الدكتور كاظم المقدادي Kadhim Almikdadi، منذ معرفتي به لايكف عن اثارة الجدل ..
كتابه الاخير (جدل الاتصال..) يشبهه كثيرا “الخالق الناطق ” اكثر من بقية كتبه السابقة .. يريد ان يصنع منهجا عراقيا ومصطلحا عراقيا وخصوصية في مجال الاعلام والاتصال ..
حتى ذهب مبكرا للتنظير في استلهام شكل الملوية بدل الهرم المقلوب والمعتدل في محاولة تعبر عن اعتزازه برموز بلاد النهرين التي تكفينا وتزيد عن الحاجة اكثر مما هي نظرية ..
يأخذك في كتابه بعيدا وشرقا وغربا وذهابا وايابا من بغداد الى كل العالم برحلة دائرية اتصالية مفتوحة في عالم الحضارات والتاريخ والدين والفلسفة والصراعات السياسية وقسوتها ..
وتلتقي في كتابه الجدلي بهيگل ونييتشه وافلاطون والغزالي وماكلوهان ولاسويل وشرام وستيفن هوكينج وغيرهم .. ويعود بك الى القرن السابع عشر الاوربي كعصر ذهبي للاتصال ..
فالكتاب يحتوي على كم هائل من المعلومات التي قد تأخذك الى حافات اخرى لكنها تضعك في اطار الصورة الكبير والواسع ويحاول ان يستدرجك الكاتب من العام الى الخاص ..
لايمكن ان تمسك بتلابيب هذا العلم.. حقيقة اعترف بها المقدادي في نهاية المطاف ليترك الباب مفتوحا للباحث والقارئ وربما لنفسه حتى يلد كتابه كتبا لاحقة ،
وليس بدعة ان تلد الكتب كتبا اخرى ، بل هي مفاتيح للاذهان وللتفكير ومقدمات على طريق النتائج المفتوحة على كل الاحتمالات والافاق والخيالات الواسعة..
وفي تقديمه لكتابه في الجلسة النقاشية التي اقامها مركز البحوث بشبكة الاعلام العراقي ( امس الاربعاء ٢٨ تموز٢٠٢١ )
لم يكتف بجدله المطبوع واثار جدلاً حول قضايا اخرى ذات صلة بالأعلام والاتصال والفرق بينهما الذي لا يعرفه حتى أساتذة في كليات الاعلام ،
وجدلاً حول الفرق بين الصحفي والاديب ،
كان الحضور نوعيا وجادا وقارئا للكتاب تحضيرا للجدل المنتظر ..
لطفوا الجلسة بحضورهم وبدد هدوئها الموسوعي طارق حرب بأسلوبه المميز ونبرة صوته العالية وملاحظاته والحوظاته و ( دنغوزياته )النقدية التي يرشها كالملح اين ماحل وارتحل..
قبل ليلة الجلسة بعث لي الدكتور المقدادي نسخة ( بي دي اف ) من كتابه واتممت قراءته بليلة واحدة مثلما كنت اقرأ الكتب الممنوعة لأعيدها الى اصحابها بعد ليلة واحدة ،
والى ان احصل على النسخة الورقية فهي التي تحقق متعة القراءة لأفهم اكثر الجدل الذي اثاره المقدادي فقد اخذتني غزارة المعلومات وعرفت اشياء كثيرة ونسيت معنى الاتصال ..
رفعت الجلسة وكنت آخر المتحدثين ولكن وقوفاً.