التاجيل لص الزمان
د. فوزي الكناني
كثيرا مايهضم حق المبدعين والمتميزين في التكريم والاشادة بجهودهم وأنجازاتهم في عالمنا العربي فهم لم يالوا جهدا في تقديم هذه الافكار والاراء التي اخذت من حياتهم الجهد والوقت كم هي سنوات كفاحهم وكم هي الصعوبات التي واجهتهم في تلك الفترة.
تكريم المبدع هو حق وواجب ….حق لانه يحق لكل مبدع في مجاله أن يلقى الدعم والتكريم من اجل الاستمرار في مسيرة العطاء وواجب لاننا كمجتمع حضاري متنور يجب ان نعمل كل مافي وسعنا لمأسسة فكرة التكريم في لحظة الحياة ليعرف كل منهم أن انجازهم وابداعهم قد سطر تاريخا في العمق الحضاري لهذا المجتمع.
لهذا لايمكن التاجيل في هذا المطلب لان التاجيل لص الزمان ألحياة يجب ان تكون للحياة. وللعلم أن تكريم المبدع بعد وفاته بمثابة ظاهرة متاصلة في المشهدين الثقافيين العربي والمحلي وهو مايعزوه مبدعون الى غياب الخطاب الثقافي بوصفه خطابا مركزيا ضمن خطاب الدولة.
التكريم في لحظة حياة تغمر المبدع بمتعة الانجاز وبتحفيز الابداع مرة تلو الاخرى فهذه اللحظة الحية لتساوي ملايين المرات في تكريم المبدع تحت التراب .
ولكن يجب أن نعي أن التكريم ليس صرعه أو موضة أو طفرة فعند الشعوب والحضارات الراقية التي تقدر العطاء والانجاز والابداع لهي ثقافة وتربية ووصية تقرأ بعد الوفاة ، لذا فان التكريم في لحظة حياتة يجب ان يبدأ من ثقافة العقل والفكر الراقي . لذا يجب ان يكرم المبدع أثناء حياته ولايتحقق الاهتمام به من قبل مؤسسات الدولة إلا بعد رحيله؟ لماذا لايرى المبدع تكريمه أثناء حياته؟