بمناسبة ولادة الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، وهو قدوة العرب اولا في توحيد الأمة
تلك الايام تذكرني بولادة من اختاره الله قبل ولادته ، به بشر في التوراة, حيث يقول مخاطبا موسى سياتي من بعدك نبي من اقاربك من جبل فران( جبل قريب من مكة،)
وفي الانجيل( برنابا) سياتي من بعدي رسول اسمه احمد ( احمد ومحمد مصدرهما واحد وهو الحمد). وخير الاسماء ما حمدا وعبدا.والله يختار حيث يضع رسالته. وقد قرر اختياره، ثم ابتلاه بوفاة والده وهو لم يلد بعد ثم بوفاة والدته وهو طفل .ثم مرضعات حيث
تعدد البيئات و التربيات، طفل ترعرع وسط عوامل بيئية جعلته امينا صادقا، الوفاء عنوانه وسماته، فهم الحياة طفلا من خلال واقعه متفاعلا مع بيئات متنوعة. عدا عن رعاية الله له وتهيئته لحمل رسالته الأخيرة للبشر، فان الله عمليا وضعه في عملية التعامل مع بشر
ذي مصالح متنوعة وتطلعات مختلفة. فهو ( صلعم)
كان معدا لمهمة انقاذ الإنسانية من عوال مختلفة وحياة تسودها خلافات واساطير،
وحين نزل عليه الوحي ذكره بكل ما سبق به اعداده ، الم يجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى.
نعم هكذا اعد الرسول لمهمة حمل آخر رسالة الاهية للبشرية. رسالة استعرضت قصص ما قبل الدعوة للاسلام وما لانبياء ذكروا جابهوا مصاعب من قومهم حين عليهم ارسلوا ،ولانحرافاتهم حاولوا تعديلا.كل ذلك لكي يشد عضد الرسول ويصلب موقفه، حيث من
سبقه جابهوا ما هو اصعب. كما أن هناك عشرات الانبياء لم يذكروا. فما ذكر يكفي قصدا وغاية.
تلك مقدمة موجزة جداً عن مرحلة تمهيدية لظهور الرسول واعداده لاعظم مهمة، هي رسالة الاسلام للعالم.الدين الخاتم الحامل كل إيجابي في اديان سبقته، وما اضيف وفقا لتطور الحياة وما سياتي من تطور به الله عليم، لذا حث على العقل والعقل والعلم،
والتسخير لهم في اعمار الأرض، وبناء حياة كانها باقية ابدا.لكن العمل للاخرة كان الرحيل لها غدا.
وبناء الحياة الدنيا واضح: اعمار وتقدم واستثمار خيرات الأرض, باستخدام العقل الرشيد والعلم المفيد والتقانة ( التسخير) لما هو جديد للإنسانية يفيد. والعمل للاخرة هو: الايمان بالله والعدل والاستقامة وعمل الخير ، والصلاة والزكاة والصدقة كل بضوابط واضحة ( أي
مصدر لأي قانون وضعي مستقيم يلاحظ تلك المسلمات الانسانية).
تلك هي رسالة الله الخاتمة للعالم، حملها محمد الرسول العربي الخاتم للرسل، وطبقها في صحيفة المدينة( مدنية لا يثربية!), وفي قوله انتم ادرى بدنياكم في عمل ما هو خبرة ومفيد.
تلك الذكرى العطرة. ذكرى ولادة الرسول الكريم،. دفعتني لاذكر بالرسالة الخالدة للبشرية التي كلف بها، وكان عنده حكمة ورشدا وقيادة مثلت العرب ،فمتى يشعر العرب حقا بأن يقتربوا من تلك القيادة عقلا وحكمة ورشدا، لبناء امتهم العربية دعما لتقدمهم وصيانة
لكرامتهم وحفظا لثروتهم وقدرتهم الانسانية كما ارادها الله؟ تساؤل نطرحه على عقلاء الأمة، مفكرين ومثقفين وانظمة حكم. لا هدف لنا الا امة بكرامة وشعب سعيد
فهل من لدعوتنا عاقل يجيب.؟
ا.د. علي عطيه عبدالله
اكاديمي وباحث في العلم والفكر.