كلمة العددمقالات

جاء مسعود .. عاد مسعود !! ماذا عرف العراقيون عن زيارة السيد مسعود البرزاني المهمة والخطيرة ..؟

المهمة لانه فعلا جاء بمهمة ، والخطيرة لأنه قرأ عليهم كتابا امريكياً دوليا مفتوحا وبلسان عربي مبين ، وهو الكوردي الذي لا يلين .. امام دكتاتورية الاغلبية والمجتمعين .
ابو مسرور يا سادتي … عنده خبرة في السياسة والعلاقات الدولية ،جاء من أربيل ( عاصمة القرار السياسي) وهو يحمل معه اطارا جديدا ، وصورة جديدة ، وضعهما امامهم جميعا ، من الحاضرين ، على ان يبلغوا الغائبين،،

والرسالة تقول :

ان الادارة الأمريكية الديمقراطية الحالية ، وربما الجمهورية القادمة ،، قد سئمت منكم وعازمة على التغيير . وها أنا جئتكم ناصحا ، لا متشفيا، شريكا لا مشاركا ، صديقا لا عدوا .
الذين يقرأون ما يجري حول مستقبل العراق ، يفقهون كلام مسعود البرزاني ،، مثلما استوعبوا وفهموا كلمات السفيرة الحديدية جاكبسون .. وماذا قالت امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي قبل اكثر من شهر ،، وهي قادمة بعد ايام لتودع السفيرة الأمريكية الحالية رومانيسكي التي تعبت من تقديم النصائح لقوم لهم ،، آذان لا يسمعون بها ، وعيون لا يبصرون بها .
.
حتى التغييرات التي حصلت في ايران لها علاقة بما يجري في العراق وغزة ولبنان ، كما ان فوز المرشح الايراني بيز يشكيان وصعوده على مسرح السياسة الدولية ، وهو السياسي الاصلاحي المدني ، سيقدم صورة جديدة للعالم ،، من دون تهديدات نووية ، ولا مزيد من القوة الصاروخية.

في العراق التنسيقي خسرت العملية السياسية بريقها ومصداقيتها امام العراقيين والعالم ، بعد ان تمادت في اخطائها وخطاياها ، وبعد ان تمت ادارة الدولة بغباء وعناد ،، من دون توازن يريح البلاد والعباد . ونسوا او تناسوا ان العراق يحتاج إلى توازن واضح ، وحضور امريكي ساطع ، من دون لف ولا دوران ، ولا تحديات سياسية مبتذلة ، ولا حتى خطابات اعلامية بلا برهان ، وما انزل الله بها من سلطان .
لم يأت الرئيس مسعود البرزاني هذه المرة ، ليطلب زيادة في حصة الاقليم من ميزانية الدولة ، ولم يفتح ملف النفط ، ولا ملف حزب العمال الكوردستاني ،، بل جاءهم بنبأ من واشنطن عن طريق الخط الرنان ، وكأنه يقول لهم ،، لقد قضي الأمر الذي كنتم فيه تستفتيان .

ويبدو انهم ادركوا خطورة الأمر ، قاستقبلوه كرجل دولة في العلن والسر ..حتى من قبل الذين اطلقوا على حافات قصوره فذائف من الجمر .

لقد اجتمعوا به قياما وقعودا ، فقال لهم بصريح العبارة :

انتهت اللعبة ، كما قالها محمد الدوري . بحله وحلاله ،، وكان ممثلا في الامم المتحدة قبل الهجوم على العراق واحتلاله .

عفا الله عما سلف وما تلف ، وما سياتي به القدر من خلف ، ربما يفقه في السياسة ، ولا يعترف بتجربة السلف .

بلغهم .. بأن التحالف الدولي سيبقى في مهمته العسكرية ، وان القوات الأمريكية سوف لن تغادر العراق حتى لو تم التصويت برلمانيا الف مرة على اخراجها.

الحق يقال .. ان كل الذين ظهروا على مسرح السياسة بعد احتلال العراق في 2003 جميعهم تعلموا دهاليز وخفايا السياسة من بعد مسعود البرزاني ، وكانوا لايفقهون شيئا لا في السياسة ، ولا في الاقتصاد ، ولا فن ادارة الدولة ، فجاؤا بدولة مسدسات من دون مؤسسات .. وادخلوا العراقيين في حروب طائفية، وأسسوا المناطقية، وزادوا من النزاعات العشائرية ، وأعادوا العراق إلى عصور الجاهلية ،عصور التناحر والتشرذم والخراب والهمجية .

جاء مسعود ،، وعاد مسعود ،،، ولم يبق للعراقيين سوى الانتظار ،، لكنه انتظار على نار ، في صيف تموزي ساخن ،، تعودنا فيه سماع اغان للثورة والثوار ..&.
د كاظم المقدادي

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى