مقالات

رحل يحي السنوار … و بفلسطين ..و ستبقي ! أضاءات فكرية

#الشبكة_مباشر_دبلن_بقلم .أ.د.طارق السامرائي

القضية في الحركات الثورية لها طعم ومذاق خاص،فهي لا تقاس بمعايير كارتونية فارغة المفهوم !

القضية في عامود الجهاد هي عقيدة وايمان متجذر لا ينتهي الا بتحقيق اهدافها وعبر ديناميكية ربما اغلبها دراماتيكية الثمن فيها مهما غلي فهو رخيص .
رحل الشهيد يحي السنوار كرحيل ممن سبقوه في مسلسل الاغتيالات المتواصلة وان تباينت صورها ووسائل تطبيقاتها !!

فالقاتل هو امريكا والغرب وادوات القتل اسرائيل والذيول والطابور السادس كما ندعوه .وليعلم الجميع ان المقاومة لا تبدأبشخص ولا تنته بشخص …بل بيننا وبينهم جبال جثث..وأنهار حقد ودم وعويل وثأر طويل ….!
ستنتصر فلسطين والعرب ومن ساند واحب فلسطين والعرب لانها قضية الله والعرب والاسلام والانسان .
مضي السنوار الي ربه مقبلًا غير مدبرًا وفي ميدان المعركة وتحت الارض .
في الوقت الذي يتباهي المجرم نتنياهو مغرورًا بهذا الحدث في اغتيال الرأس الثاني لحماس بعد اسماعيل هنية لكنه يعجز ان يقول انه أنجاز عسكري او هدف مركزي .
أسرائيل تخوض معركة ضروس ازاء شعب وعقيدة وحركة مؤمنة ومقاومة جهادية ،فهي ليست معركة السنوار كقائد سياسي ليس مطلوبًا منه الادارة الميدانية للمعركة ومع ذلك فهو قد فعل ،وهي سمات القادة الابطال الذين يتقدمون علي الجند ..!
والتاريخ مملوء بهذه القيادات الدرر من عمر المختار وصدام حسين وقادة نظامه واحمد ياسين وبن بيلا والرنتيسي وهنية وعدد لا تحصي من خلدهم التاريخ وخلدوه .
وأن غياب القادة لا يفت بعضد المقاومة ولا يفتت عقيدتها الي شتات بل يقويها ولا يحسم في أزقة المعارك بين الاحتلال والمقاومة.
لا مأزق إطلاقًا…ستجد حماس خلفًا قائدًا في ريعان ألتزامه لكي يخلفه بلا عقيدات ولا بيزنطينيات كما وجدته خلفًا مؤهلا للاسماعيل هنية وفي ليلة وضحاها .
كعرب ثوار تعودنا وتجلدنا علي هذه النظرية وجدليتها كما تداولتها سيرة البعث العربي بعد استشهاد قيادته فلم تكن انحسارًا في هبوط عزيمته وعقيدته السياسية الوطنية بل اكسبته صبرًا وجلدا لكييستمر ….!
قافلة الشهداء تمضي لانها هو الطريق البديهي لها فلا ثورة بلا ثمن بشري واقتصادي ،ومعها سيتم جهاد ونضال الشعب لاجل المصير الواحد للقضية الشريفة .
فلسطين لا زالت منتصرة ويزداد حجم الانتصار بقدر حجم ووزن الاصرار علي الاستمرار.

في الطرف الاسرائيلي الاحتلالي قد يزيد الامر الضغط الداخلي علي نتنياهو ويمينه الاجرامي لانجاز صفقة الاسري ؟

والسؤال هل سيصمد نتنياهو ويتمكن من تجاوز هذه الضغوط ؟والجواب علي الارجح نعم كما فعل في السابق وفي ضوء واقع الحرب التي يخوضها في لبنان واليمن ولعدم جدية الضغوط الحقيقية علي مسيرته الارهابية،فنتنياهو ويمينه رهبان الاجرام فرحين بما أتاهم الزمن الظالم من استخدام اسلوب الاغتيالات المنكر …فرحة قصيرةوسكرة طارئةونشوة غرور .
قال يحي السونار علنًا(اكبر هدية يقدمها الاحتلال الصهيوني لي هو أن يغتالني وأمضي شهيدًا الي الله ).

شاب فلسطيني فقد 11 شهيدًا من عائلته ….فلنخجل من همومنا إزاء احزان تخترق الأفئدة ولا يقوي علي حملها الجبال .
الاحتلال ارتكب مجازر وقتل عشرات الالتفات الأطفال والنساء والشيوخ ولم تشفي غليله …يعتقد ان يحي السنور هو أرقي هدف في حربه …علي سياسة وغبي حرب !!
المعركة مستمرة وستلد فلسطين سنوارااخرا او جديدًا وان لم يكن يحي بذاته .
لدينا أيمان راسخ ان القائد يخلف قادة ،والجندي يخلف عشرة ،والشهيد ألف مقاوم ،فأرض العرب تنبت المقاومين كما تنبت النخل والزيتون .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى