مقالات

عقول الدفع الرباعي بدلآ من العجلات

#الشبكة_مباشر_بغداد_د . نـمـيـر نـجـيـب نـعـوم

يشير احد المواقع المعتمدة بأن عدد سيارات الدفع الرباعي في بلاد النهرين بلغ خلال عام 2023 اكثر من 31 الف سيارة ، ومن مميزات هذه السيارات انها اثبتت قدرتها على السير في طرق مختلفة خاصة ذات التضاريس الرملية والصخرية والجبلية والوعرة ، كما انها تتميز بامكانية استخدامها بشكل يتناسب مع طبيعة الطرق اي امكانية التحويل من الدفع الرباعي الى الثنائي حسب رغبة العقل الرباعي المتربع الذي يقودها !!!!

ويبدو ان هذه السيارات المتميزة في اختراقها لكافة الطريق بسهولة ،، لايقتنيها سوى الثقلاء من المجتمع والذين يشار اليهم باصابع اليد العشرة لدى مرورهم او اجتيازهم لاي طريق،،مما يدل على ان عدد الثقلاء في مجتمعنا يصل الى اكثر من 31 الف عقل متمكن ولابد ان يتمتع بنفس صفات السيارة التي تمتاز بكونها …ثقيلة.

لسنا بصدد الترويج لهذا النوع من السيارات او الحد من استخدامها ،، ولكن بنظرة بسيطة الى مضمون استخدام هذا النوع من السيارات في مجتمع يخلو تقريبا من خاصية الدفع الاحادي وليس الرباعي في مجالات التنمية المختلفة ، يدعونا الى تحليل الموضوع واخضاعه الى دراسة مستفيضة من قبل المعنيين ، وذلك من خلال جمع الاحصاءات المناسبة وتحديد المتغيرات وتفسيرها بما يتناسب مع حاجة البلد للتقدم والازدهار.

نعم نحن بحاجة الى توظيف امكانات الدفع الرباعي ولكن ليس في مجال العجلات فقط بل في مجالات تدفع البلد الى مستويات البلدان الناهضة ،،فكيف نفسر وجود هذه التكنولوجيات الحديثة في مجال العجلات والثقلاء الذين يستخدمونها في الوقت الذي تضاعفت فيه ارقام من يحملون الشهادات الغير معترف بها والمشتراة من دكاكين دول الجوار لقاء مبلغ زهيد من الاموال، ايضا ماذا نفسر تضاعف عدد الموظفين ثلاث مرات والذي وصفه صندوق النقد الدولي في تقرير له بانه نظام يفتقر الى قاعدة معلومات رصينة وانه نظام هش وغير كفوء ، ايضا ماذا نفسر وجود هذه الاعداد من الموظفين والدوائر الزراعية والصناعية والاسكانية تفتقر الى مخرجات ملموسة يستفاد منها الاقتصاد العراقي ،، فكل حاجياتنا نقوم باستيرادها وبالعملة الصعبة وبشهادة مايتم بيعه يوميا من دولارات عن طريق منافذ بيع العملة.

واذا ماتم احصاء من يحملون الشهادات الجامعية والغير حاصلين على فرص عمل فأن الارقام تصل الى مئات الالاف وعند مقارنة تلك الارقام مع ارقام مبيعات السيارات لاتضح بأن الهيكل الاقتصادي قائم على العشوائية ،،فوجود السيارات الفارهة مع وجود مستويات التخلف لاتشير سوى الى وجود نخبة منتقاة من المجتمع هي من يتمتع بخيراته وكنوزه ، هذه النخبة هي ذات دفع رباعي كالعجلات ،،هذه النخبة مدعومة من قبل قادة البلد لكي تستمر في عمليات الشفط الرباعي وجمع الاموال والثروات وحجبها عن فئات الشعب.

لايمكن ان نتباهى ونرتقي امام دول العالم بكوننا نمتلك اكثر من 30 الف سيارة دفع رباعي وعقولنا تعتمد نظام الدفع العكسي في الانحطاط والتدني ، فسيادة البلد الحقيقية تقوم على اساس ماتحققه من مؤشرات انتاج زراعي وصناعي وتعليمي،،التباهي لايكون بالاستيراد بل في سد حاجات الشعب عن طريق الاكتفاء الذاتي ، التباهي امام دول العالم يكون بقدرتنا على انتاج سيارات الدفع الرباعي محليا ومنافستها في الاسواق العالمية لنحقق زيادة في العملة الصعبة الغير نفطية ولايبقى الدينار العراقي يترنح ضحية مزادات وصفقات الفساد من قبل رواد السلطة.

يحتاج اقتصادنا الى عقول تعمل بعجلات الدفع الرباعي، عجلة للارتقاء بمستويات التعليم عموما واعادته الى سنواته السابقة التي يشهد بها الاجانب قبل العراقيين،وعجلة تعمل لنمو الصناعة والزراعة وزيادة الابتكار والتطوير فيهما،،وعجلة تعمل على تقليل مستويات الجهل والفقر اللذان ينخران في بنية المجتمع،، والعجلة الاخيرة تكون عملاقة وهي الأهم والرئيسية فتكون متخصصة لسحق كل رؤوس الفساد ممن يغتصبون المال العاملسد حاجاتهم الدنيئة.

فاتنا ان نذكر بأن سعر سيارة الدفع الرباعي يبلغ حوالي 28 الف دولار ،اي ان ثرواتنا تذهب الى جيوب ،،،القبض الرباعي !!!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى