عيد الجيش العراقي و سيرة مختصرة للفريق الركن المتقاعد حاتم البدري (رحمه الله) من 1 تموز 1932 لغاية 3 ديسمبر 2023

بمناسبة اليوم 6 كانون الثاني عيد تأسيس الجيش العراقي الباسل لأتحدث بسيرة مختصرة عن فارس مهم منه و هو القائد الشهم الفريق الركن المتقاعد حاتم البدري السامرائي الحسيني (رحمه الله) من 1 تموز 1932 لغاية 3 ديسمبر 2023 .

كنت قد قررت كتابة سيرته الذاتية قبل سنتين تقريبآ و أخبرته بذلك فرحب في الفكرة و وعدني حسب حالته الصحية أن يزودني بالمعلومات و الوثائق و الصور الذي يحتفظ بها و لكن قضاء الله و قدره فاجئنه مساء يوم 3 ديسمبر 2023 لينتقل الى الرفيق الأعلى.

و عليه سأنشر مقتطفات من سيرته العطره بهذه السطور القليلة أدناه لعل أن تسمح لي الظروف بزيارة بغداد للبحث في الوثائق التي يحتفظ بها في داره بمدينة الضباط التي يسكنها منذ عام 1960 عندما حصل عليه بالوجبة الثانية لتوزيع الدور السكنية الجاهزة المخصصة للضباط وسط العاصمة بغداد قرب ملعب الشعب الدولي.

يمكن إختصار السيرة بهذه النقاط حسب تسلسلها الزمني:

1. ولد رحمه الله في 1/7/1932 في مدينة سامراء
من عائلة معروفة يرجع نسبها الى الأمام علي بن أبي طالب (رض)

2. والده الحاج أحمد حسين الحبيتر العرموش البدري الحسيني
و هو معروف في سامراء بقوته و شجاعته

3. درس في مدرسة سامراء الأولى الأبتدائية و الثانوية في مدينة سامراء مسقط رأسه و والده و جميع أجداده الحسينيين من عشيرة البو بدري العريقة

4. عام 1951 دخل الكلية العسكرية في بغداد الرستمية

5. عام 1954 تخرج من الكلية العسكرية و هو من الأوائل و عين فيها كآمر فصيل

6. إنتقل من سامراء الى بغداد فور تعيينه في الكلية العسكرية مع عائلته قبل أن يتزوج و بقى والده في سامراء

7. سكن في منطقة خضر الياس وسط بغداد…
المنطقة الذي لها رمزية كبيرة في بغداد حيث تقلد منها كثير من شبايها (القيادات) مناصب في الجيش و الدولة كجيران منهم رئيس الجمهورية الأسبق صدام حسين و وزير الدفاع الأسبق
عدنان خير الله حيث خدم فيما بعد معه في رئاسة أركان الجيش كضابط ركن العمليات.

8. قيادة الوحدات الفرعية :
• عام 1955 عين في منصب آمر فصيل 1 لواء الحرس الملكي الخاص لحماية الملك فيصل الثاني

• حيث تم إختياره بعناية بعد زيارة مهمة جدآ للأميرعبيد مضايفي و هو “أردني أحد أقرباء الملك ” للكلية العسكرية لتوفر المواصفات القيادية به حيث كان من المتفوقين في الكلية العسكرية

• بقى بحماية الملك فيصل الثاني حتى إغتياله بإتقلاب 14 تموز 1958 الدموي و هو في القصر مع الملك و الوصي.
• يقول خالي حاتم بأن زميله “ملازم أول ثابت” وهو من الموصل الوحيد الذي أطلق النار من مسدسه للدفاع عن الملك فيصل الثاني و لكن أردوه الإنقلابيين قتيلآ في الحال وسط المجزرة الدموية
التي قضت على الملك و الوصي و جميع أفراد العائلة المالكة

9. بعد الانقلاب نقل مباشرة الى منصب آمر فصيل في الكلية العسكرية حتى عام 1961 الوحدة العسكرية التي أتى منها

10. قبل في كلية الأركان كتلميذ و تخرج منها عام 1963

11. عين ضابط 3 حركات لواء مشاة 14 بدهوك شمال العراق

12. ثم مقدم لواء 14

13. عين آمر قوات مغاوير الفرقة الاولى

14. قيادة الوحدات:

• بدأت منذ عام 1967
• في 14/7/1967 تمت ترقيته الى رتبة مقدم
• عين ضابط ركن 2 إستخبارات الفرقة الخامسة في 18/7/1967
• انتقل الى منصب امر الفوج الثالث لواء 20 في 2/9/1968

15. قيادة التشكيلات بدأت منذ عام 1971
• نقل الى منصب ضابط ركن أول الفرقة الرابعة في 13/7/1971

• أصبح آمر لواء 29 في 3/9/1971 في سنجار بشمال العراق

و هو نفس اللواء الذي كان وزير الدفاع الأسبق المرحوم فريق أول ركن سلطان هاشم أحمد محمد الطائي عندما كان آمر سرية و

( اذكر كنت مع خالي عندما أحيل على التقاعد نحضر فاتحة “ابو الشهيد” فريق ركن اسماعيل تايه النعيمي وحينها شاهده و أنا جالس بجنبه عند دخول القاعة و هو كان وقتها وزير دفاع فوقف و اخذ له تحية عسكرية باستعداد ليسلم عليه باحترام شديد و هو يكرر كلمة سيدي يسأل عن أحواله)

16. انتقل الى بغداد في 7/10/1973 ليكون بمنصب مهم وهو معاون سكرتير العمليات رئاسة أركان الجيش بمقر وزارة الدفاع

17. قيادة الفرقة الاولى منذ عام 1976

18. برتبة عميد ركن نقل الى منصب رئيس أركان الفرقة الثانية في 1/4/1976

19. نقل الى منصب رئيس أركان الفيلق الأول في 1/3/1977

20. أصبح قائد الفرقة الثانية في 1/3/1978 في كركوك

21. أصبح قائد قوات ذي قار في 1/6/1978

22. تقلد منصب مدير التجنيد العام 31/6/1978

23. أحيل على التقاعد (الأول) برتبة لواء ركن في حزيران 1982

24. أعيد للخدمة أثناء الحرب العراقية الإيرانية

25. قلد منصب رئيس أركان الفيلق الأول الخاص (قوات الله اكبر)

26. أصبح قائد الفرقة الثالثة الخاصة في 18/8/1986

27. أحيل على التقاعد (مرة ثانية ) في 8 حزيران 1988

( قبل شهرين من إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية في 8/8/1988)

28. انتقل الى رحمة الله تعالى مساء الأحد 3/12/2023 عن عمر ناهز 93

بعد أن خدم الجيش العراقي الباسل بكل إخلاص و شجاعة

و كنت قد كلمته مساء نفس ذلك اليوم و هو بصحة الى حد ما طبيعية (عدا بعض حالات الكبر في السن) لنتواصل الحديث حول مشروعنا تأليف كتاب يروي سيرته و هو بذاكرة ممتازة حيث لازال يتذكر

التفاصيل و لكن بصعوبة تثبيتها لأني في بلجيكا و هو في بغداد و كنت قد تمنيت لو زرته في بغداد لإكمال تفاصيل الكتاب مع الصور و الوثائق التي يحتفظ بها لحد يومنا هذا.

وشاء الله أن يغادرنا الى الرفيق الأعلى قبل الانتهاء من المهمة تاركآ محبة الذين عملوا معه و الذين رافقوه لسنين طويلة بكل تفاني لخدمة العراق و الأمة العربية.

إنا لله و انا اليه راجعون