اليوم ذكرى “اليوم الأسود” قصف أمريكا ملجأ العامرية في بغداد الذي أسفر عن مقتل مايقارب 408 شهيد “نساء و أطفال”
#الشبكة_مباشر_بغداد_صلاح حسن بابان
مع ساعات الفجر الاولى ليوم 13-2-1991 ارتكب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش جريمة قصف ملجأ_العامرية الذي تسبب في قتل مئات الاطفال والنساء والشيوخ العراقيين الابرياء،،،
بلغ عددهم فأوقعتا معًا نحو 408 قتلى، بينهم 261 امرأة، و52 طفلًا، أصغرهم لم يتجاوز عمره 7 أيام، فضلًا عن 26 مواطنًا عربيًا.
و الجدير بالذكر فأن ملجأ العامرية أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ يقع بحي العامرية في بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد أدت إحدى الغارات الأميركية يوم 13 شباط/فبراير، 1991
على بغداد بواسطة طائرتين من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير الملجأ مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 مدنيٍ عراقيٍ من نساء وأطفال. وقد بررت قوات التحالف المهاجمة هذا القصف بانه كان
يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن أثبتت الأحداث أن تدمير الملجأ كان متعمدًا خاصة و أن الطائرات الأميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين. الملجأ أخذ اسمه من الحي الذي يقع فيه بين البيوت السكنية،
بجوار مسجد ومدرسة ابتدائية، إنه ملجأ مجهز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيماوية أو الجرثومية، محكم ضد الإشعاع الذري والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات،
ولقد أعلن الأردن الحداد على الضحايا لمدة ثلاث أيام وطلب مع إسبانيا بتحقيق دولي بالجريمة. الملجأ يتسع لألف وخمسمائة شخص، يمكن أن يلجأوا داخله لأيام دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو
مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث. البناية ثلاثة طوابق، مساحة الطابق 500 متر مربع، سمك جداره يزيد على متر ونصف المتر كذلك سقفه المسلح بعوارض حديدية سمكها أربعة
سنتيمترات، تؤدي أبواب الطوارئ الخلفية إلى السرداب وتؤدي سلالمه الداخلية إلى الطابق الأرضي حيث كان يقيم الملتجؤون.
طابعان فئة خمسون وخمسة وعشرون دينارًا يمجدان حادثة ملجأ العامرية
الحفرة والثقب لأحد الصاورخين اللذين اخترقا ملجأ العامرية
تفاصيل الحادثة
في الساعة الرابعة والنصف فجراً قصفت طائرة أميركية الملجأ رقم خمسة وعشرين في حي العامرية غرب مدينة بغداد، ونفذت القنبلة الثانية للطابق الأرضي حيث ينام الملتجئون إلى الأمان، وكان الانفجار
وكان الحريق، غلقت الأبواب، فلا يدخل منجد ولا يخرج طالب نجاة، ولقد صممت جدران الملجأ لتعزل من هم بالداخل من أي انفجار، ولكنها حبستهم في داخل الملجأ ليلقوا حتفهم بالموت حرقا.
لقى أربعمائة وثمانية أشخاص حتفهم في حادثة التفجير، ومن بينهم مائتان وإحدى وستون امرأة، واثنان وخمسون طفلا رضيعا، وكان أصغرهم طفل عمره سبعة أيام، لم يتم ايجاد أي أثر له ولا صورة، إضافة إلى 26 مواطناً عربياً.
نصب الملجا
من الأعمال النحتية التي جسدت هذه الحادثة هو هذا النصب، التي أوحت إلى بناء نصبٍ كبير، وهو ما يُمثّل حادثة ملجأ العامرية، يتَمَثّل هذا العمل النحتي بإظهار رأس إنسان من بين قوالب حجرية متينة محيطة به وتكون بَشَرَة الوجه مشدودة بإفراط قاسٍ مع معالم سطحيه متوتّرة كثيرة الظلال، أما تكوين الفم فيُوحي بصرخة متصلّبة أزلية. انّ المشهد الكلّي لهذا العمل النحتي يُثير الرعب في النفس ويحرّك المشاعر نحو مدى العُسْر الذي مرّ به الشعب العراقي آنذاك. ومن ناحية أخرى فإنه يطبع في الذهن مرارة مِحنة شعب مستمِرّة.
فيلم روائي
و قد انجز فلم روائي موثر جدا يجسد هذه الفاجعة، وكان الفيلم الروائي من إنتاج عراقي باسم فلم الفجر الحزين. وتأليف: صباح عطوان، وإخراج: صلاح كرم، والموسيقى التصويرية: نصير شمه، وكان الفلم من تمثيل: يوسف العاني — هديل كامل — آسيا كمال – بهجت الجبوري — سعدية الزيدي — ابتسام فريد — وآخرون.
العراقيون يستذكرون “اليوم الأسود”.. عندما دكت القنابل الأميركية الذكية ملجأ العامرية عندما مقاتلتان أميركيتان قصفتا الملجأ وسط بغداد بقنبلتين ذكيتين خلفتا 408 قتلى مدنيين
يستذكر العراقيون في كلّ عام ما يسمونه بـ”اليوم الأسود” حين كشّر الليل عن أنيابه للأطفال والنساء والطاعنين في السنّ قبل بزوغ أولى خيوط الشمس عند الساعة الرابعة والنصف فجر يوم الثلاثاء 13 من فبراير/شباط عام 1991، إذ قصفت مقاتلتان أميركيتان أحد الملاجئ بحي العامرية وسط العاصمة بغداد في إطار عملية عاصفة الصحراء التي شنّها تحالف دولي لإخراج القوات العراقية من الكويت.
القصف الأميركي نُفّذ بقنبلتين ذكيّتين صُنعتا خصيصًا لضرب الملجأ الخرساني رقم 25، اخترقت أولاهما السقف المحصّن، في حين وصلت الثانية إلى داخله فأوقعتا معًا نحو 408 قتلى، بينهم 261 امرأة، و52 طفلًا، أصغرهم لم يتجاوز عمره 7 أيام، فضلًا عن 26 مواطنًا عربيًا.
ملجأ محصّن
شُيّد الملجأ مع مجموعة ملاجئ أخرى على يد شركات غربية إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، على أمل أن يكون مقاومًا في تصميمه، وهو مجهّز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيميائية أو الجرثومية، ومحكم ضد الإشعاع الذري والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات، ويتّسع لـ1500 شخص، يمكن أن يلجؤوا إلى داخله أياما دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث.
وتتكون البناية من 3 طوابق، مساحة الطابق 500 متر مربع، وسمك جداره يزيد على متر ونصف المتر، كذلك سقفه مسلح بعوارض حديدية سمكها 4 سنتيمترات، وتؤدي أبواب الطوارئ الخلفية إلى السرداب أما سلالمه الداخلية فتؤدي إلى الطابق الأرضي حيث كان يقيم الملتجئون.
وعن مجزرة ملجأ العامرية يقول الصحفي علي كريم إذهيب إن أحد أقربائه يدعى أبو طيبة (40 عامًا) كان مع عائلته المكونة من 3 أطفال وزوجته في الملجأ، وما زالت ذاكرته تحتفظ بما سرده له والده عن تلك اللحظات المروّعة عندما لم يعثروا على أي من بقايا العائلة سوى سلسال الطفلة البالغة من العمر 4 أعوام.
ويضيف إذهيب نقلا عن والده “كانت المشاهد في الملجأ بعد قصفه بشعة، إذ تحولت مئات الجثث إلى رماد، وانتُشلت جثث أخرى محترقة تماما وقد اختفت معالم أصحابها”.
وجسّدت الحادثة الأليمة أعمالٌ نحتية وفنية، أبرزها النصب النحتي التذكاري الذي يتمثل في إظهار رأس إنسان من بين قوالب حجرية متينة محيطة به تجعل بشرة الوجه مشدودة بإفراط قاس مع معالم سطحيه متوترة كثيرة الظلال، أما تكوين الفم فيُوحي بصرخة متصلّبة أزلية.
كما أنجز فيلم روائي بعنوان “الفجر الحزين” من تأليف الكاتب العراقي صباح عطوان، وإخراج صلاح كرم، والموسيقى التصويرية لنصير شمه، ليجسّد هذه الفاجعة. واستند عطوان إلى الشهود من أُسر الضحايا لإعطاء القيمة الفعلية لرمزية الفاجعة بتصوير المشاهد من داخل الملجأ نفسه.
ويرى عطوان في الفيلم رمزية تاريخية أمينة عن الحادثة، إذ لم تزيّف فيه الحقيقة ولا حتى بحرف واحد معتبرا إياه بمنزلة الواجب الإنساني والأخلاقي والوطني.
وقال إن الفيلم لقي نجاحا كبيرا، وتُرجم إلى الإنجليزية والفرنسية، وحظي برضى الشعب العراقي، وأحرج الولايات المتحدة التي تذرّعت بأعذار مختلفة للتنصل من جريمتها.
المصدر:الجزيرة و وكالات