مقالات

فشل نتنياهو مجرم الحرب

#الشبكة_مباشر_عمان_بقلم: المستشار الدكتور إبراهيم الزير – عمان – الاردن

نشاهد على أرض المعركة بان إسرائيل لم تحقق أي من الأهداف المعلنة بعد السابع من أكتوبر والوحيد هو قتل واستشهاد عدد كبير من المدنيين أي أكثر من سبعون في المائة من النساء والتي قدرت ب سته الاف سيدة والأطفال قرابة الاحدى عشر طفلا وهدم قرابة 80% من مباني قطاع غزة بالكامل مع وجود أكثر من قرابة العشرون الاف مفقود تحت الأنقاض الى يومنا هذا ومصابون وجرحى قرابة ستون ألف مدني من بينهم النصف حالات خطيرة، و يبدو ان الصهيونية بعد فشلها في تحقيق أهدافها و العمل على قصف المدنيين الأبرياء جاء تأكيدا على انهم ينتقمون من الشعب الفلسطيني و خاصه داخل القطاع لاعتقادهم ان هذا الشعب المحاصر داخل القطاع لمر سنوات و عقود قد شارك و دعم و أيد للسابع من أكتوبر الماضي و عدم التعاون في القضاء على الحركة مما جعلها اكثر شراسه و دموية و لن تكتفي بهذا بل لجأت الى اغتيال العديد من قيادات الصف في حماس و اذرع ايران في سوريا مما يدل على عجزها في تحقيق أهدافها و فتح العديد من الجبهات لإيهام الشعب و المواطن الإسرائيلي بأنه يحقق انتصارات في العديد من المعارك على الأرض و ان العملية مفتوحه لتحقيق المزيد من الانتصارات الوهمية وصرحت الصهيونية ان جميع قادة حماس مصيرهم الموت ، في حين تتكبد خسائر ليس لها حصر سواء ماديا و بشريا في معركتها مع حماس داخل القطاع.

تعمل الصهيونية على التوسع في العمليات الى ان وصلت الى تهديد دول الجوار منها مصر في محاولة الاستيلاء على محور فلادلفيا الا ان القيادة المصرية رسمت للصهيونية و تحديدا نتن ياهو خط احمر داخل غزة من خلال تشييد مخيمات للمتضررين من النزوح لابناء القطاع في غزة من الشمال الى الجنوب في خان يونس تحديدا مما اجبر القيادة العسكرية الاسرائيليه على التراجع و عدم المساس بالمحور و تخطي هذا الخط حيث يدرك مدى خطورة تلك المرحله و الخوف من المواجهه مع الجندي المصري و القيادة العسكرية في القاهره ، و لن و لم يكتفي بذلك بل قامة بالاستعانة بالمرتزقة من فرنسا و غيرها من دول أوروبا و ذلك بعد فشلها في احتواء الجنود و ترسيخهم لحرب مباشرة الا ان اليوم يقوم الجندي الإسرائيلي الفرار من ارض المعركة و سحب العديد من الالوية من داخل القطاع .

مع نزوح 2 مليون من سكان قطاع غزة الى الجنوب و تدمير البنية التحتية بالكامل مع استمرار استهداف قرابه اكثر من أربعمائة و ثمانون طبيب و فني داخل القطاع الصحي في الداخل الغزاوي بالتزامن مع استمرار جرائم الحرب الصهيونية الدموية و الإبادة الجماعية و التطهير العرقي التي يقوم بها الاحتلال القذر في حق المواطن الفلسطيني رادا على ما جاء في السابع من أكتوبر 2023 التي قامت بها حركة حماس ، و في المقابل تمارس الصهيونية كل الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي العام و الإنساني و امام اعين المجتمع الدولي دون ان يحرك ساكنا الى وقتنا هذا .

تأتي كل تلك العمليات و الجرائم الدمويه من قبل الكيان الصهيوني بعد فشل مؤسساتها و أولها العسكرية في القضاء و حسم الأهداف التي خططت لها بعد السابع من أكتوبر ضد حركة حماس ، و لن يتوقف الفشل الى هذا الحد بل أصاب الفشل و طال من اهم تلك المؤسسات الفرقة 8200 التي تعد ذراع إسرائيل الالكترونية التي تعمل على التجسس من خلال الأجهزة الالكترونية و التي تختص تحديدا منطقه الشرق الأوسط و خاصه الأردن و مصر و سوريا و لبنان و فلسطين و البحر الأحمر و ايران الأهم على كل تلك القائمة ، التي تعمل على رصد الرسائل ذات القيمة الاستخباراتية من خلال معالجة ملايين الاتصالات و مليارات الكلمات و الكيان الصهيوني بعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة الامريكية في مجال التجسس و التنصت حول العالم اجمع و يتم نقل كل تلك المعلومات و الرسائل بعد تلقيحها الى الموساد و أمان ( المخابرات الحربية الإسرائيلية ) تلك المؤسسة التي كان لها دور في السابق لاختراق حواسيب النووي الإيراني السيبرانية و التي قامت بتحديد أسماء العلماء النوويين الإيرانيين و التي على اثرها تم اغتيال العديد منهم و التي تضم قائمه بأسماء كل عملاء إسرائيل حول العالم من مختلف الجنسيات .

