” كم أمقُت شعور العٍوْدة لنُقطةِ الصِفر، تكرار المعركة وكأنِّي لم أخُضها من قبل، الشعور بأنّْي أبدأ الكرَّة مِنْ أوَلِها، أعود من حيثُ بدأت. كُلما تقدمتُ خطوَتَيْن وظننتُ بهما أنَّي أفلحت رجعتُهما ثلاث خُطوات. تماماً كالذي انقطعتَ أنفاسَهُ في صعودِ السُلَم ثُمَّ وجٍدَ نفسَهُ فجأة علىٰ الدرجة الأولىٰ من جديد، لا يعرِف متىٰ وكيف وَلِمَا وأينَ كانَ وعيِهُ حينَ هبَط السُلَم بإرادتِه ومَن خدرَ العزيمة فيه .
أمقُتْ تخلُفي عَمَّا كنتُ عليهِ في الأمس مما أُحِب، أمتلك نوع من أنواعِ الفوبيا هُوَ مهابة النظر إلىٰ الوراء خشية الحسرة علىٰ حال كانَ أفضَل مما أصبحتَ عليهِ اليَوْم.
أمقُت العَوْدة لنُقطةِ الصِفر، كالذي يرمي بجهده كُلَّ مرة في قاعٍ سحيق لا وصولَ لهُ .
وَما يزيده حسرةً هُوَ شعور ضياع الوقت والعُمر والأيام التي كانَ من المفترَض أن تُثمِرَ فيها بذوراً جديدة علىٰ أرضٍ قديمة مُقفرة، كانت لولا إهمالُكَ لِتكون زرعاً أخضراً نَضِراً، فتبدلَت رغبتكَ لإثمار الجديد باضطرارِكَ لإصلاح القديم،
وركنتَ إلىٰ نُقطة واحدة تتقدم وتتقدم ثُمَّ تعود إليها منتكساً خائباً لتبدأ من جديد. ”
الكاتبة
د٠ سرى العبيدي
سفيرة الجمال والطفولة والابداع الدولي ✍️