عن اللواتي لا يُكتب عنهن ولا نحتفل بهن في هذه الأيام:
– عن المستيقظات فجرا( ليس فقط للصلاة ولكن بسبب الطائرات المحلّقة لتقضي على ما تبقى من الأطفال)
– عن التاليات ذِكراً( عسى رب العالمين يفك هذا البلاء والكرب عنها)
عن المقاوِمات الحقيقيات( تقاومن الشر المستطير الذي يُحيطُها وعائلتها. تقاوم الإجرام الوقح حيث تُذبح وزوجها وأولادها تحت أنظار العالم الذي يعطي مُبررات مخزية لإجرامه والأنكى من هذا أن العالم يوافق على هذا. هن تقاومن الجوع والعطش ويتحملن البرد القارس مع أولادهن بعد أن دمرت آلات القتل بيوتهن..
أنتنّ بطلاتُ العالم الحقيقيات وإن صادروا بطولتكنّ ، فهذا العالم لا يُقدّر إلا من يُصدرُ ضجيجاً ! تجمعُ نملةٌ مؤونة سنة فلا يدري عنها أحد ، وتستلقي ضفدعةٌ على شاطئ المستنقع تحت الشمس فتُصدرُ نقيقاً كأنها مديرة كوكب الأرض !
أنتنّ نمل البيوت الذي يكافح اليوم بصمت ولا يدري به أحد ذلك لأن العالم تفضل هذه الضفادع التي تُصدرُ نقيقاً فيمجّدونها !
عن الممرضاتِ اللواتي يقسنَ حرارة أولادهن بميزان شفتين فيطبعن قبلةً على جبينهم ليخففن من جروحهم ويحاولن أن يعطين العلاج ليشفوا في وقت انعدم وجود الأدوية والمعدات الطبية!
عن الصّابراتِ على الأوجاع وجع الجسد ووجع القلب على المأساة الغير مسبوقة في تاريخ البشرية
هن بطلاتِ العالم الحقيقيات وهن اللواتي سيتحدث عنهن التاريخ حتى آخر يوم بشري على هذه الأرض !
أعرفُ أن مقالاً لن يشفي الأوجاع ولن يساعد على حل أزمة هذه المجزرة ولكن يجب أن نعي لحقيقة الوضع الحالي الذي تمر به ليس غزة فلسطين وجنوب لبنان بل
البشرية جمعاء … كفانا ضياعا في قشور الأمور فلنعالج الجوهر لكي ننعم بالسلام والأمان…
وإلى البطلة الفلسطينية، أخجل أن اتمنى لك حلو الأمور فالذي تختبرينه اليوم لا تقوى عليه الجبال ولكن أتمنى من رب العالمين أن يفك هذا البلاء المهول عن فلسطين
وأذياله الذي نعيشه أيضا في لبنان وسوريا والأردن والعراق …
سيدتي البطلة كان الله في عونك وصبَّركِ على مصابك الأليم..
عن الملائكة ، الملائكة حقاً ، الملائكة فعلاً !
❤🌹