مقالات

مقترح مادة دراسية : التربية الكهربائية الديمقراطية

#الشبكة_مباشر_بغداد_ د. نـمـيـر نـجـيب نـعـوم

تقوم مبادىء التربية عموما على ترسيخ وحدة الجنس البشري لأن اصل البشر وجذوره العميقة في التاريخ هي واحدة دون اي اختلاف بين الاجناس والاعراق والألوان، وبهذا فأن عناصر المساواة بين البشر يجب ان تكون واحدة بعيدة عن اي اختلاف ، واذا حصل وكان هناك تفاوت واختلاف بين الناس فينبغي ان لا يكون سببه الأصل بل ان يكون احترام لحقوق الأنسان بصرف النظر عن اس شيء.

ولعل من اساليب التربية الحديثة اسلوب احترام شخصية الطفل ،فبالرغم من كونه صغيرا فأن لديه مشاعر واحاسيس بالرغم من تصرفاته العشوائية احيانا لانه لايمتلك الثقافة الكافية التي سيتعلمها لاحقا من خلال تعامله مع اهله ومدرسته ،وهكذا ينمو ثقافيا واخلاقيا ويكون عنصرا ايجابيا لبناء مجتمعه، وبهذا فأن الثقافة ليس لها بديل في تكوين شخصية الطفل ،،اضافة الى تعليمه على احترام السلطة والقوانين لغرض الابتعاد عن الانحرافات والخروقات. ليكون هدف التربية هي الاعداد السليم للعقل والشخصية السليمة لوجود ترابط بين ماهو داخل العقل وبين السلوك البشري.

وتقوم التربية على مرتكزات عديدة منها سياسية واقتصادية وتاريخية ودينية، فكلها مطلوبة لتحقيق النمو والتطور المجتمعي في عقول البشر.ان اسس واصول التربية تكون عامة عند تلقينها للأطفال لغرض اكتشاف الميول الطبيعية لهم لغرض استيعابها من قبلهم لتنمو فيها قدراتهم ثم يكون لهم القرار لاحقا لاختيار مايريدون من تخصص يلبي رغباتهم وطموحاتهم وميولهم. ولهذا نجد الاطباق الشهية للتربية وحسب الذوق ،فهناك التربية الوطنية لترسيخ دعائم حب الوطن في قلوب المبتدئين وصقل شخصياتهم، وهناك التربية الفنيةلاكتشاف ميولهم ومواهبهم للرسم أو النحت أو الغناء والطرب والمسرح، وهناك التربية الصحية المتخصصة بالصحة الجسمية والعقلية والنفسية والغذائية ،وهناك التربية الرياضية المختصة بالتدريب والألعاب والصحة الرياضية ،،وانواع اخرى للتربية.

ومادامت التربية متنوعة وتخاطب سلوك افراد المجتمع لتلبية حاجته وازالة معوقات تقدمه ، فأن الحاجة تدعونا لاختراع مادة دراسية جديدة ونحن بلد الحضارات،مادة لاتقل اهميتها لتقليل الاختناقات النفسية للفرد وخاصة الاطفال وهي مادة التربية الكهربائية لما تشكله الكهرباء في بلدنا وماتعانيه من شلل يصيب جميع المنظومات الانتاجية والتعليمية والخدمية ،،فالأجيال الصغيرة لدينا ومنذ نعومة اظفارها وما أن يبدأ لسانها بالتحدث والحركة ، فأنه يتداول بعض المفردات العلمية المتميز بها بلدنا خصوصا مثل

( ماكو كهرباء، كهرباء ضعيفة ، ماكو كهرباء أبو المولدة ، جتي الكهرباء …) فهل من الصحيح ان نترك اجيالنا لاتستوعب المفاهيم الراسخة للكهرباء وليس المفاهيم التقليدية مثل انها مجموعة من الألكترونات التي تتناقل فيما بينها مع الذرات المجاورة لتوليد الطاقة ، وان شدة التيار الكهربائي تقاس بالأمبير والجهد الكهربائي يقاس بالفولت ، وان هناك علاقة حميمة بين التيار والجهد والمقاومة ، هذه فيما يتعلق بمفاهيم الكهرباء القديمة ، و

لكن علينا ان نضيف لجيلنا مفاهيم جديدة لغرض اطلاعهم عليها وهم صغار ، عليهم ان يستوعبوا بأن لدينا امبيرات عالية وفولتات راقية ولدينا ايضا مليارات من الدولارات انفقت لتوطيد العلاقة الكهربائية بين وحدات التجهيز والمواطن أسير الحسرة ،ولكننا بقينا كما نحن ، اما القلة المتحكمين والمتنفذين بالمليارات الحرام ، فانهم غارقون بالأمبيرات والفولتات كل ايام السنة ، الا تستحق التربية الكهربائية ان يتم تدريسها لاجيالنا في ظل الديمقراطية ، لعله يظهر لدينا من الجيل الجديد من يستطيع تحويل الأمبيرات والفولتات للشعب ، ويكسب بهذا حب الله والمحرومين،،وقد يترشح واحدا منهم لنيل جائزة نوبل لانتشار الفولتات والأمبيرات تربويا بعيدا عن المعادلات القديمة !!!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى