صعب أن تدرك …صعبة هي تلك الأحاجي .. وهنا سحرها …صناديق سوداء …وغمام ..كم.صعب أن تغلف بالغمام …وإن غلفت .. فلن ُتدرك ….وإن أُدركت …أيضا .. لن تُدرك …
ما أدراك بالتشكيل ما بين الفتحة والضمة كم يحلو اللعب …
في الرمز …يحلو للبوح أن يسخر …أن يراوغ …هي نرجسية التملك أن تكون وحدك المدرك …..أن تقهقه بصمت يكاد يفجر زوايا الشفاه المطبقة …أن تحبس اختلاجة كادت أن تفضح …أن تتحكم بخفوت بريق عينيك تستدير بهما بزاوية مغايرة أن تطبق جفنيك على شقاوة ماكرة …أن تكون أنت اللاعب واللاعب في لعبة شطرنج …أن تغير مكانك دون أن تتحرك …أن تغوي الملك وتطرد الوزير وتقود الفيل الى الملكة .. أن ترمي أمطارا من حجر النرد وترصفها ….على تلك الشواطئ التي تهالكوا عليها ….ثم تبكي وتبكي وتأخذبشد رموشك وجفونك وتحاول تمزيق جلدك …أن تدوس بقدميك إلى حد التقرح على كل كسارات زجاج اليائسين الحانقين المقذوفة بساعات القهر والجنون …ربما …حينها فقط سينهار غمام الصناديق السوداء سترتمي كلها على سطح ذاك البحر …المتجمد الأبيض …ستراها من بعيد كما لو أصبحت هي أيضا لوح شطرنج ..سترى تلك البقع السوداء وقد ارتفعت كل منها بيدين ظهرتا من داخل البحر …أياديهم الغرقى …كل منها تمسك بصندوقها الأسود وتصرخ بك …المفتاح .. المفتاح …سيموج البحر بهم من جديد سيذوب …فالحقيقة لاسعة …لكل صناديق الحقائق …لكل صندوق جحيمه ….لكل صندوق جحيمه ….
قهقه …وامض ….حاول أن لا تفهم …سيؤلمك أن تفهم .
نضال سواس