كلمة العددمقالات

حرب اليوم السابع ،،

#الشبكة_مباشر_بغداد_د كاظم المقدادي

كانت الدعاية الأسرائيلية ،، قد رسخت بعد انتصارها في حرب 5 حزيران سنة 1967 مصطلحا فيه شيء من هاجس ديني ” حرب الأيام الستة ” اي انها انتصرت على الدول العربية مجتمعة بستة ايام ،، ثم استوت على العرش في اليوم السابع ، منتشية مغرورة ،، ولم يدر بخلد قادتها ،، انهم انتصروا على انظمة عربية فاسدة .. وليس على شعوب متحررة .

وبعد 56 سنة من ذاك التاريخ المشؤوم ،،،

يقتحم فتية امنوا بالله والوطن والامة ،، اسوار غزة ،، ويحدث هذا في اليوم السابع من اكتوبر 2023 ،، تاريخ جديد ،، حمل ويحمل معه هذا النوع السديد ، من القتال الفريد ،، والمجابهة والخطط العسكرية التي ستكون درسا من دروس العلوم العسكرية .

من اول التوقعات ، ان اسرائيل ستضرب بقسوة قطاع غزة ، ولكنها ومهما اوتيت من قوة ، ومهما فعلت ، وستفعله من دمار في قطاع غزة ، فأنها لن تمحو وتتخلص من عقدة وعار هزيمة 7 اكتوبر .

من الواضح ان المنطقة العربية ،، ستشهد حربا مفتوحة وطويلة ،، يصعب التكهن بنتائجها العسكرية والامنية والسياسية.

لكن شعوب المنطقة ،، وعلى الرغم من طبول الحرب التي تؤرق بال الانظمة العربية الفاسدة ،، ستعيش ربيعا عربيا حقيقيا ،، ويتضح هذا من خلال ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي ، وما نشاهده في وسائل الاعلام العربية ،، وماتحمله من ردود افعال ،لصالح المقاومة الفلسطينية ،، وستترك حتما ،،تأثيراتها الجانبية على القرارات السياسية للقادة العرب .

الملاحظ ،، ان معظم المحللين الاسرائيليين الذين ظهروا على الفضائيات الخليجية ،، يتحدثون بعصبية غير معهودة ،، وكأنهم قادة ميادين في جبهات قتالية،، وليس كمحللين في استوديوهات اعلامية .

جميع هذه الاشكال والصور والمضامين والقرائن ،، تعكس دلالات وحالات وتوقعات غير معهودة في القاموس العسكري ،، امام فشل استخباراتي وامني مفزع،،!!
كما ان الاسرائيليين افتقدوا الحالة الاستباقية التي كانوا يتمتعون بها ،، ولم يظهروا للعالم ،، سوى ردود افعال هستيرية ،، محاولة منهم تحسين صورتهم امام مواطنيهم والرأي العام العالمي .

لاشك ان الخطط الميدانية للمقاتلين الفلسطينيين ، وفي عمق الاراضي المحتلة ،، رسخت “اعجازا عسكريا ” فريدا ،، في الجو والبر والبحر ،، وحطمت حاجز الخوف ،، واسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يهزم .

من اليوم السابع من اكتوبر ،، لايمكن تحجيم حماس ومن يقاتل معها في زاوية محصورة لخنقها وانهاء وجودها ، فهم لا يقاتلون لوحدهم ،، بمواجهة الألة العسكرية المتطورة ،، لأن الأيمان بقضيتهم هو اكثر صلابة وامضى . تسعى القيادة الاسرائيلية ، لاجتياح غزة وتغيير جغرافيتها ،، ولن بتحقق هدفها ،، بسبب وجود عدد كبير من الاسرى الاسرائيليين ، و خطورة حرب الشوارع ، التي تمرس عليها المقاتلون الفلسطينيون عليها .

وهناك في جبهةالشمال ،، بدأ مقاتلوا حزب الله اللبناني بارسال تحذيرات جدية ، اذا تمت فعلا مهاجمة وغزو قطاع غزة ،، وتم اطلاق قذائف كاتيوشا ،، وهو اعلان استباقي لاشغال اسرائيل في جبهة الشمال ايضا ، بعد ما كانت تطمح الانفراد بجبهة الجنوب فقط .

قصارى القول ،، ان اسرائيل كانت تحارب جيوشا وانظمة عربية وتذلها ،، واليوم هي عاجزة امام مقاومة لا تستطيع مواجهتها وعزلها ، وقهرها وتجريدها من اسلحتها .
هذا الوضع العسكري الصعب والمعقد الذي تواجهه اسرائيل اليوم ،، سببه الاستهانة بقدرات الفلسطينيين ، وامتهان كرامتهم ، والاستخفاف باماكنهم المقدسة ،، والاهتمام بسياسة التطبيع نع بعض الدول العربية ، دون الاهتمام بصيرورة دولة فلسطين المستقبلية .

نحن امام وضع عسكري وامني وسياسي جديد وخطير ،، بعد ان نجحت المقاومة اجتياح اسوار غزة ،، وفتح معركة داخل الارض المحتلة ،، تطلق الاف الصورايخ ، وفي العمق الاسرائيلي تتحرك دون مقاومة تذكر ،، تقتل ، وتؤسر وتحتل قاعدة عسكرية ، وتجتاح مستوطنات ، ومراكز للشرطة ، ومراكز امنية ، وتقاوم لساعات طويلة ،، ثم تعود بعدد كبير من الأسرى ، مدنيين وضباط وجنود من الجيش الاسرائيلي .

الثابت ،، ان الحروب المصيرية ،، ينتج عنها دائما وضعا جغرافيا جديدا ، ودولا جديدة ، ومعادلات سياسية جديدة ،، هكذا فعل الغرب بمعاهدة سايكس – بيكو عندما قرروا ،، تقسيم المقسم ، وتجزيء المجزأ ،، فهل يصنع العرب معاهدتهم الجديدة ،، ويجمعوا شمل الأمة العربية المجيدة .
د.كاظم المقدادي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى