وللجامعة الدول العربية دور فعال لتزكية هذا المجال لا يمكن إنكاره، ونتمنى بذل المزيد الجهد
لتحقيق أقصى استفادة.

تم هذا الحوار مع :
الاستاذ علي جابر الذيب
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية البشرية والاستثمار فرع السعوديه.
مدرب وخبير في مجال تدريب التنمية البشرية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى