من أغرب ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي في وطننا العربي هذه الأيام هو ذلك الترويج العجيب لشخصية معينة على حساب أخرى في الانتخابات التركية في جولتها الاولى والجولة المتتظرة في الثامن والعشرين من مايس (ايار) الحالي
حيث لا يكاد موقع من تلك المواقع يخلُ من صور تلك الشخصية التركية وكأن الاتراك ينتخبون رئيسا للعرب وليس لتركيا تلك الدولة الجارة التي تعتز بقوميتها وتتفاخر بها ، وبكل تأكيد هذا من حقها طبعا ، لكنها عندما حكمت الدولة الإسلامية
لعدة قرون بعد سيطرتها على الخلافة الإسلامية التي كانت تضم العديد من القوميات اولها العرب الذين حملوا راية الاسلام التي وضعها الله على عاتقهم بقيادة النبي العربي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فأوصلوا الاسلام إليها
والى العديد من القوميات الاخرى كالفرس والبلوش والآذريين والسند والهند والروس والشيشان والطاجيك والقرغيز والامازيغ والبربر والعديد من القوميات الاخرى التي وصلتها دولة الاسلام على مساحة أجزاء واسعة من قارات العالم الثلاث
آنذاك ( اسيا وافريقيا واوربا) على يد العرب . نقول لم تسمح لأي من ابناء القوميات الاخرى بتولي الولايات التي تسكنها تلك القوميات وإنما كان كل الولاة والقادة العسكريين هم من الاتراك وحاولوا القيام بالعديد من عمليات التغيير الديمغرافي
آنذاك حيث لا تكاد اية محافظة عربية تخلُ من الاخوة التركمان وهم بلا ادنى ادنى شك اخوة لنا في الدين والوطن ، بل وحاولوا اذلال العرب حملة الرسالة الإسلامية طيلة حكمهم لهم بمنعهم من ممارسة اي حق سياسي داخل ولاياتهم
وحاربت كل الجمعيات الوطنية التي نشأت لتطالب بحقوق العرب المغتصبة من قبل تلك الخلافة مما اضطرهم الى التعاون مع الانكليز ، الذين غدروا بهم لاحقا ، في الحرب العالمية الأولى املا في الخلاص من ذلك الحكم .
ومنذ انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأت الجهات الخارجية من الدول الاسلامية وغير الاسلامبة بالتدخل في شؤون الاقطار العربية التي نتجت عن اتفاقية سايكس بيكو اللعينة وذلك بتشكيل أحزاب دينية مهمتها الأولى هي محاربة القومية
وبالذات القومية العربية لتهيء الأجواء لقبول المواطن العربي بالخضوع لحكم الجهات التي شكلت تلك الاحزاب كلٌ حسب الجهة التي شكلتها في حال تمكنها من السيطرة على البلاد العربية مجددا. وهذا ما نراه الآن بشكل غير مسبوق بحيث
وصل الحال بنا للترويج لشخصية دون أخرى في انتخابات دولة جارة حالها حال اية دولة إسلامية أخرى ولكن لا نروج للدول الإسلامية البعيدة الاخرى مع انها إسلامية
مما يدل على قيام تلك الاحزاب باخطر عمليات الاغتيال على الإطلاق ولا اقصد هنا اغتيال الأجساد وإنما اغتيال العقل العربي بحيث تجعله يتخلى عن انتمائه ليطبل للقوميات الأخرى. ألا يعد هذا تدخلا في شؤون دولة أخرى والتأثير الانتخابي
على مواطنيها لحساب جهة على أخرى ونحن نعلم أن أياً من الفائزين لن يغير مشروع تركيا التوسعي على حساب العرب دون غيرهم لان المشاريع القومية ثابتة ولا تتغير بتغير الاحزاب والرؤساء او الشخصيات . ثم لماذا هم يفضلون أنفسهم
علينا ليحاولوا اغتصاب أرضنا وخيراتنا ونحن بلا أدنى مشروع حتى ولو مشروع الحفاظ على هويتنا العربية التي يجب أن نفتخر بها لِما لها من تاريخ مشرف على مدى العصور ولِمَ نقبل بأن يحكمنا من علمناه الدين وحكمناه قرونا عديدة؟
أَما آن الاوان لنعرف من نحن فستفيق من غفلتنا الازلية ونعود لأنفسنا ونحافظ على هيبتنا بين الأمم الأخرى فلسنا اقل شأنا منها . بل نحن من كرمنا الله بنبينا العربي والقرآن العربي وجعل لغة اهل الجنة عربية ووهبنا افضل الخيرات واوفرها
وأفضل موقع على خريطة العالم . الا يكفي كل هذا ليعلم العرب من هم؟