مع ترقب العالم لزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث يستعد لزيارة المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع و التي سوف تكون اسطورية بكل المقاييس بعكس زيارة بايدن و التي كان لها ردت فعل سعودية من خلال اللقاء ، حيث سوف يكون استقبال حافل يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الصين والسعودية وتعزيز صورة الصين كحليف للمملكة العربية السعودية و سعي ولي العهد السعودي في توطين الصناعات الاقتصادية و العسكرية الصينية على أرضه من خلال ابرام العديد من الصفقات الاقتصادية و العسكرية بين الدولتين و يعطي الجانب الصيني أولوية لتطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية مما يجعله على أهبة الاستعداد للعمل مع البلاد لتعميق شراكتهما الاستراتيجية الشاملة و خاصه في تطوير و تنفيذ الاعمال في انشاء مدينة نيوم على الساحل الغربي للملكة ، مما حدا بان تستمر العلاقات السعودية مع واشنطن الرجوع الى الخلف و هي رسالة مباشرة في نفس الوقت الى الإدارة الامريكية من كلا الطرفين ، يأتي ايضا ذلك بالتزامن مع المناورات العسكرية التي تقوم بها الصين حول جزيرة تايوان .
يأتي ذلك بالتزامن مع خلافات الإدارة المصرية مع دولة الكيان الصهيوني على ملف غزة و اتفاق وقف اطلاق النار الذي شهده قطاع غزة في الآونة الأخيرة ، و محاولة سعي الإدارة الامريكية و دولة الكيان الصهيوني في الضغط عل ى الإدارة المصرية لتحقيق شروطها و مصالحها في المنطقة و العمل على ان تتخلى مصر عن أي من تلك البنود مما جعل دولة الكيان الصهيوني ضرب كل الاتفاق عرض الحائط و الالتفات عنه رغم سعي مصر مرارا و تكرارا و بالتنسيق معها في تنفيذ بنود اتفاقيه وقف اطلاق النار و العمل بموجبها في الافراج عن الاسرى المحتجزون لدى سجونها طبقا لاتفاقيه وقف اطلاق النار ، مما جعل الإدارة الامريكية بتهديد الدولة المصرية في حالة عدم تحقيق مساعي الإدارة الصهيونية و فرض عقوبات عليها في المرحلة القادمة كوسيلة ضغط لتنفيذ اجنداتهم في المنطقة و كذلك الحديث عن الملف المعتاد حقوق الانسان الاكذوبة الامريكية الذي تسعى اليه و تستخدمه لكل الدول الرافضة لقراراتها و اجنداتها كذلك شاهدنا ديمقراطيتها و سلامها التي تسعى اليه في سوريا و العراق و اليمن و سيناء و ليبيا من قتل و اغتصاب و دمار و هو ما رفضته جمله و تفصيلا الإدارة المصرية و تمسكت بكل بنود الاتفاقية و العمل على تنفيذها الأخيرة لوقف اطلاق النار و اطلاق سراح الاسرى ، هو ما يؤكد ان العملية العسكرية الصهيونية التي استهدفت قطاع غزة ليست فقط ضرب حركة الجهاد الإسلامي و بعض التنظيمات الأخرى و تصفية عناصرها بل ضرب الامن القومي و الاستقرار للدولة المصرية حيث دعمت في المرحلة الأخيرة مصر القطاع من خلال الدعم المادي و اللوجستي لأحياء و بناء القطاع بعد ما اقترفته دولة الكيان الصهيوني من قصف للبنية التحتية و هديا لكل تلك المعطيات و لما تقدم سابقا دعمت دولة الكيان الصهيوني تنظيم داعش و العمل على إعادة احياء التنظيم من جديد على الساحة و بدأ يظهر للعلن في شبه جزيرة سيناء و قيامه من خلال تنظيمه و الجماعات الإرهابية و التكفيرية بمهاجمة مره أخرى الجيش المصري في سيناء و مؤسساته العسكرية و المناطق السكنية في محاولة فرض سيطرتها مره أخرى عليها من جديد و التي باءت بالفشل حيث قام الجيش المصري بالقضاء عليها بالتعاون مع اتحاد القبائل في سناء بالتعامل مع كل تلك الجماعات الإرهابية.
الامر الذي جعل الصين تدخل بشكل مباشر في تهديد العمق الصهيوني بالتخلي عن فكرة التعدي على قطاع غزة وزعزعه الامن القومي المصري وانه سوف يدعم مصر وقطاع غزة وفلسطين بشكل مباشر في المرحلة القادمة واكدت على ان دولة الكيان الصهيوني لابد ان تلتزم بالقرارات الدولية و وقف الاستيطان والعودة لحدود 67 ، و هو ما سوف يجعل الإدارة المصرية ان تتقارب اكثر و اكثر في المرحلة الجديدة مع الصين و روسيا ، مما جعل الإدارة المصرية توقف كل الملفات و التنسيق الأمني بينها و بين الإدارة الصهيونية لعدم التزامها ، و انها لن و لم تلتزم ببنود اتفاقيه كامب ديفيد التي ابرمها الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في 17 سبتمبر 1978 ، و قامت بنشر الجيش المصري داخل شبه جزيرة سيناء بكامل عتاده و معداته لمحاربه تنظيم داعش و الجماعات الإرهابية و التكفيرية التي تقوم بدعمها الإدارة الصهيونية و الامريكية كورقه ضغط على الإدارة المصرية و قيامهم بتدريب جيل جديد من الارهابيون و تتراوح أعمارهم من خمسة عشر عاما الى ثمانية عشر عاما و هو جيل جديد من الإرهاب يعمل لتنفيذ اجندات عديدة في المرحلة القادمة للإدارة الامريكية و الصهيونية و البريطانية ، و على ما يبدو اننا سوف نشهد في المنطقة الأيام القادمة العديد من الإرهاب .
و يأتي كذلك بالتزامن مع اعلان الدولة العثمانية تطبيعها مع دولة الكيان الصهيوني و هو ما يثير السخرية عقود و عصور تدعم دولة الكيان الصهيوني في العديد من الملفات و منها الاقتصادية و بناء الجدار العازل و اتفاقات مشتركة بين البلدين سواء على المستوى الاقتصادي او العسكري و اليوم تعلن سعيها لتحقيق التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني و هي ترفع شعار تحرير فلسطين وانها ستظل ندافع عن القدس حتى لو أدار العالم ظهره لفلسطين و ان القضية الفلسطينية خط أحمر ، و ان الدولة العثمانية دائما و ابدا يجددوا وقوفهم إلى جانب المقدسيين ومسلمي فلسطين وهو ما يثير بالفعل السخرية لما تقوم به الإدارة العثمانية بإعلانها للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني .
إذا النظام العالمي الجديد قادم لا محالة ومع حلول عام 2030م سيكون قد تبلور شكل العالم الجديد بصورته وقوته، حيث الجميع يبحث عن مقعد له في النظام العالمي الجديد وسعي كل دولة من الان في تحقيق مصالحها من خلال التقارب مع النظام الجديد المكون من روسيا والصين في المقام الأول ودول أوروبا وأمريكا والسعودية ومصر والامارات في المقام الثاني.