بسبب قرارات اتخذتها القيادة التركية لا تتلاقى مع مصالح الاتحاد الأوروبي، ما زالت فرص تركيا للانضمام إلى الاتحاد تراوح مكانها.
بروكسل: اعلنت المفوضية الاوروبية الثلاثاء في تقرير حاسم أن تركيا لا تزال “شريكا اساسيا” للاتحاد الاوروبي لكن فرصها للانضمام اليه “تراوح مكانها” بسبب قرارات منافية لمصالح الاتحاد التي اتخذها قادتها.
واسف التقرير “لاستمرار تركيا في الابتعاد عن الاتحاد الاوروبي مع تراجع جدي في مجالي دولة القانون والحقوق الاساسية”.
وجاء في التقرير “السياسة الخارجية لتركيا تتناقض اكثر واكثر مع اولويات الاتحاد الاوروبي”.
وخلص التقرير الى انه في إطار مفاوضات الانضمام لا يمكن اتخاذ اي قرار لفتح فصل جديد او اغلاق فصل من الفصول التي فتحت، على ان يعرض على الدول الاعضاء لمناقشته.
واعلن اوليفييه فارهيلي المفوض المكلف التوسيع ان الدول الاعضاء “هي من تقرر مستقبل العلاقات مع تركيا. المفوضية تطبق قراراتها”.
وانتقدت تركيا التقرير واعتبرت وزارة الخارجية التركية انه “يترجم مقاربة تستند الى احكام مسبقة وهو غير بناء اطلاقا”.
واكدت الوزارة في بيان “في حين لا يذكر التقرير وعود الاتحاد الاوروبي التي لم تحترم، ينتقد بلادنا بحجج لا اساس لها”.
واضاف البيان “لم تبتعد تركيا عن الاتحاد الاوروبي لكنها لا تزال متمسكة بعملية الانضمام رغم محاولات بعض الاوساط إبعادها عنها”.
وزادت حدة التوتر والخلافات في الاشهر الماضية بين الاتحاد الاوروبي وتركيا.
واثار اكتشاف حقول ضخمة من الغاز في السنوات الاخيرة في شرق المتوسط اهتمام الدول المطلة عليه كاليونان وقبرص وتركيا ومصر واسرائيل واحيا الخلافات حول الحدود البحرية.
وتدخلت انقرة عسكريا في ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني وفي سوريا لمحاربة القوات الكردية حليفة الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تشارك فيه دول عديدة من الاتحاد الاوروبي.
كما تدعم الحكومة التركية قوات اذربيجان التي تقاتل الانفصاليين الارمن في ناغورني قره باغ.
ووجه القادة الاوروبيون الجمعة رسالة حازمة لانقرة مع التهديد بفرض عقوبات عليها لوقف عمليات الاستكشاف غير المشروعة في المياه الاقليمية القبرصية. والتزمت تركيا بذلك. وابرمت انقرة اتفاقا مع اليونان حول آلية لتفادي النزاعات وسحبت سفينة التنقيب الراسية في المياه القبرصية.
واعتمد الاتحاد الاوروبي مقاربة مزدوجة مع أنقرة تقوم على تحسين بعض التعاون وتحريك الوحدة الجمركية. وحذرت رئيسة المفوضية اورسولا فون دير لايين بالقول “اذا استمرت انقرة في اعمالها غير المشروعة سنستخدم كل الادوات التي في تصرفنا”.
واوضحت ان بروكسل كلفت التحضير لعقوبات اقتصادية وهي جاهزة “لتطبيقها فورا”.