الاقتصادمقالات

التلاعب بالدولار نذير شؤم بالإنهيار!

#الشبكة_مباشر_الكاتب موفق الخطاب

من جهل و غباء الطبقة السياسية و الأحزاب الحاكمة في العراق أنهم يتعاملون مع أقوى دولة في العالم و كما أنهم يتعاملون مع حزب معادٍ أو معارض نداً لهم في الحكم، فتارة يحرمون قتالهم و يطلبون منها المساعدة لتثبيت حكمهم و لتخطي أزماتهم الأمنية والاقتصادية والحماية والعون عند انتفاض الشعب عليهم، وتارة أخرى يوصمونها بالمحتل البغيض الكافر الذي يجب مقاومته وإخراجه من البلاد، وي مطرون سفارتها و قواعدها بصواريخ الكاتيوشا و الطائرات المسيرة و يصوتون في برلمانهم بتعجيل طردهم لانتفاء الحاجة لتواجد قواتهم القتالية..

و لا يعلمون أن هذه الدولة المتفردة في حكم العالم في زمن القطب الواحد و شركاتها هي أبشع و أدهى دولة استعمارية ربحية في العصر الحديث، و لم تُحرك أساطيلها إلى العراق و المنطقة نزهة و لا جرياً وراء ثارات قديمة! و لن يعودوا لبلادهم في الأفق المنظور بخفي حنين قبل تحقيق كافة أهدافهم.

وهي لم تأتِ بعملائها الذين استقطبتهم من الشتات على ظهر الدبابة ولم تنصبهم إعجابا بهم ولا تزلفاً ولا لمصلحة العراق وشعبه ولا لمناصرة مذهب على حساب مذهب آخر ولا لتغليب قومية على أخرى بل تعاملت معهم عندما كانوا في صف المعارضة جميعهم كعملاء وخونة ونصبتهم لتسهيل مهمتها لحلب العراق و شفط آخر برميل نفط عن طريق شركتها النفطية «سومو» للتسويق و باقي شركاتها العملاقة بعد أن درسوا شخصياتهم بعمق وعلموا نقاط الضعف فيهم وأوجه الخلاف في معتقداتنا والتحريف فيها والعمل من خلال ذلك على إذكاء الطائفية.

وأن ثمن كل تحرك وطلقة لديهم محسوبة بدقة ويجب أن يستردوه إضعافاً مضاعفة فضلاً عن العمل على إخراج العراق من المنظومة الدولية كدولة حديثة بإيقاف و تدمير الصناعة و الزراعة و الصحة و
التعليم و البنى التحتية و إغراقه في الفوضى، و فرض المزيد من الخناق في حال تذمر أي حكومة أو برلمان أو أي شخصية سياسية أو أي جهة تتمرد و تطلب منهم المغادرة.

و هي تعلم علم يقين انسلاخ من ربتهم و آوتهم في معسكرها بعد أن أشبعت غرائزهم و امتلأت خزائنهم ليرتموا في حضن عدوها التقليدي إيران.

فكيف لمن قضى حياته في التسكع و الخيانة و الغدر و التآمر على بلده وكان جل وقته يتجول بين الملاهي و الحانات و أن أمثلهم طريقة كان قد تتلمذ على يد مشعوذين جهلاء ضالين مضلين أن يخلص لسيده؟

وكيف له أن يدرك ما تخطط له أمريكا منذ عقود؟؟

و أن أكثر ما يتقنه هذا الذيل هو النهب وإشباع ملذاته وإطلاق العنان لما بين لحييه ورجليه!!

للأسف فإن تلك الطبقة الغبية واهمون جداً أن إيران المنهارة تماماً هي ونظامها وتومانها ستنقذهم وستسد فراغ أمريكا في حال انسحابها كما يحلمون ولا يعلمون أنها بجرة قلم من رئيسها ينهار حكمهم في قم و بغداد. و قد جربوا حظهم فبخطوة من البنك الفيدرالي الأمريكي تعرض اقتصاد العراق للانهيارأو قريباً منه ، وقد يصبح حالهم كحال حكام أفغانستان بعد التفاهم مع حركة طالبان!

وما زوبعة تخلخل قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار إلا جرس إنذار للأقزام بالكف عن ازدواجية العمالة وضبط حركة الدولار والتوقف فوراً عن تهريبه لجارة السوء إيران بعد أن أصبح اللعب على المكشوف في الاصطفافات الدولية مما يجري في أوكرانيا.

علماً بأن أمريكا هي سبب كل بلاء و ليست إيران أقل شراً منها والعراقيون قد جربوا الاحتلالين وهم من يعرفون يقيناً أيهم ألعن من الآخر!

وكان الله في عونك يا شعب العراق

موفق الخطاب
alkhattabm@gmail.com
تحت المجهر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى