تعجيز مرقش ..
رند الأسود / العراق / بغداد
في ظل ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة في البلد وصعوبة الفوز بفرصة عمل ، يواجه شبابنا اليوم مشكلة ( غلاء المهور) وتعجيزهم عن الزواج وهي تماماً ازمة (مرقش) الشاعر
الذي عشق اسماء ذات الوجه الصبوح واشترط عليه والدها ان يكون مهرها 100 من الإبل فغاب بالصحراء لجمعها وعندما عادَ بها اكتشف ان الحبيبة تزوجت برجل آخر ومهر قدره 60 بعيراً ! وبرغم تعجيز مرقش وهو من شعراء الجاهلية في ذلك الزمان لكن عصرهم غابت فيه المظاهر فتخيل يامرقش نحن اليوم نعيش في زمن التباهي.
ومن المتعارف عليه كلما صعبت الأحوال كلما ابدى الناس التساهل بالأمور الحياتية لان الجميع يعيش في نفس الاوضاع تقريباً فمن العجيب في زمننا هذا انتشار البطالة وارتفاع المهور الذي ادى الى عزوف الشباب عن الزواج وهبوب نفحات اليأس بينهم واجبارهم على العيش في مدينة الواقع الافتراضي!
ولهذه الأزمة عدة حلول أهمها خروج بناتنا من (عقدة سندريلا ) التي تنتظر الأمير ليحقق احلامها وعدم التعامل مع المقبل على الزواج على انه (مصباح علاء الدين السحري) فكلما ازداد الواقع صعوبة ينبغي التساهل والتركيز على التفاهم والتوافق الفكري أكثر من المظاهر المستحدثة في الآونة الأخيرة ، كذلك ينبغي توفير فرص للعاطلين عن العمل تمكنهم من تحقيق احلامهم المشروعة، ومرَ بلدنا سابقاً في ازمات كثيرة مثل الحصار في التسعينات فقد كانت الأحوال صعبة جداً والمواطن البسيط يعاني من ضيق العيش و رغم ذلك تزوج اباؤنا ، لكننا اليوم نعيش في عصر غابت فيه القناعة.