بعد ألف عام.. عائلة فرنسية تتخلى عن قصرها –
تعرض عالم القصور (الشاتوهات) التاريخية الصامت والأنيق في فرنسا لصدمة في الأيام الأخيرة، بعد أن عرضت عائلة La Rochefoucauld الأرستقراطية الشهيرة قصرها Château de verteuil الشهير بمنطقة “شارينت” الفرنسية للبيع، وذلك بعد أن واجهت صعوبات في ضمان استمرارية توارث القصر، الذي يعود تاريخه إلى ما قبل ألف عام.
بيع هذه العائلة التي واكبت تاريخ فرنسا لقصرها التاريخي، يأتي في أعقاب بيع كل من قصر “دامبيير” في إقليم “ليزيفلين” بضاحية العاصمة الفرنسية باريس، وقصر “بونشارتران” في المنطقة ذاتها والذي كان ملكاً لكبار قادة ومسؤولي مملكة فرنسا قبل قرون.
ويؤكد المهتمون بهذا المجال والعاملون فيه أن قرار عائلة La Rochefoucauld هذا عرض Château de Verteuil في سوق بيع التحف العمرانية العريقة، دليل إضافي على الصعوبات الجمة التي أضحت تواجهها العائلات الفرنسية الكبيرة والثرية في الحفاظ على تراثها العمراني على مر السنين.
العائلة أعلنت في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي أن الوقت قد حان لطي صفحة من تاريخها، لأن الاحتفاظ بمثل هذه التحف الأثرية والقصور أصبح معقدا اليوم، نظرا لعجز الورثة عن تسديد نفقات الاعتناء بها، وما يترتب عنها من ضرائب ورسوم يعجز هؤلاء الورثة عن تسديدها. وبالتالي يضطرون إلى بيعها، مما يتسبب تدريجياً بنفاد هذا المخزون العقاري، وتحوله إلى أيدي فئة جديدة لا تعنى بالضرورة بالحفاظ على البعد التاريخي الذي يعتبر جزءاً من التراث الفرنسي، حسب خبراء التراث العمراني التاريخي الفرنسي.
يعود تاريخ بناء قصر Verteuil إلى عام 1080، وقد تم تعديله على نطاق واسع منذ ذلك الحين، على الرغم من أنه ما تزال هناك جدران تعود إلى القرن الثاني عشر. وللقصر الحالي المصمم على شكل مثلث، خمسة أبراج مخروطية وبرج مراقبة تعلوه أسقف صخرية.
وقد تم تصنيف هذا القصر كنصب تاريخي في نهاية شهر مارس/ آذار عام 1996. هذا التصنيف، يخص الواجهات والأسقف والإطارات فقط. فيما تم تصنيف الموقع بالكامل كموقع أثري في شهر نوفمبر/ كانون الثاني 2010.