و تلك الفرقة التي عرفت 8200 قد فشلت بكل المقاييس بعد ان استولت حركه حماس في السابع من أكتوبر الماضي على عدد كبير من الأجهزة الالكترونية التي تضم كل تلك المعلومات و الأرشيف الالكتروني سابقه الذكر و الوثائق و الخطط المتعلقة بوزارة الدفاع الإسرائيلي و الموساد و الخروج بها خارج القطاع في غزة و تسليمها الى الأجهزة الأمنية الإيرانية و حزب الله و عدد من الأجهزة الأمنية لعدد من دول المنطقة في الشرق الأوسط و من هنا يتضح لنا جليا أيضا ان طوفان الأقصى لو لم نتصور بانها مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني و ان اعتبرناها بشكلها الصحيح بأنها احد صور المقاومة فرضيا فان كل ما قامت به الحركة من هجوم و استهداف و اطلاق رشقات و اقتحام و اسر المدنيين و العسكريين من قبل الكيان الصهيوني كانت تمويه للحصول على كل تلك الوثائق و الأرشيف الالكتروني و الأجهزة التي تضم اهم المعلومات و الخطط التي تضعها الإدارة الصهيونية من قبل أجهزتها ضد المقاومة في داخل القطاع و الضفة الغربية .

فأن كل ما تقدم ذكره سالفا قد تسبب في التالي بيانه أولا النقلة النوعية التي يشهدها العالم و خاصه الغرب الأمريكي تحديدا لتوجهات الراي العام الداخلي و بعد ان كان مؤيدا و بشده لحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها في الرد على هجمات حماس ، بدا اليوم وسائل الاعلام الغربي و الأوروبي و الأمريكي تحديدا و منصات برامج التواصل الاجتماعي في نقل الصورة السليمة الصحيحة ذات طابع الشفافية لما يحدث داخل القطاع و الصورة الحقيقية للقتل بدم بارد للشعب الفلسطيني و كذلك خارجه في الضفة الغربية في جنين و نابلس للهجوم الوحشي القذر الإسرائيلي و التطهير العرقي و في اعمال الإبادة الجماعية دون تمييز .

و هنا ازداد عزله دولة الاحتلال الكيان الصهيوني و من هنا انهالت الادانات الشعبية في كل العالم و الإعلامية عليها فازدادت الإدانات للإدارة الامريكية لدعمها السياسي الذي افضى الى اعاقه أي جهود دولية في مجلس الامن عندما تقدمت حتى مؤخرا دولة الامارات العربية المتحدة و روسيا بمشروع القرار الخاص بفرض وقف اطلاق النار انساني و هذا المشروع تبنته داخل المجلس تسعون دولة و اسفر التصويت على هذا القرار في داخل مجلس الامن على موافقة ثلاثة عشر دولة و امتناع بريطانيا عن التصويت و لكن الولايات الامريكية المتحدة اعترضت على هذا المشروع و استخدمت حق النقض المعروف ب ( الفيتو ) رقم 55 في تاريخ الإدارة الأمريكية على مراحل دفاعها المستميت للمحافظة على دولة الاحتلال قائمة في الشرق الأوسط لمنع أي قرارات لأدانه إسرائيل .
حيث ذكرت المندوبة الدائمة الولايات المتحدة الامريكية في مجلس الامن ان بلاده اعترضت على القرار لعدم ادانه هجوم حماس الوحشي وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يأتي هذا بالتزامن مع تصريحات نتن ياهو ان الحرب على غزة ستستمر حتى القضاء على حماس بموافقة او عدم موافقه العالم اجمع على استمرار هذه العملية العسكرية ويعد هذا التصريح تعدي سافر لكل دول وأعضاء المجتمع الدولي.

وهنا الى متى سوف يستمر تأييد الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن الى نتن ياهو؟؟؟ كما يراه البعض ولكن الحقيقة ان الوضع أصبح أكثر توترا بين الإدارة الأمريكية و نتن ياهو للغاية بعد ان صرح بذلك سابقا ان الحرب سوف تستمر لا محاله لإيقافها او الشروع في إيجاد حلول لإيقافها او سبب قهري.

