في خضم ما رواه الباحث والمفكر د.عبدالحسين شعبان عبر مجمل ما جاء في سياق الحلقة السادسة و هي ما قبل الاخيرة من سلسلة مقالاته السبعة تلك التي دأب على نشرها توالياً في جريدة
الزمان “العراقية”،وشاء نشرها السبت الموافق 13 كانون الثاني / يناير 2024،عن سيرة وخواص السياسي،عضو مجلس قيادة الثورة و وزير الاعلام الأسبق والمُعارض-فيما بعد- للنظام العراقي السابق
صلاح عُمر العلي ،تلك الحلقات التي أستظلت -جميعها- بعنوان”صلاح عُمر العلي .. تراويح المراجعة وامتحانات اليقين”،يجدر وأن تصادف وجود د.شعبان المُعارض اليساري المُعتق والعتيد لذات النظام منذ
بواكير وعيه المبكر من حياته السياسيّة والحقوقيّة والذي لم يتوان أو يتراجع -لحظة- عن جوهر موقفه الثابت و المُعلن فيما يخص ويتعلّق بالعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والمدفوعة من قبل ماما
أمريكا جراء غزو العراق للكويت،متمثلة بالحصار الإقتصادي الجائر-اللعين الذي طال قوت الشعب وأدويته ومدارسه وحياة أطفاله وشيوخه وحجافل مرضاه،في جنوب أفريقيا ويتقابل وجهاً لوجه
بالسفيرالعراقي السابق منذر المطلك أبّان حضوره -على رأس وفد رسمي بأسم العراق- مؤتمر ديربن (أيلول / سبتمبر 2001)،فمازح د.شعبان الذي كان مدعوّاً لذات المؤتمر السفير المطلك قائلاً له-
بحسب نص ما ورد بالمقال ؛”تعال معي إلى لندن كي تحصل على اللجوء فتتخلّص من “التمساح”،فما كان من سعادة السفير سوى الاكتفاء بالإجابة قائلاً ؛”كي أصبح عميلًا؟”،
هنا .. سأترك للقراء جملة ما دار بين الأثنين كما ورد على لسان د.عبدالحسين،متوخياً -بذلك- الدقة وسلامة الإخلاص للحقيقة التي يرى فيها شكسبير على أنّها تُخجل الشيطان، إذ يقول د.شعبان؛
“فقلت له كلنا لاجئون،فهل كلّنا عملاء كما تعتقد؟ فقال أقصد جماعتنا،وحاشى لأسمائكم، فقد سبقتنا وطنيتكم. قلت له:
لهذا استهدفتمونا أكثر من غيرنا؟ فضحك بقوله:
لأنكم تنافسونا على الوطنية،و هذه هي الباقية لدينا، فأنتم ضدّ المشروع الأمريكي والإيراني، وضدّ الحصار والقرارات الدولية، فماذا تبقّى لنا؟ والأكثر من ذلك أنكم تتحدّثون عن الديمقراطية وحقوق
الإنسان، وهي الغائبة عندنا. كان برفقته الصديق رياض عبد العزيز النجم ونقيب المحامين نعمان شاكر نعمان وثائرة عبد الواحد، وقد تعرّفت على الأخيرين في ديربن.
وفي محاججتي له، ذكرت له أسماء بعض من جماعتهم، ومن بينهم صلاح عمر العلي، فقال لي كلامًا لا يُعقل، كان هو الرائج في الأجهزة كما أخبرني، وبعد أن صححت له معلوماته، قال لي سلّم لي
على صلاح، و أذكر أنني قلت له،
إذا كانت معلوماتكم عن صلاح مشوشة بهذا القدر، فكيف معلوماتكم عن الآخرين؟
وهو ما يدلّ على استهدافات معيّنة لبعض الشخصيات، وهو ما ذكرته لصلاح حينها، وكنت قد أبلغته بأنني سأخبر صلاح بمحادثتنا هذه، ولعلّ السفير المطلك ذكّرني بهذا اللقاء قبل فترة قصيرة في عمّان،”.