مشروع التعليم القائم على تنمية المجتمع برحلات تعلم – الرحلة (الثالثة)
#الشبكة_مباشر_الخرطوم_بروفيسور الشفاء عبدالقادر حسن
الرحلة الثالثة الجزء أ:
ولاية غرب كردفان،
تم تنفيذ المشروع بالشراكة مع الأكاديمية الوطنية للتدريب بولاية غرب كردفان. إستهدفت الدورات ٧٢٠ متدربة بينهن ١٢٠ ميسرة تدريب مدربات. أكدت لنا الأكاديمية التنسيق الكامل مع الولاية. قمنا كالمعتاد بالإتصال بوزارة الرعاية والضمان الإجتماعي لتحديد المحليات الأكثر فقرا بالولاية، فاختارو لنا الميرم وود
بندة والسنوط. سافر الفريق الأول بصحبة المشرفين د. فاطمة ومحمد فيصل ويونس ميرغني مع مدربات رفلكت الأستاذة آمنة بابكر والدكتورة ليلى بشير والأستاذة علوية عبدالقادر التي أضفت مذاقا جميلا للتدريب مما جعل الإقبال كبيرا. أما آمنة فسأفرد لها مساحة واسعة في رحلاتنا القادمة فهي رائدة التغيير
المجتمعي. وصل الجميع واخذ الكل موقعه وبدأ التدريب وكانت د. فاطمة تتنقل كل يومين بين هذه الأماكن مع صعوبة الترحيل احيانا بوكس وأحيانا إسعاف وتتمها احيانا بالكارو والتكتك. وهي كانت متمركز مع مجموعة السنوط وعندما علمت ان يونس اصيب بحمي ووضعه حرج ركبت عربة إسعاف وسافرت له في
الميرم وأحضرته معها بالسنوط وتولت علاجه ومرافقته. الميرم مدينة جميلة وأهلها طيبين لكن لم يدم التدريب بها لأن المعتمد رفض إستقبال بقية المدربات بحجة انه لا توجد لديه إمكانية لإعاشتهن رقم ان عددهن خمسة والمشرف وسافر وتركهم. ذهبت د. فاطمة وقابلت المسئولين بامانة الحكومة وقابلها
معتمد البيجة بالصدفة وطلب منها تحويل التدريب لنساء البيجة وتم حرمان نساء الميرم من التدريب مما إضطر مشرفة رفلكت إعادة البرنامج مع نساء البيجة. هذه الرحلة لم أرافقها لظروف سفري وبعد عودتي كنت متألمة جدا لعوائق كثيرة وضعها المسئولين وقتها هناك ولكن بفضل الله كانت من اجمل البرامج
وكان إنتاجها متفردا وفيه إبداع غير مسبوق. تم التدريب في الميرم تحت الأشجار الظليلة، والميرم مشهورة بالبطيخ الكبير الحجم وحينما كنت ببابنوسة كنا نسمي يوم البطيخ يوم الذبيح والبيت الذي يذبح بطيخة الميرم يكفي أربعة بيوت أخرى وكذلك مشهورة بالسمن البلدي. أكملت الأستاذة آمنة الكورس
وعادت البيجة وسأتحدث في الحلقات القادمة عن موارد تم إكتشافها أثناء التدريب. سأتحدث عن كرم المرأة الكردفانية.
الرحلة الثالثة ب.
لا زلنا نواصل في ولاية غرب كردفان وتحية خاصة للمرأة الكردفانية متمثلة في الأستاذة إبتسام إحدى قيادات المرأة بالبيجة والتي إستضافت كل الفريق المكون من ستة أفراد بمنزلها وحسب إفادات الفريق أنهم قضوا أجمل أيام في ضيافة هذه السيدة التي حضرت للخرطوم بعد الدورات وقامت بزيارتنا في منازلنا
وتعرفت علينا وصارت بيننا صلات جميلة، وقد تعهدت بتوفير إحتياجات النساء للإنتاج وبالفعل حضرت لأمدرمان أكثر من مرة لشراء مستلزمات النساء المنتجات فصارت هي نفسها جزء من منظومة الإنتاج. من أميز الدورات التي اود أن اكتب عنها بالتفصيل والتي كانت متفردة هي دورة إعادة تدوير المخلفات والتي
أبدعت فيها المدربة الفنانة الهادئة الصبورة وفاء يوسف. وقد عملت كما يقولون من الفسيخ شربات. لم تترك ورقة أو جريدة قديمة أو قطعة قماش قديمة إلا وأنتجت منها منتج سريع العائد وجمعت مع الدارسات أسطوانات الكرتون الفارغة من المشمعات أو الأقمشة. صنعت مع فريق النساء من ورق الجرائد
القديمة سلال لتقديم الحلويات والمخبوزات تضاهي الصناعة الصينية، وطلتها بألوان جميلة وبعضها بالبوليش وكذلك صنعن شنط يد من ورق الجرائد وفازات ونجف ومزهريات. إتصلت على بعض النساء من أبوزبد والفولة يطلبن التدريب، وذكرن لي أن إحدى المتدربات فتحت محل بأبوزبد وآخر بالفولة لبيع منتجاتها
ووجدت رواجا عاليا وعند إتصالنا بها قالت لم تلجأ للتمويل الأصغر لأن متطلبات التدوير غير مكلفة وقالت لي انها تسلفت من زوجها خمسمائة جنيه وردتها مع أول إنتاج لها. سأركز على الإنتاج في رحلة غرب كردفان لأن الدورات كانت متفردة وبعض الإنتاج كان وليد إكتشاف بعض الموارد الطبيعية المتوفرة. إلى
اللقاء في الرحلة ج.
بروفيسور الشفاء عبدالقادر حسن