الاخباراوربي

فنلندا أسعد دول العالم للعام السادس على التوالي.. ما أسباب إستمرار تربع شعبها على قمة السعادة في العالم

#الشبكة_مباشر_هلسنكي

توجت فنلندا بأسعد دول العالم لعام 2023 وهو التتويج السادس على التوالي بحسب تقرير السعادة العالمي الصادر عن الأمم المتحدة

لايزال الشعب الفنلندي يتربع على عرش أكثر شعوب المعمورة سعادة وذلك للعام السادس على التوالي، وفقا للإحصاءات التي نشرتها، مؤخرا، شبكة التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.

لكن ماهي الإسباب التي جلعت الشعب الفنلندي الأكثر سعادة في العالم؟.

يبدو أن من أهم ميزات الشعب الفنلندي لكي يكون سعيدا هو غياب “القلق من المستقبل” إذ لو كنت في فنلندا، فإنك لن تشغل بالك كثيرا بموضوع السكن، فلو لم تكن قادرا على دفع الإيجار وكان لك حق الإقامة والعمل، فستدفع لك الدولة جزءا كبيرا من الإيجار وتساعدك في الجزء المتبقي منه.

بمعنى آخر، فإن الدولة ستوفر لك السكن اللائق بغض النظر عن مستوى دخلك أو طبيعة عملك. والسكن الذي توفره لك الدولة يجب أن يكون متوافقا مع الحد الأدنى للسكن الكريم، وبحجم يتناسب مع عدد أفراد أسرتك، وكل سكن يجب أن تكون إلى جانبه حديقة فيها ألعاب للأطفال، وأن يكون ممتازا من الناحية الصحية والنفسية.

كذلك، إذا لم يكن دخلك عاليا بما فيه الكفاية، فالدولة سوف تساعدك في تكاليف الكهرباء والتدفئة والماء، بل حتى الإنترنت السريع هو من حقوق الإنسان التي توفرها لك الدولة مجانا إذا لم يكن عندك دخل كافٍ.

المساواة

في فنلندا، ليس من الغريب أن تجد عمارة يقطنها الطبيب والأستاذ الجامعي والطيار والعاطل عن العمل، لأن من يعمل بمرتب عالٍ سوف يدفع إيجار البيت أو أقساطه، والعاطل ستدفع عنه الدولة.

وفي فنلندا لا يحتاج الشخص أن يفكر كثيرا في مستقبل أبناءه، فكل من يصل منهم إلى سن الـ 18 من العمر يستطيع أن يستقل وستوفر له الدولة السكن والمرتب والدخل المناسبين.

وبالتالي فأن الأب هناك لا يفكر كثيرا في مستقبل أولاده من حيث توفير مساكن لهم أو تزويجهم أو مستقبلهم.

أيضا، المستشفيات العامة في فنلندا قدراتها التقنية وإمكاناتها أكبر وأفضل من قدرات المستشفيات الخاصة، فإذا كان الشخص قادرا ماديا فهو يذهب إلى المستشفيات الخاصة فقط من أجل تجنب الانتظار، وإلا فالمستشفى العام أفضل من الخاص.

الرفاهية في كل شيء

لا يحتاج الشخص في فنلندا أن يشتري سيارة خصوصا إذا كان يعيش في المدن الكبرى، فالمواصلات العامة من باصات وقطارات ومترو أنفاق وترام كهربائي دقيقة جدا وموثوقة جدا في المواعيد، إلى درجة أنه لو كان القطار سوف يتأخر دقيقة واحدة فسوف تسمع الإعلان عن هذا التأخير في محطة القطار، وسيكون هناك تعديلا في التوقيت بمقدار الدقيقة باللون الأحمر للتحذير.

المياه في فنلندا من أنقى المياه في العالم، ويمكن شرب المياه من حنفية المنزل مباشرة.

والروضة ومدارس الأطفال لديها درجة عالية جدا من الكفاءة، لهذا فإن فنلندا دائما من الدول الأولى في العالم في مستوى التعليم الأساسي، وكل الأطفال من الروضة وحتى الثانوية العامة يأكلون مجانا في المدارس من طعام بوفيه عالي الجودة والنظافة والتنوع، ويوجد حتى طعاما خاصا بالمسلمين وطعاما خاصا بالنباتيين وغيرهم، وكأنه أكل فنادق.

الطفل والشاب الصغير يحصل على رعاية صحية كاملة ومتكاملة. الدراسة الأساسية والجامعية وحتى الدكتوراه، كلها مجانية للمواطنين ولمن لديهم إقامات في فنلندا.

وفي البلد الأكثر سعادة في العالم، إذا شعر أي شخص بالظلم أو شعر بأنهم قد منعوا عنه شيئا هو من حقه، فلا يوجد أي شيء يمنعه من الشكوى ورفع القضايا ولو كان ذلك على وزير أو ضابط أو حتى الرئيس، بل إذا فقد الشخص أعصابه وشتمت نظام الدولة ورئيسها ففي الغالب لن يحدث له شيء. حرية التعبير عن الرأي مقدسة ما دمت لا تحض على الكراهية والعنف.

ضرائب عالية وخدمات راقية

إذا كان الشخص في فنلندا يعمل فسوف يتم اقتطاع جزء كبير من مرتبك للضرائب، حيث يجد نفسه يدفع ضريبة دخل قد تصل إلى 40% من مرتبه، هذا غير ضريبة المبيعات التي تصل إلى 24%، وبالتالي فأنه في الحقيقة يدفع حوالي نصف مرتبه للضرائب.

مع ذلك فإن المقيم في فنلندا لا يشعر بالغبن لأن ما يؤخذ من الضرائب يجده أمامك في نظافة الطرق ونظافة مياه الشرب ومتابعة كل ما هو في الأسواق من خضروات ومعلبات، لتكون قد خضعت لأدق أنواع التفتيش الصحي ولا تحتوي على مواد كيميائية ضارة ولا فاسدة ولا منتهية الصلاحية. المرتبات في فنلندا متقاربة بسبب الضرائب التصاعدية.

ومن بين الأمور الأخرى التي تضع فنلندا على قمة السعادة، هو انتشار الأسواق في كل مكان وفي كل قرية حيث يجد الشخص كل ما يحتاجه من مأكل وملبس.

في فنلندا، حيث ما كنت تعيش في مدينة أو قرية نائية، ستجد كل الخدمات الأساسية موجودة عندك وإلى جنبك. لا تحتاج أن تسافر إلى العاصمة من أجل استخراج شهادة أو إجراء خدمة، بل إذا كان لديك طفل والمدرسة بعيدة عن بيتك فالدولة ملزمة بتعيين سيارة أجرة أو حافلة صغيرة لتوصيله من المدرسة وإليها مجانا.

لهذا حصلت فنلندا على درجات جيدة في المؤشرات التي يتم أخذها في الاعتبار في جداول السعادة العالمية: الناتج المحلي الإجمالي، والمساواة، والدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر المتوقع الصحي، والحرية، والكرم، ونقص الفساد.

ويبدو أن استجابة الفنلنديين لثلاثة عناصر رئيسية هي المساواة والتعليم والشفافية، جعلتهم في المقدمة من حيث السعادة، إذ أنه معروف عن الفنلندي الشعور بالامتنان لما قدمه. وهي فكرة يتردد صداها في مثل فنلندي معناه “السعادة مكان بين القليل جدا والكثير جدا”.

المصدر:أخبار العرب في أوروبا – فنلندا

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى