فرنسا تطالب بسياسة أوروبية موحدة حول اللجوء اليها
بهية مارديني
أعرب وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمنت بون عن أمله في حوار مع وكالة فرانس برس عشية عرض إصلاح منتظر بشدة لسياسة الهجرة في بروكسل، “أن نتمكن من التوصل لاتفاق في الأشهر القليلة القادمة. تحتاج أوروبا إلى الفعالية وإظهار أنها تعمل معا أخيرا حول الملف”.
وقال “نحاول بناء سياسة تنطلق عمليا من الصفر”. وأوضح “حاولنا القيام بذلك خلال أزمة 2015-2016، وقد حصل انسداد حينها. توجد الآن فرصة للنجاح، هذه مسؤولية على عاتقنا لأن وضع الهجرة أقل تعقيدا. علينا اغتنام هذه الفرصة”.
وشدد المسؤول الفرنسي “النظام حاليا غير فعال وليس عادلا”، لذلك يجب “إيجاد توازن جديد بين المسؤولية والتضامن” مع الدول التي توجد في الخط الأول لاستقبال المهاجرين (بينها اليونان وإيطاليا).
وأوضح أيضا أن “على كل دولة أن تتولى نصيبها من التضامن واستقبال أشخاص لهم حق اللجوء. في حال رفضت دولة استقبالهم، يجب وضع ترتيبات أخرى”، لكن لا يجب أن يتم إظهار التضامن “فقط عبر المساهمة المالية”.
ودقّق وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية أن “ذلك يمكن أن يتم عبر دعم بلد في تنظيم عمليات الإعادة (لمن رفضت طلبات لجوئهم)، وحماية حدودها عبر الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، وتقديم دعم بالتجهيزات لمراكز اللاجئين، إلخ”.
ودعا كليمنت بون في ذات الوقت إلى إضفاء مزيد من الفعالية على عمليات الإعادة، عبر تسليط “ضغط أكبر أحيانا” على دول الأصل حتى تعيد مواطنيها الذين وصلوا أوروبا بشكل غير نظامي.
وخلص في هذا الصدد إلى أنه “في حال عجزت أوروبا على أن تكون أكثر استقلالية وأكثر حزما ووحدة، فإنها لن تكون فعّالة. سياسة الهجرة هي النموذج المثالي لذلك”.
حول ترتيبات ما بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يقول وزير الدولة الفرنسي “ننتظر من لندن توضيحا واحتراما للالتزامات المعقودة. لا يمكن إعادة النظر في اتفاق الانسحاب الذي تم توقيعه والتصديق عليه”.
وتابع أنه “يجب على البريطانيين الآن أن يعلمونا بما يريدونه. مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق؟ نحن لا نحبذ ذلك، وكذلك هم، يعود الخيار لهم لكن يجب عليهم أن يقولوا ذلك عوض إثارة القلاقل المستفزة بعض الشيء. هل يريدون اتفاق حسن نوايا؟ حاليا يجب مواصلة التفاوض”.
وأكد كليمنت بون أن الاتفاق حول مستقبل العلاقة “يجب أن يحترم مصالحنا الأساسية، وإلا من الأفضل ألا يوجد اتفاق. لن نضحي بقطاعات على غرار الصيد (البحري)”.
وأبرز أن “الأوروبيين سيصدمون بحق في حال قلنا لهم إن البريطانيين سيحصلون على كل المزايا التي يريدونها، الوصول إلى السوق (الأوروبية) وعدم احترام القواعد” في الآن ذاته.
وخلص المسؤول الفرنسي إلى أنه “لن نصادق على اتفاق حول مستقبل العلاقة في حال وجود خروقات في الملف السابق”.