لقد كان سباقاً صعباً فتح القرح النفسية للتحليل والتأويل والتنجيم بمن سيكون الرئيس للبيت الأبيض…
العالم ينتظر المخاض العسير فكل يدق علي ليلاه وأخصهم العرب في قضيتهم المركزية فلسطين وملف العراق وايران و مليشياتها والاحتقان العسكري علي الجبهة الروسية الاوكرانية وعدد من الملفات التي تنتظر حلولاً ربما جذرية او وسطية او مواقف حادة متطرفة !
بهذه النتيجة التي أسفرت عن فوز ترامب وهي أدق حلقة انتخابية في تاريخ أمريكا بسبب ألتواء تعقيداتها وقراءة أيديولجتها النفسية وتبعات التشتت الانقسامي للناخب الأمريكي.
ولدت النتيجة لتضفي بظلالها علي مربعين حساسين لنا كعرب وهما ما هي الأفضليةوالاهمية من هذا النصر لدونلد ترامب وتحت نفس القياس ما هو لاسرائيل ؟
لا زال العرب والفلسطينيون يتوجسون الخيفة من استشراف مستقبل السياسة الترامبية في انهاء الحرب وحل الدولتين ومن طرف ثاني فأن بنيامين نتنياهو يصلّي تضرعا لله وشكراً علي فوز ترامب وعودة حميدة الي دست الحكم في البيت الأبيض !
نتنياهو ويمينه المتطرف المتشدد كان منزعجاً من بعض تصرفات الادارة لحزب الديمقراطين ويعتقد انهم عملوا من وراء الكواليس لصب الضغوط عليه في مشروع الهدنة مع حماس والتفكير باليوم الثاني والتي ولدت احقاد كثيرة بين المحيطين به وبين اعضاء في الحزب الديمقراطي وخلق الكثير من التشكيك بجدية هاريس لو أغدق الله عليها وتسلمت عرش الرئاسة الامريكية ،فلا يغرنك الأقوال وانما الأفعال هي التي تتحدث !وليس من قبيل العبث ان نصف ان اليد اليمني لنتنياهو والذي يمسك بملف الولايات المتحدة الأمريكية في حكومته(رون ديرمر)وأنه ناشط رفيع المستوي في الحزب الجمهوري .
وعلي الرغم من آمال نتنياهو بفوز ترامب فانه سيكون حذرامما يتوقع منه .فترامب البارحة ليس ترامب اليوم ولا يمكن توقع ما سيفعله وان كانت الملامح شبه واضحة قبل الفوز ،الامر الذي قد يسبب لنتنياهو مشكلات اكثر مما كانت هاريس هي المنتصرة !
لقد غرد ترامب عبر كل طروحاته بانه يسعي لبناء اكبر واوسع أتلاف في التاريخ السياسي الأمريكي وهو يؤشر الي الاعداد القياسية من الناخبين العرب والمسلمين في ولاية مشيغان الذين طالبوا(بالسلام)وهم يعرفون ان كامالا هاريس وحكومتها المحرضة علي الحرب التي تغزوا الشرق الأوسط وتتسبب في قتل ملايين العرب والمسلمين وقد تؤدي الي حرب عالمية ثالثة طاحنة أشاعوا….صوتوا لترامب ،صوتوا للسلام !
ترامب بفوزه هذا لا يدين بشئ لاحد لذلك هو سيفعل ما يحلو له وسيكون علي قدر معين محررا من ضغوط المسيحين الأنجيلين الموالين لاسرائيل ،أضافة الي أن ترامب سيحاول أحياء صفقة القرن والتي تدعواالي أقامة دولة فلسطينية والتطبيع مع السعودية وبعض دول العرب ،كما تدعو الصفقة المتوجة إلي قيام الدولتين جنباً لجنب يكون فيها 70./. من الضفة و100./. من قطاع غزة تحت السلطة الفلسطينية.
كما سيسعي ترامب لتصحيح عدد من سلوكياته السياسية باتجاه تحقيق السلام ونيل جائزة نوبل ومحو كلّ الفضائح من حوله .
أما ما يتعلق بالمسألة الإيرانية فهناك خيار الاتفاق لصالح منافع الطرفين وبشروط توفر الامان للمنطقة وتزيل شبح التهديد لذيولها في العراق واليمن ولبنان وربما سيكون اكثر سخاءحيال أسرائيل واكثر أصغاءا لمصالحها ومنها ربما اجراء بعض التغييرات التي تطلبها اسرائيل علي القرار 1701 والعمل علي ابعاد حزب الله اللبناني عن خارطة المنطقة وإسرائيل علي أقل تقدير .
لقد ترك بايدن -هاريس لترامب مرحلة حساسة ودقيقة المعالم علي طاولة نظيفة بشأن كل ما له علاقة بالحرب في الشرق الاوسط.
اما علي الصعيد الداخل الامريكي فأن انتصار ترامب في الانتخابات ستساعده وخطه الانفصالي في الحزب الجمهوري الذين يعارضون التدخل الأمريكي في النزاعات الدولية كما في اوكرانيا!
واذا ما حدث فهو خبرا سيئ لاسرائيل لانه يمكن ان يؤدي الي تعزيز قوة المحور (الروسي الصيني)في هذا السياق .
من المهم جداً ان نري كيف سيتصرف ترامب وصقوره أزاء كل هذه الملفات المعقدة يضاف لها دعم (تايوان)ومشكلة المواجهة الدافئة مع الصين ومحور روسيا وكوريا الشمالية وسيناريوهات الاقتصاد العالمي.
يا عرب ….شدوا الأحزمة