والجدير بالذكر أدركت الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن ان المرحلة القادمة سوف تضعف موقفه من الانتخابات الرئاسية القادمة وخاصه الحزب اليساري الديمقراطي بعد ان اتهم بايدن بتمكين إسرائيل بارتكاب المذابح بحق المدنيين العزل من الفلسطينيين وتحديدا في غزة.

ولذا لجأ بايدن الى سياسة أخرى بالتعامل مع الموقف الإسرائيلي ودعمه لها في المرحلة القادمة بل جعل ادارته ومستشاريه بأرسال الرسائل الغير مباشرة من خلالهم التي تحمل أكثر صرامة والأكثر تشددا علنا و هو ما نشاهده في تصريحات نائه الرئيس الأمريكي كمالا هارس و وزيري الخارجية أنتوني بلينكن و الدفاع و مستشار الامن القومي جيك سوليفان في اطار استراتيجيه تمكين ما سعدي الرئيس الأمريكي من انتقاد إسرائيل علنا دون الوصول الى قرارات فعليه لوقف الحرب.

وبالتالي الإدارة الامريكية تستجيب ظاهريا الى مطالب الراي العام الأمريكي والدولي وقف جماح الحرب في قطاع غزة ونفس الوقت من الباطن وخلف الكواليس هي تقوم تلبيه مطالب الكيان الصهيوني مؤيدي إسرائيل داخل الكونغرس الأمريكي و داخل اروقه الراي العام الأمريكي بتقديم دعما عسكريا خالصا أمريكيا غير مشروط و هنا نجد الحقيقة في نهاية المطاف لن تهتم إسرائيل بما تقوله الإدارة الامريكية بل ستهتم اكثر بما تفعله الإدارة الامريكية في واشنطن ، و حتى الى يومنا هذا إدارة بايدن تدعم و بقوة هدف نتن ياهو المعلن بشأن تدمير حماس و العمل على الإطاحة بها و ازاحتها من المشهد و ارض المعركة في غزة ، ولكنها يبدو انها تختلف مع بايدن في عدة ملفات عللا راسها ما يعلنه نتن ياهو من حتميه إعادة احتلال القطاع و بدلا من ذلك يطالب الجانب الأمريكي بعودة السلطة الفلسطينية المتجددة لحكم غزة ، وهو الامر الذي يرفضه نتن ياهو بشدة متعللا بن إسرائيل وحدها هي التي يمكنها الإبقاء على غزة منزوعة السلاح .

ومن جهة أخرى يطالب الجانب الأمريكي بحماية المدنيين وجاء رد نتن ياهو على تلك التصريحات الامريكية بان هناك صعوبة لملاحقة حماس وحماية المدنيين في آن واحد لان حماس تحتمي داخل المدنيين وهو ما صرح به نتن ياهو مؤخرا.

النتيجة ان إسرائيل تريد الإبقاء على الإدارة الامريكية الى جانبها لأطول وقت ممكن ولكنها قد تجد نفسها في المرحلة القادمة لا تستطيع الاستجابة لمطالب بايدن وعليه إسرائيل ان تقرر للأسابيع بل الأيام القادمة المقبلة العمل على استرضاء الإدارة الامريكية ومواصلة العمليات العسكرية بالكامل داخل القطاع ضد حماس للعمل على تحقيق أهدافها المعلنة.

و بينما تستمر الحرب فان الساعة تدق و يدرك بايدن هنا و نائبته و مستشاريه و مساعديه بقرب نفاذ الوقت و نهايته التي يمكن من خلاله الحفاظ على العلني مع إسرائيل و ربما تكون مدة صلاحيه السياسة الأمريكية من أسبوعين الى اربع أسابيع و اذا استمرت الحرب حتى الاخر من يناير و الأول من فبراير القادم من العام الجديد فانه من المحتمل ان تسفر المعارضة داخل الحزب الديمقراطي بالتزامن مع تزايد الضغوط الدولية و تنميها الى قيام بايدن بالضغط على نتن ياهو لوقف الحرب و عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة و الضفة الغربية و في حالة رفض إسرائيل سيتم تهديدها من قبل الإدارة الامريكية بتقليص المسعدات و الامدادات العسكرية و من المحتمل انسحاب بشكل كامل للأسطول البحري الأمريكي و البريطاني و حلفائهما من البحر الأبيض المتوسط بشكل كامل مع عدم الدخول في مواجهه مع دول الجوار و السعي في عدم اشعال حرب بالمنطقة قد تقضى على المجتمع و المواطن بشكل خاص داخل إسرائيل حيث ان دولة الكيان الصهيوني هي اول من يتضرر كما هو حاصل في اقتصادها الذي انهار بشكل كامل من جراء حرب الصهيونية على قطاع غزة و هو الذي كبد إسرائيل المليارات من الدولارات بشكل يومي و الذي كان له بالتالي تأثير سلبي عليها و مؤسساتها المدنية و العسكرية .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى