ان من أحقر انواع الاسلحة هي تلك التي تُحارب الإنسان في نفسه وعقله وراحته ولقمة عيشه ودواءه وراحة باله وحتى الماء الذي يشربه او يغسل جسده به او يتوضأ منه .
فمنذ اواخر الالفية الثانية وبداية الألفية الثالثة المشؤومة بكل ما فيها من أحداث مرت على الأمة العربية والاسلامية لم يترك أعداء العروبة والاسلام اي نوع من انواع الاسلحة النفسية والحربية إلّا واستخدموه ضد الشعب العربي وبعض الدول الاسلامية حيث استمرت عمليات التآمر على العرب بالذات من خلال إثارة الفتن تارة ومحاولات الانقلاب تارة أخرى وشن الحروب العسكرية احيانا كثيرة كما ويرافق كل هذه الحلقات التآمرية التدميرية حملات نفسية لم يشهد لها التاريخ مثيلا حيث أُستخدمت كل احتياجات الإنسان العربي الضرورية ضده ابتداء من الكهرباء التي هي عصب الحياة للإنسان والدولة على حدٍ سواء والتي أصبحت اسوا الاسلحة النفسية فتكاً بالمواطن العربي فيتم قطعها عنه في اشد حالات الجو حرارة وفي اكثر الأجواء برودة اضافة الى حاجته لها في اعماله ومصادر رزقه مما يضطره للجوء الى اصحاب المولدات الاهلية فيضيف حملا ثقيلا آخرا على كاهله . وكذلك استخدام الغذاء والدواء والماء في أقذر حرب يشنها عدو على عدوه من خلال رفع الأسعار الى مستويات خيالية حيث يستحيل على الفقير ان يتمكن من مجاراتها فيبقى يتضور جوعا لقلة غذائه ويموت الماً لشدة مرضه وغلاء دوائه وكذلك المياه التي تصل الى بيته وهي لا تصلح حتى لشرب الحيوان مما يضطره لشراء ماء الشرب والطبخ من معامل تنقية المياه . وفوق كل هذا وذاك يفرضون على الحكومات رفع الضرائب وأسعار الوقود على المواطن مقابل اقراضها مبالغ تافهة مع فوائد ربوية كبيرة في سبيل الاستمرار في تجويع المواطن واذلاله اضافة الى اذلال العملات الوطنية مقابل الدولار الذي صار سيفا مسلطا على رقبة المواطن العربي (القصد كل من يسكن الاقطار العربية من عرب واخوة من قوميات اخرى ) حيث كلما أراد الاعتراض على سعر معين اجابوه بارتفاع سعر الدولار. وهذه الحالات ليست في قطر عربي محدد فقط وإنما في جميع اقطار الوطن العربي الا الذين نالوا رضى الكبار في العالم وهذا ما نلاحظه من خلال صيحات وويلات اغلب المواطنين العرب في اقطارهم المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي .
بالإضافة الى الفتن والحروب الأهلية التي تنتج عن طريق استخدام وتحريك ما يسمى بالمكونات العرقية والدينية والطائفية والقبلية وتشكيل الاف الاحزاب في مجتمعات صغيرة تصل الى حد المدينة الصغيرة ، تلك الفتن التي قد تكون لها بداية بينما لا توجد لها اية نهاية ربما حتى قيام الساعة وهذا ما جرى ويجري الان في معظم الأقطار العربية التي اجتاحتها تلك الفتن والحروب
ترى ماذا فعلتم أيها العرب كي تشن عليكم كل هذه الحروب الانتقامية الهمجية لإذلالكم بهذه الشكل الوحشي. فلو كان الدافع اقتصاديا لكان يمكن التعامل بالطرق التجارية والاقتصادية الشرعية دون اللجوء إلى هذه الأساليب الماكرة .
لست اشك يوما ان السبب ليس طمعا في ثرواتكم وإنما لحرمانكم من استغلال ثرواتكم لكي لا تنهضوا تلك النهضة التي أسقطت إمبراطوريات العالم قبل الاسلام على ايدكم وفرضتم بها قيادتكم لقرون عديدة على اوسع بقاع الأرض آنذاك ومنذ ذلك الحين الى اليوم لم يخل زمن من الدسائس والتآمر والتدمير الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي وبالتأكيد لا يلام العدو على أفعاله لأنه عدو ويُشرِّع لنفسه اخس الأساليب للوصول إلى هدفه ولكن من يُسهِّل له أمره ويَمد له العون ويكون معوله وسلاحه الذي يدمركم به هو الذي يلام وليس غيره.