مقالات

ماذا تنوي إسرائيل العمل بعد الإنتخابات الأمريكية ؟

#الشبكة_مباشر_دبلن_أ.د. طارق السامرائي

بعد مشوار عسير ومحنة أعمق من كونها كارثة باتت اسرائيل علي المحك والمصير التشاؤمي الذي اغرقها في سعيها الحثيث لمواجهة المأزق وتدارك المصيبة التي حلت في ديارها !..مأزق تاريخي خارج الحسابات التقليدية وغوغائية الاعلام الهابط والغرور الواسع بقوة فرض الاتاوات علي شعوب المنطقة !

سقط العرش الصهيوني وسقطت معه سلاطين الدهلقة والطاووسية بلا عودة .

غزة وشعبها العربي الصابر ابدع في فنون المواجهة والصمود واهدر جميع قدرات إسرائيل العسكرية واللوجستية والاستخبارية وكل مشاريعها الدنيئة في الاغتيالات وسرديات الدعم الامبريالي المتعدد الاطراف امريكي غربي صهيوني أيراني وبعض من عرب الهوية أسفًا ،يواكبها اعلام وتكنولوجيا حديثة دقيقة أداء شعب لا يتجاوز تعداده ثلاثة ملايين ونصف يصارع في شريط أرضي ضيق من تحت وفوق الارض لا يملك الا (العقيدة والايمان).

ماذا سيفعل نتنياهو ويمينه المندحر وما يدور في عقله هو ….هروب للامام وبدأمسلسل الهزيمة بلا اهداف مرجوة للتحقيق ،مارثون انهزامي ومشاكل اقتصادية وأزمة اجتماعية كادت تتحول الي معارضة داخلية في تل أبيب وفشل ذريع في عدم جدوي التكنولوجيا العسكرية المعلبة أجنبيًا وبالتحديد امريكيا .

حرب لبنان حرب أشغال وهو موضوع مفصلي لم تستطع إسرائيل فك الارتباط له بغزة !!ففي الايام القريبة شهدت المنطقة عددًا من المواقف الهستيرية أسرائيلية التطبيق امريكية الصنع ،ضربات ثقيلة ولمختلف السلاح المدمر ضد حزب الله وتنظيماته وبالتنسيق المبرمج علي استمرار المنهجية النازية في دك معاقل المدنيين الفلسطينيين بلا رحمة ولا انصياع لقانون وشريعة حقوق الانسان مئات الالاف من اطفال ونساء وشيوخ فلسطينين متمسكين بأرضهم رافضين النزوح القسري !!صمود اسطوري كتبته قائمة شهداء غزة .

موجات من التحدي لما دعوه حزب الله (الحساب المفتوح ) فمن سينتصر بهذا الحساب ؟؟

رغم التفوق التكنولوجي والمخابراتي المشتق من تفوق امريكي غربي والذي لم يحسم كل الحروب علي الارض ولو بمقدوره الحسم لما تحررت فيتنام ولاوس وكمبوديا وافغانستان!!
أقدار التكنولوجيا وحروبها لا تستطيع حسم المواقف علي الارض إطلاقًا ونجاحها الوقتي مهما عظمتلا تستطيع حيف المواقف علي الارض والذي يحسمها هو القتال علي الارض وفي الميدان !!
لقد دفعت إسرائيل فاتورة عالية تبعًا لهذه الاستراتيجية الرخوة ولهذا الموقف الغير محسوب .

اليوم نتنياهو وزمرته امام مأزق تراجيديا ،فهو يواجه تحديات دولية وأقليمية حادة ،ادخل في محور قتاله أيران وهي سلعة للبيع والشراء لا يستطيع الغرب ان يغامر بها او يتلاعب بمصيرها تكمن اهميتها في كونها شرطي الخليج وصمام أمان لكل الفتوحات الامريكية والغربية والكف عن أختراقها بما يسبب خسارة استراتيجية لهم فهي كما هي اسرائيل دعامتان النفوذ الامريكي الغربي في الشرق الاوسط وزعه ما تلوح به اسرائيل في الأفق من ضربة او هجوم يجري توقيته لكنه ربما سيكون طفيفًا وأشغالًا إستراتيجيًا لا يعدوا عن صيغ المزاح .

أيران لها منظومتها ونسيجها القومي الاجتماعي المتعدد الاطياف فهو خليط غير متجانس من القوميات التي انصهرت في مطابخ النعرة الفارسية والتعددية المذهبية حيث ساعدت علي نمو صيغ الاختراقات الامنية واصبح جهازها الاستخباري هشًا رخوًا مصاب بالشلل علي التحكم في التصدي للخرق الخارجي ،كذلك لبنان فهي عبارة عن دولة طوائفنا او ميزان شركات وهو بذلك ساحة مثالية لتواجد كل انواع الخرق المخابراتي وحزب الله يتصرف وكأنه هو دولة وهو لبنان وهو يرتبط بسلوكهالسياسي مع أيران .

لبنان كان أضعف دولة في المواجهة مع الكيان الصهيوني ولكن بوجود حزب الله بان أقوي دولة في المواجهة والمقاومة ،وشعب لبنان هو من يدفع الثمن ولكن اكثر منه هو حزب الله بسبب سعة حاضنته الشيعية !

والان حزب الله بعد استنزاف قيادته بالاغتيالات وبسرعة لم يعد يمتلك الا المعادلة الصعبة وهي كيف يطهر صفوفه من الخروقات الامنية ويقاتل بنفس الوقت ؟.

ويواجه حزب الله تحديًا تكتيكيًا واستراتيجيًا في مشروع (ان يعود المستوطنون الي شمال لبنان ).

امام هذا المشهد والحرب تدخل باب العام الثاني والشارع الاقليمي والعالمي ملتهب ومحور جديد معارض دولي لسياسة اسرائيل ومواجهة القانون الدولي بجريمة الإبادة الجماعيه يصاحبها عناد وصمود تاريخي فلسطيني وخيارات بشرية واقتصادية يومية بلا هدنة وتململ امريكي في عدم جدوي الحرب والرهائن يقبعون تحت الارض مجهولي المصير ورغم الوضع العربي المختل !!
ماذا بقي في جعبة نتنياهو لكي يستمر في معركته الخاسرة ؟الا انتظار الفرج بما تتمخض عنه انتخابات امريكا القريبة !!

فأن كانت هاريس فلها حساباتخاصة في نظر نتنياهو ويمينه الذي يعيش الامال الوردية ،وان تكرم الزمن وطفي علي العرش ترامب فهناك حسابات جديدة !!
الامتيحان لمن يجتازه!

والمقاومة الجهادية لها مشروعها الذي عودةفيه!
والأيام حبلي عندها ستنقطع أوتار المشيمة !!
لبيك فلسطين وما ادراكم يا عرب .

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى