مقالات

“نظرية النافذة المكسورة” ترجمة ومتابعه من الروسيه ال العربيه الكاتبة سرى العبيدي

الشبكة مباشر

“نظرية النافذة المكسورة”
ترجمة ومتابعه من الروسيه ال العربيه
الكاتبة سرى العبيدي
سفيرة الجمال والطفوله والابداع العالمي ✍️
لمستقبلٍ أفضل، أصلح النافذة المكسورة…

أجرى “فيليب زيمباردو” (أحد خبراء علم النفس الاجتماعي) تجربةً في عام 1969 أصبحت فيما بعد واحدةً من أشهر التجارب في دراسات علم الجريمة بشكلٍ خاص وفي العلوم الإجتماعية على نحوٍ عام.

فقد قام العالم بترك سيارتين بأبوابٍ مفتوحةٍ ولوحات أرقامٍ مفقودةٍ في منطقتين مختلفتين، إحداها في حيٍّ فقيرٍ والأخرى كانت في حيٍّ غنيٍّ.

بدأ المارة في الحيِّ الفقير بسرقة وتخريب السيارة في بضع دقائق وتمّ تدميرها بالكامل في غضون ثلاثة أيام.

تطلّب الأمر وقتاً أطول للمارة في المنطقة الغنية لبدء تدمير السيارة ممّا أرغم زمباردو على التدخل بكسر إحدى نوافذ السيارة، فبدأ الناس بكسر المزيد من النوافذ وسرقة السيارة واستغرق الأمر وقتاً مشابهاً للحيِّ الفقير لتحويل السيارة بالكامل إلى خردةٍ في بضعة أيام.

وفي عام 1982، تابع ثنائيان في علم الجريمة (جيمس ويلسون و جورج كيلينج )
دراسة الباحث زمباردو وملاحظاته عن طريق إجراء دراساتٍ مماثلةٍ على مبانٍ وممتلكاتٍ أُخرى في مناطق مختلفةٍ وإستحدثا نظريّةً أطلقا عليها “نظرية النافذة المكسورة” والّتي تمّ اقتباسها في العديد من دراسات وكُتب علم الإجتماع.

تتلخّص النظرية بأن إهمال معالجة أيّ مشكلةٍ في بيئةٍ ما -بغضّ النظر عن صغر حجمها- سيؤثّر على مواقف الناس وتصرفاتهم تجاه تلك البيئة بشكلٍ سلبيٍّ ممّا يؤدي إلى مشاكل أكثر وأكبر…. والعكس صحيحٌ أيضاً، فمعالجة المشاكل الصغيرة في وقتٍ سريعٍ سيؤدي الى بيئةٍ أفضل وسلوكٍ أحسن…

مما يثير الإهتمام في هذه الدراسات أنّ الأشخاص الذين قاموا بالتخريب المتعمّد للسيارات والمباني لم يكونوا مجرمين، وكان معظمهم من عامّة الناس والمواطنين الملتزمين بالقانون…

ومع ذلك فإنّ النافذة المكسورة أرسلت رسالةً خفيةً تُوحي بأنّه “لا أحد يهتمّ وعلى الأرجح لا توجد عواقب لإتلاف ما تمّ كسره أصلاً”…

تخيّل أنّ هناك فنجاناً مكسوراً في منزلك، هل سيكون هناك أيّ عواقب لكسره أكثر، أو هل ستكون حريصاً على ألّا يتدمّر عند رميه في صندوق القمامة؟!

يمكن تطبيق هذه النظرية على العديد من مجالات الحياة الأخرى ، فمثلا :

*إذا ترك أحدهم بعض القمامة في حديقة عامة، ولم تتم إزالة تلك القمامة في وقت معقول، ولم تطبق أي عقوبات على من رماها، فإن ذلك سيؤدي قيام أشخاص آخرين بنفس الفعل في الحديقة ذاتها وفي غيرها وستتحول الحدائق إلى مكبات قمامة ينفر الزوار منها كما هو الحال اليوم في بعض المنتزهات العامة…

*وإذا سمح معلمٌ لأحد الطلاب بالغش في امتحان مادّةٍ ما، فسيكون الغش مقبولاً في إمتحاناتٍ أخرى ومن طلّابٍ أخرين في جميع مستويات التعليم.

*وفي المنزل، إذا كنت لا تغسل الأطباق بعد الأكل مباشرةً فسيؤدي ذلك تراكمها وربما إلى مشاكل صحية كبيرة في المستقبل…

*وقد يؤدي خلاف صغير مع شريك حياتك إلى مشاكل أكبر تنتهي إلى الإنفصال والتفكّك الأسري الّذي قد يستمر تأثيره إلى عدّة أجيال…

لذلك فإنّ تجاهل المشاكل الصغيرة اليوم سيؤدي إلى مشاكل أكبر بكثيرٍ في المستقبل…

في الواقع، العديد من القضايا الصحية والبيئية والإجتماعية التي نواجها في يومنا هذا، كانت نتاج تراكماتٍ لأفعال وسلوكياتٍ وظروفٍ خاطئةٍ صغيرةٍ تمّ تجاهلها وعدم معالجتها في الماضي…

لذا نرجو من الجميع محاولة إصلاح النّوافذ المحطّمة في حياتنا حتّى يحظى أطفالنا والأجيال القادمة بمستقبلٍ أفضل.
تمت الترجمه
للكاتبة سرى العبيدي
ونشرت في صحيفة برافدا الروسيه ✍️

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى