في اليوم العالمي لتمام الوجود… المراة هي عنوان آخر للرجل
#الشبكة_مباشر_بغداد_بقلم الكاتبة عبير القيسي
كثيرة تلك الاقاويل التي أنتقصت وهمَّشت وحاولت بتر ثقافة احترام الجنس الاخر، إذ غلبت بتهميشها الاصوات التي طالبت باحترام المرأة وعدم اضعاف دورها في المجتمع، لكن كلمة الله متمومة قبل أن تأتِ مخلوقة ليس لها حكم على الكون لتهمش قرينها من الجنس المضاد لحجج واهية ولأسباب عديدة أحد أهم هذه الاسباب هو الفشل في ديمومة الحياة معاً، كذلك الفشل في خلق الألفة والاحتواء فتلجأ الى التهميش والحقد والانتقاص، بل الانانية في تمني استخلاص الكون لها ولجنسها فقط ،وهذا ما يتنافى مع اساس الوجود الخلقي إذ أن قاعدة الكون مؤسسة من رجل وامرأة فكيف لنا استيعاب الحياة دون اب نعيش بعزَّه؟ دون أخ نستظل بظله؟ دون زوج نعود اليه بعد خذلاننا ومتاعبنا وشقائنا في ريح هذه الايام الصعبة التي لا ندري أين تأخذنا وتأتِ بنا! !! بصراحة أتعجب من الاخريات اللواتي يظهرن في مظاهر رجولية متنازلة عن انوثتها ودورها الجبار في قيادة الامة، ومتقمصة لدور رجل يحمل الاثقال والاعباء بداعي أن الرجال ليس عليكم اتكاء واعتماد ..
واستغرب من تلك التي تظهر محتفلة بحفل طلاقها وكأنها خرجت من سجن مظلم الى متنفس منير دون أن تدرك أنها هدَّمت بيت بأتمه، رغم قصور بعض الرجال، ورغم انعدام الرجولة لدى البعض الاخر فأنا لا أقف مع أي طرف الا مع الاحترام لكل منهما فأي احتفال وأي نصر هذا الذي ترجوه وقد خُلي راسها يبحث عن ساعد يأويه من مخاوف العالم الخارجي، كيف لهن تهميش جزء مهم من تفاصيل وجودهن؟ ،كيف لهن الاساءة الى دور الاب والاخ والزميل والزوج؟ ألم يدركن أن تمام الكون لم ولن يتم الا بهم؟ فلماذا الاعتراض على مشيئة الخالق بهذه التصرفات السلوكية التي تنتمي الى أنعدام الذوق وقلة الاحترام؟؟ وفي نقس الوقت نقسه تعاني اغلب المجتمعات من انتشار التفكير الذكوري او العكس انما هي معادلة اجتماعية متكاملة .
من جانب أخر في مقالي هذا لا أهاجم النساء ولا انتصر للرجل لكني سئمت من مشاهد الاساءة المتكررة دون تقدير لجهود بعض أو على الاقل دون احترام للعِشرة التي بينهما، فالانسان مجبر على الاحترام المقابل مهما كان الواقع قد فرض ظروفه ودسها بين أي اثنين لكننا اليوم تعودنا على الخطأ بحق بعضنا، بل اصبحنا نتفاخر بتجاوزاتنا وعدم احترامنا لبعضنا وأمام العلن، فالى أي واقع بائس وصلناه ونحن نرجو اعادة المشهد الطبيعي بفطرة انتاجه واخراجه، أن يعود الرجل مهابا وتعود صورة المرأة مؤنثة مثل فراشة انيقة الى حضن الثقافة والوعي، الى أي واقع مأساوي وصلناه ونحن نتمنى عودة وجوه النساء الى طبيعتها، وأحضان الرجال الدافئة الى منازلها..!؟
نحن في المحصلة تقف حياتنا دون وجود الرجل الاب والاخ والزوج والصديق والحبيب والزميل ويبهت معنى حياتنا المتكون من تفاصيل مملة تشكلها ايدينا المقرر أن تبقى ناعمتين .. في النهاية تكذب الادعاء من تبين أنها غير مبالية لوجود الرجل في حياتها، تكذب من تتمنطق متلاعبة بأنعدام اهمية الرجل بالنسبة لها، فما نحن الا نقص مستمر يتمم بعضنا الاخر، وما الوجود الا حلقة متواصلة تنقطع ويذهب بريقها وجمالها أن غاب احدانا في تشكيلتها.