في يوم أول أيار المبارك،في يوم العمال، و بينهم الفلاحون الذين يستقبلون بصدورهم شمس الحياة وبينهم الصناع وأرباب الحرف القابضون بأيديهم والمسيطرون على القوى الهائلة الكامنة في صميم الكون بحيث تتحول وتمدد بمشيئتهم حتى لتضحي وكأنها جزء منهم ومن اعضائهم، أو كأنهم منها الحركة والأعضاء..
كمال جنبلاط..
في كل عام يقف الملايين الملايين من عمال العالم ليحتفلوا في عيد العمال هذه المناسبة العظيمة في جوهرها ومعناها ومبناها، لأنها ترسخ ولو وحدة شكلية بين العمال في أرجاء المعمورة، لتذكرهم بأن وحدتهم سبيل خلاصهم من نير الإستغلال، ولو كان هذا الإستغلال يأخذ أشكالاً متعددة ونسبية تختلف بين منطقة وأخرى، من مناطق ودول العالم، ولكن ما زالت هذه الطبقة تُعتبر الطبقة الأضعف، رغم أنها الأقوى، وعليها يتوقف عماد الإنتاج بسواعدهم وفكرهم، وهل من نهضةٍ وتطورٍ وتقدمٍ دون سواعد العمال وعطاءاتهم..؟؟!!
أما في بلدي لبنان للأسف..ما زال العامل مسحوقاً و مقهوراً، يستجدي استجداداً غلاء معيشة، ولا يحصل إلا على اليسير اليسير
بعد نضالٍ وتعبٍ طويل..
و أيضاً في بلدي لبنان، حركة عمالية تعاني من القهقرة يوماً بعد يوم، لتشرذم القائمين عليها وبعض الناطقين بإسمها زوراً وبهتاناً احياناً، وغالباً نشاطاً موسمياً لا يرتكز على قاعدة سليمة، بل على مصالح شخصية ضيقة..
بالإضافة إلى حركة عمالية مزقتها الطائفية والمذهبية والحزبية والمناطقية، ورمتها في أحضان السياسة عاجزةً ضعيفة مهيضة الجناح..
و أيضاً في بلدي لبنان، حركة نقابية تفرخ حركات واتحادات مصطنعة، لا مهمة لها سوى زيادة عدد أصوات الهيئة الناخبة المحسوبة على هذا أو ذاك ليبقى الجميع تحت السيطرة والإقتياد..
ولذا نقول : ولن نزيد من همومنا وهمومكم أكثر، وسنردد الشعار المعروف القديم الجديد..
يا عمال العالم إتحدوا، ولتكن أهدافكم فوق كل الأهواء الضيقة، لأن شرعة الإنسانية حقة لا حدود لها، فهي تنظر إلى الإنسان قيمة بحد ذاته، وليس رقماً حسابياً متداولاً في البورصة، على غرار الأوراق المالية..
ونقول أيضاً : إن هؤلاء الذين ليس على صدورهِم قميص سيحررون العالم..
نعم..بوحدتكم ووعيكم ستحررون العالم من كل كدرٍ وغش، فكيف الوطن الصغير الذي يناديكم لتتوحدوا وتقفوا وقفة الوعي والضمير..
أخيراً..سأختم بأبيات شعرية من وحي المناسبة..
تركوا العامل يكفكف دمعاتو
لا تستغلوا جنى دياتو
العامل كرم ومحبة برفقاتو
بالتعب والكد والحرمان داقو
جنة العمر والإنتاج تحت راياتو
وقديش في ناس بينعموا بفياتو
وكلن بينكروا نعمة عطاءاتو
و للأسف ما في حدا بيقول : سلم دياتو
تركوا العامل يكفكف دمعاتو
و ما تنغصوا عليه نسمة فرح من نسماتو
بالأول من أيار ينعاد على العامل وكل احباؤه بالعالم، وبهالوطن بغير ظروف وبغير زمن..
وكل عام وانتم بخير وعافية وبحبوحة وأمان وأطمئنان واستقرار وراحة بال..