كورونا/ ستخرج منها جيوش مهزومة واخرى منتصرة
كل المجتمعات في العالم تتكلم أن جائحة كورونا ستغير وجه العالم وتقلبه رأسا على عقب والعالم بكل تاكيد لن يكون حتما مثلما كان قبلها .
هذا القول فيه قدر من الصحة ولكن لايخلوا من المبالغه في الوقت نفسه.
كورونا مثل بقية الكوارث ضربت البشرية ولن تكون نهاية التاريخ أو بدايته.
وكما تلعب الحروب دورا حاسما في هز وتيرة الجمود داخل المجتمعات إذ هي أداة التاريخ غير الواعية كما يقول كارل ماركس فأن الكوارث الطبيعية والبيولوجية من طواعين وأوبئه وجوائح شأنها في ذلك شأن الازمات السياسية والاقتصادية وغيرها تلعب دورا مهما وأحيانا حاسما في تحريك التوازنات داخل الدول وفيما بينها.
والحقيقة أن جائحة كورونا هي اشبه مايكون بحرب ستخرج منها جيوش منتصرة وأكثر قوة ومنعه وأخرى مهزومة ..فعالم السياسة ليس بعيدا عن عالم الحروب والجيوش علما بان هذا الوباء هو أشبه مايكون بحرب ساخنه وشرسة ولكن من دون جيوش مرئيه أو عدو واضح الوجه والمعالم ومن دون أسلحه خفيفة أو ثقيلة والمؤكد أن عالمنا العربي المثقل بالازمات السياسية والاقتصادية سيكون له نصيب من هذه التغييرات المتوقعه على صعيد العالم والناتجه عن كورونا.
يسير الوضع العربي والاقليمي عامة على رمال متحركة ولم يستقر بعد على صورة محددة ..فموجة التغيير التي بدأت عام 2011 في إطار ما عرف بالربيع العربي تم كسرها بمزيج من الدسائس والانقلابات العسكرية والحروب الاهلية المفتوحه من مصر وسوريا الى اليمن وليبيا وتونس إلا أن الوضع الذي تشكل على أنقاضها لم يقو هو الاخر على الاستقرار والصمود .
الواضح أن كورونا ستثير ماهو صامت من الصراعات وتحرك أكثر ماهو قائم منها وهذا يعني أن دول المنطقه ستعاني بدرجات متفاوتة من مخلفات أزمة كورونا.